هل يصوم اليهود يوم عاشوراء ولماذا كان اليهود يصومون يوم عاشوراء … قال الدكتور علي جمعة مفتي الدولة الفائت عضو جمعية كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن اليهود كانوا يصومون يوم العاشر من شهر محرم الذي يوافق لديهم عشرة من شهر «تشري» وهو واحد من الأشهر الفارسية.
هل يصوم اليهود يوم عاشوراء ولماذا كان اليهود يصومون يوم عاشوراء
وفسر “جمعة” أثناء مقطع مرئي من خلال حسابه الحكومية على فيسبوك، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فرحًا بنجاة موسى عليه أفضل السلام، فقال: نحن أحق بموسى من ضمنهم فصامه الرسول وايضا الصحابة.
وألحق “جمعة” أن صوم يوم العاشر من شهر محرم إستمر إلزامًا لسنة شخص ليس إلا ثم أصبح سُنة، بعدما إلزام الله سبحانه وتعالى على المسلمين صيام رمضان، لافتًا على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صام عاشوراء تسعة سنوات، وفي السنة الأخير، صرح: «لئن قطنت إلى إلتقى لأصومن التاسع» وكان ذلك في آخر سنة من سنوات حياته الشريف -صلى الله عليه وسلم-، وهذا لمُخالفة اليهود.
وصرح إن المواطنين المصريين يحولون المعاني الدينية لمظاهر حضارية، فيضيفون على الاحتفال بعاشوراء ورمضان والعيدين طابعًا يميزهم، مثل أكلة عاشورا وياميش رمضان وكحك العيد، مضيفًا: “الست المصرية متعودة تعمل العاشر من شهر محرم ومنهم من يوزعها، والحاجات دي أساسي الأولاد يعيشونها”.
وعلل “جمعة”، طوال فيديو من خلال حسابه الأصلية على facebook، أنه يجوز صوم يوم العاشر من شهر محرم منفردًا دون صوم يوم قبله أو بعده، لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الخصوصية والأجر لمن صامه ولو منفردًا، سوى أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن تمَكّن، بعده خروجًا من الجدل.
واستشهد بما ري عن ابن عباس رضي الله سبحانه وتعالى عنهما أفاد: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في «صحيحه».
يوم العاشر من شهر محرم
اختلف العلماء في تحديد يوم العاشر من شهر محرم والراجح من أقوال العلماء أنه يوم العاشر من شهر محرم، وذلك قول مشجعين علماء، وبيَّن الإمام الذري أن «عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان، ذاك هو المشهور في كتب اللغة صرح أصحابنا: العاشر من شهر محرم هو اليوم الـ10 من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه ذاك مذهبنا، وبه أفاد متابعين العلماء، وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى افتتاح اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة».
سبب تسمية يوم عاشوره بهذا الاسم
كُتب المعاجم اللغوية ذكرت أن حجة تسمية يوم عاشوره بهذا الاسم أن العاشر من شهر محرم يشار بها إلى اليوم الـ10 من الشهر، وفي يوم عاشوره صار المستعمل هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، ولذا لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية المخصصة بالمسلمين وهو متباين تمامًا عن عاشوراء المخصص باليهود.
وقال الإمام الحافظ بن قرميد: إن عاشوراء بالمد على الشهير، وحكى فيه القصر وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي وأنه لا يعلم في الجاهلية.
سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية
حجة صيام يوم عاشوره في الجاهلية قريش كانت تصوم يوم العاشر من شهر محرم في الجاهلية، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري، محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري. كتاب الصيام، باب صيام يوم عاشوراء، حديث رقم: (1863، ج7، ص125).
وقد كانت قريش يحتفلون ذات يوم عاشواء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا سبب صيام عاشوره في الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صوم يوم عاشوره، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.
ولما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جَدَهُمْ –اليهود- يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». وقد كان هذا سبب صوم يوم عاشوره في الإسلام، وقد جرّد في الحث على ذاك لدرجة أنه أرسل غداة العاشر من شهر محرم إلى قرى الأنصار: “من أصبح مفطرًا فليتم باقي يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم”.
عاشوراء اليوم العاشر من المحرم
أفاد مجمع البحوث الإسلامية، إن عاشوره هو اليوم العاشر من الـ محـرم، وصيـامـه سنة لما روي عن ابن عباس رضي الله سبحانه وتعالى عنهما: “قضى رسول الله ﷺ بصـوم عاشـوراء: يوم العـاشـر ” رواه البخاري، وورد في فضل صيامه عن أبي قتادة رضي الله سبحانه وتعالى عنه أن رجلًا سئل النبيﷺ عن صوم عاشوره فقال: (أحتسب على الله أن يكفـر السنـة التي قـبلـه) رواه مسلم، كـمـا يـسـتحـب صـيـام يـوم تـاسـوعـاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” لئن بقيتُ إلى إجتمعٍ لأصومنَّ اليومَ الـ9َ”.
وألحق مجمع الأبحاث عبر الفيسبوك: بما أن صيام العاشر من شهر محرم مستحب يثاب فاعله ولايعاقب تاركه فمن إبتدأ صيام العاشر من شهر محرم ثم أفطـر عامـدًا فلا شيء أعلاه عند مشجعين الفقهاء لقول النبي ﷺ الصائم المتطوع أمير نفسـه.
وذهب فقهاء الحنفية على أن من تلبس بصوم النفل لا يمكن لـه الفطـر لقولـه تعالـي ” ولا تبطلوا أعمالكم ” فـإن أفطر وجب فوق منه القضاء، أما من أفطر ناسيًا في صوم العاشر من شهر محرم أو غيره فصومه صحيح لم يبطل لقولـه ﷺ ” مـن أكـل أو شـرب ناسيًا فـليتـم صـومـه فـإنـمـا أطـعـمـه الله وسـقـاه.
دعاء يوم عاشوره
ويستحب ترديد دعاء:
“لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار”.
«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»، «اللهم طهرني من الذنوب والخطايا اللهم نقني منها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس» «اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد»، «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، “اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي ياقيوم إني أسألك “الجنة وأعوذ بك من النار”.