قضايا الرأي العام في السعودية 2022-2023 أهم قضايا المجتمع السعودي … لعل أسوأ ما في زيارة بايدن للمكان تأييدها الوقح عملية التطبيع وتجاهل الحقوق الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية المتتابعة لها. أكّدت المملكة العربية السعودية على لسان وزير خارجيتها رفضها التطبيع بلا حل القضية الفلسطينية

قضايا الرأي العام في السعودية 2022-2023 أهم قضايا المجتمع السعودي

وقلصت من أهمية الخطوات التطبيعية التي جرت ولم تعلن عنها بكونها تطبيعا، سواء ما تعلق بفتح المجال الجوي أو جزيرتي تيران وصنافير. ولذا يعكس وجود فكرة عام مواطن سعودي رافض للتطبيع، وهو الذي تبين في التفاعلات على منصّات التواصل الاجتماعي التي تصدّرت فيها الوسوم الرافضة للتطبيع خليجيا وعربيا.

وفي كلمته، رد أمير جمهورية دولة قطر على مطالبات التطبيع المجاني بلا الوصول إلى الحقوق العربية بأنه “مثلما يملكون رأي عام لدينا فكرة عام”.

في أعقاب القمة الأميركية مباشرة، قدّم معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى شهادته في موضوع التطبيع، والمعهد ماكينة دعايات صهيونية أكثر منه مركزا علميا. وهو يستخدم الأبحاث والاستطلاعات دفاعا عن المشاهدة الصهيونية وترويجا لها. وكما قيل “الفضل ما شهدت به الخصوم”، قدم المقر شهادته

عن التطبيع الخليجي. وتلك الشهادة تُؤخَذ بحذر، فالأسئلة موجّهة لخدمة التطبيع، وصهيوني متشدّد، مثل ديفيد بولوك، يقرأ النتائج بانحياز للتطبيع. وهو يقرأ في حضور استطلاعاتٍ أخرى مهنية غير مؤدلجة صهيونيا. ولعل أكثرها أهمية استطلاع المؤشّر العربي الذي يستعمل أضخم عينه منظور في 13 بلدا عربيا يجري على مجال زيادة عن تم عقده.

أظهر المؤشّر العربي عام 2020 أن معظم المواطنين السعوديين رفضت التطبيع بمقدار 65%، درايةًا أن 29% رفضوا الإجابة عن ذلك السؤال، ما يفسَّر عادة بالخشية من الإجابة بالرفض. وفي المجمل، بلغت نسبة رفض التطبيع خليجيا 88% ومقاومة التطبيع عامة تصل عربيا إلى 88% من مواطني المساحة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل.

في مرة سابقة أن ظهرت هذه النسب في العقد الأول من الألفية في الاستطلاعات التي ظل يجريها مقر الاستطلاعات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، مع ملاحظة أن أول استطلاع أجراه المركز عام 1994

بعد “إشعار علني واشنطن” بين الملك حسين ورئيس الحكومة الإسرائيلي إسحق رابين أظهر أن نحو 74% ينظرون بتحفيز وإجادة لإعلان واشنطن. في حينها صدّق الأردنيون وعود الأمان، إلا أن الوقائع كذّبتها سريعا مع وصول اليمين الصهيوني إلى السلطة.

رجوع إلى استكشاف بولوك، يقول بوضوح “وأظهر استطلاع عصري للرأي العام أجراه معهد واشنطن أن نسبة الأشخاص الذين ينظرون إليها على نحو موجب في المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة قد انخفضت في أثناء العام السالف لتصير أقلية”. ويوضح أنه “يُوضح استطلاع معهد واشنطن

الذي يرجع إلى شهر مارس/ آذار 2022، أن أكثر من ثلثَي المدنيين في البحرين والمملكة العربية المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة ينظرون إلى اتفاقيات إبراهيم بشكل غير غير سلبي في أعقاب أدنى من عامين. تتناقض المواقف الجارية مع التفاؤل النسبي الذي أبدته نسبة جسيمة من الإماراتيين

والبحرينيين والسعوديين وحتى بعض المصريين في الأشهر التي تلت الإعلان عن الاتفاقيات”. ينشد بولوك الهرب إلى تفاصيل عن التطبيع تجاريا ورياضيا وغير هذا على يد تجميع مواقف جزئية، لكن ذلك ينسفه الوضعية الإجمالي برفض أكثر من الثلثين الاتفاقيات، وهي إكثرية في الديمقراطيات تغيّر القانون.

ليس مفاجئا موقف بايدن، ففي السياسة الخارجية يتسابق الديمقراطيون والجمهوريون في النفاق للوبي الصهيوني، والابتزاز الذي يتعرّض له الخليج والعرب عموما في التطبيع يتناقض على الإطلاق مع مفهوم السلم الدائم والعادل. هو استغلالٌ لاحتياج كل دولة على حدة، وفك ارتباطها بالقضية الفلسطينية

وعزل الفلسطينيين عن محيطهم العربي. تستفيد إسرائيل من هذا بمقدار ما تستفيد منه إيران التي استخدمت المخاوف منها لترويج التطبيع، فهي توضح لاعب الدفاع الأوحد عن الحقوق العربية، ومن تحاربهم هم زبائن الصهيونية. ما تغيب عن بولوك كذلك إن ألدّ خصوم إيران في دولة العراق، التيار الصدري، اتخذ أكثر المواقف تشدّدا في مواجهة التطبيع إلى حد تجريمه في المجلس المنتخب.

بانتظار استطلاع حديث سيظهر مجدّدا ارتفاع رافضي التطبيع، فمصر أول بلد عربي إستقر سلاما مع إسرائيل تبدو، على حسب شهادة معهد واشنطن، أكثر الدول رفضا للتطبيع .. والفضل ما شهدت به الأعداء.