كفارة ترك صوم رمضان …ما هو الحكم على المسلمين بتجاهل الصيام الإجباري لسنوات دون اعذار أثناء الامتثال للواجبات الإلزامية الأخرى؟ هل يلزمه القضاء أو الكفارة ؟وكيف يقضي كل هذه الشهور إن كان عليه قضاء؟
كفارة ترك صوم رمضان
الجواب: حكم من ترك صوم رمضان وهو مكلف من الرجال والنساء أنه قد عصى الله ورسوله وأتى كبيرة من كبائر الذنوب، وعليه التوبة إلى الله من ذلك، وعليه القضاء لكل ما ترك مع إطعام مسكين عن كل يوم إن كان قادرًا على الإطعام، وإن كان فقيرًا لا يستطيع الإطعام كفاه القضاء والتوبة؛ لأن صوم رمضان فرض عظيم قد كتبه الله على المسلمين المكلفين وأخبر النبي ﷺ أنه أحد أركان الإسلام الخمسة.
والواجب تعزيره على ذلك وتأديبه بما يردعه إذا رفع أمره إلى ولي الأمر، أو إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا إذا كان لا يجحد وجوب صيام رمضان، أما إن جحد وجوب صوم رمضان فإنه يكون في ذلك كافرًا مكذبًا لله ورسوله ﷺ يستتاب من جهة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية، فإن تاب وإلا وجب قتله لأجل الردة؛ لقول النبي ﷺ: من بدل دينه فاقتلوه خرجه البخاري في صحيحه.
أما إن ترك الصوم من أجل المرض أو السفر فلا حرج عليه في ذلك، والواجب عليه القضاء إذا صح من مرضه أو قدم من سفره؛ لقول الله : وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] الآية من سورة البقرة. والله ولي التوفيق
زوجي يفطر في رمضان عمدا
قال ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى: فالمرأة عند زوجها تشبه الرقيق والأسير فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها بإتفاق الأئمة. انتهى.
ولا يجوز لك أن تحضري له الطعام وقت الصيام لأن هذا من باب التعاون على الإثم والعدوان، وقد نهى الله عن ذلك بقوله: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، ولكن إن خفت أن يلحقك منه ضرر إن لم تفعلي كأن يضربك مثلاً كما ذكرت فلا حرج عليك حينئذ ويعتبر هذا من باب الإكراه، ولكنا نقول لك إن لم ينته زوجك عن هذا الفعل وأصر على الإفطار في نهار رمضان فينبغي لك أن تطلبي منه الطلاق، لأن استمراره ومداومته على هذا الفعل يدلان على ضعف دينه