خطبه الجمعه القادمه خالد بدير 12 .. الان نستعرض لكم زوارنا خطبة يوم الجمعة القادمة 12/2/2021 .

حيث هناك الكثير من الاشخاص يبحثون في هذه اللحظات حول خطبه الجمعه القادمه خالد بدير 12/2/2021.

خطبه الجمعه القادمه خالد بدير 12/2/2021

 

حديث القرآن الكريم عن الصدق والصادقين : كما يلي:

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.[التوبة: 119] . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ؛ الملقب بالصادق الأمين ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .  أما بعد :

العنصر الأول: الصدق في القرآن الكريم

عباد الله: لقد رغب الإسلام في الصدق وحث عليه في مجالات الحياة كلها ؛ ولأهمية الصدق والعناية به تضافرت نصوص القرآن والسنة في الحث عليه والتحلي به؛ فقد ورد لفظ (الصدق) في القرآن الكريم في ثلاثة وخمسين ومائة (153) موضعاً ؛ والأنبياء عليهم السلام كلهم موصوفون بالصدق، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} [مريم: 41]. وقال: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}[مريم: 56]. وَوُصِفَ يوسف عليه السلام بالصدق حينما جاءه الرجل يستفتيه فقال: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} [يوسف: 46]. وأمر الله رسوله – صلى الله عليه وسلم – بالدعاء أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80]، وقد كان- صلى الله عليه وسلم – مشهوراً قبل البعثة وبعدها بــ «الصّادق الأمين ».

ولأهمية الصدق والحث عليه أمر الله المؤمنين أن يكونوا دومًا في زمرة الصادقين؛ فقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.[التوبة: 119] . فالصدق طمأنينة للقلب ؛ وفي ذلك يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :” دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ “.( النسائي والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح). فالصدق طمأنينة ؛ أي: يطمئن إليه القلب ويسكن، والكذب ريبة؛ أي: يقلق القلب ويضطرب .

وفي مقابل ترغيب الإسلام في الصدق؛ فقد رهب الإسلام من الكذب وشنع القرآن على كل من كذب وخلف وعده وخان؛ بل عده الرسول صلى الله عليه وسلم من خصال المنافقين؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ؛ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ؛ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ.”(متفق عليه).

بل إن الكذب ينافي الإيمان؛ لأن الكذب والإيمان لا يجتمعان في قلب رجل واحد؛ فَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ سَلِيمٍ؛ أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ قَالَ: «نعم» . فَقيل: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقِيلَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا؟ قَالَ: «لَا» . ثم تلا قوله تعالى: { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }. (النحل: 105).(مالك والبيهقي في الشعب).

أيها المسلمون: لقد ضمن الرسول صلى الله عليه وسلم الجنة لمن حفظ لسانه من خبيث الكلام؛ فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ؛ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ ” (البخاري). وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ؛ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ؛ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ؛ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ؛ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ؛ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ “. (أحمد والبيهقي والحاكم وصححه).

وهكذا رغب الإسلام في الصدق ؛ ورهب من الكذب كما جاء في القرآن والسنة .

العنصر الثاني:  أنواع الصدق ومجالاته

أيها المسلمون: كثير من الناس يعتقد أن الصدق مقتصر على مطابقة الخبر للواقع؛ أي كذب اللسان أن يُحدِّثَ بخلاف الواقع؛ وهذا أحد أنواع ومجالات الصدق؛ وهناك أنواع ومجالات أخرى للصدق منها ما يلي:

أولاً: الصدق في القول : وهو أشهر أنواع الصدق وأظهرها؛ ومعناه: صدق اللسان في الإخبار، أي مطابقة الخبر للواقع؛ فحقٌّ على كلِّ عبد أن يحفظ ألفاظه، فلا يتكلم إلا بالصدق؛ وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الصمت – إذا كان الكلام يجلب شرًا – شعبة من شعب الإيمان ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»(متفق عليه) . قال الإمام النووي – رحمه الله – في رياض الصالحين:” اعلم أنه ينبغي لكل مكلفٍ أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرامٍ أو مكروهٍ؛ وذلك كثيرٌ في العادة، والسلامة لا يعدلها شيءٌ.”

ثانيًا: الصدق في الفعل: وهو مطابقة الفعل للقول ؛ بحيث فعله يطابق قوله؛ وبالمثال يتضح المقال: فالمسلم الذي تعلم العلم الشرعي لابد أن يطبقه عمليًا، كأن يكون المسلم عالمًا بحرمة الغيبة وينهى عنها، فهذا لا بدّ أن يصدقّ قولُه عملَه وينتهي هو عن الغيبة قبل أن ينهى عنها، فإن لم ينته لا يكون صادقًا في عمله. قال تعالى: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} . ( البقرة: 44 ). فكل من يخالف فعلُه قولَه فهو غير صادق في فعله .

ومن أمثلة ذلك – أيضًا- ما حكاه الله لنا من عدم صدق إخوة يوسف عليه السلام في القول والفعل، إذ كذبوا قولًا أنه أكله الذئب ؛ وكذبوا فعلًا بالدم الكاذب ؛ فجمعوا بين كذب القول وكذب الفعل، قال تعالى: { وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } . ( يوسف: 16 – 18}. فجمعوا بين كذب القول وكذب الفعل .

ثالثًا:  صدق النية والإرادة: ويرجع ذلك إلى الإخلاص، وهو أن لا يكون له باعث في الحركات والسكنات إلا الله تعالى، فإن مازجه شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية، وصاحبه يجوز أن يسمى كاذبًا. يقول الله عز وجل : { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ }. ( محمد:21 )، أي فإذا جدّ الحال وحضر القتال، فلو أخلصوا النية لله لكان خيرًا لهم، وفي الحديث ” أول ثلاثة تسعر بهم النار، عالم، ومتصدق، وشهيد ” أن الله يقول لكل منهم : ” كذبت، وإنما قرأت، أو تصدقت، أو قاتلت ليقال كذا وكذا ” ( الحديث بتمامه في صحيح مسلم). أي وليس صدقًا في طلب الثواب من الله عز وجل .

رابعًا: صدق الوفاء بالوعد والعهد: فالصدق في الوفاء بالعهد من صفات الأنبياء والمرسلين؛ قال تعالى عن إسماعيل –عليه السلام-:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا }[مريم: 54].

 

ما يسن يوم الجمعة من الأفعال

يسن للمسلم الذي تلزمه الجمعة ما يلي:
الاغتسال، والطيب، ولبس أحسن الثياب، والتبكير للجمعة، والمشي إلى المسجد، والصلاة في الصف الأول، والاشتغال بالنوافل.
عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الامَامُ، إلا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى». أخرجه البخاري.
وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رَسُولَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ كَبْشاً أقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». متفق عليه.
وَعَنْ أَوْس بْن أَوْسٍ الثقَفِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ يَقُولُ: «مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ وَدَنَا مِنَ الإمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا». أخرجه أبو داود والترمذي.