خطبة الجمعة عن العشر الأواخر من رمضان pdf خالد بدير … يا عباد الله أنت الآن في العشر الأواخر هذا أفضل يوم في الشهر لأنه يعرف أن يشكرهم من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة، بغض النظر عمن كان مفرطًا أو مسيئًا، يجب أن تتوب قبل فوات الأوان وتحاسب نفسك على سلوكك المهمل من جانب الله. يصلي وينام ليلاً، فإذا جاءت نعمة هذه الأيام العشر يشمر ويضيق مئزره ويوقظ أهله ويقيم الليل، وهذا وقت التهجد والوقوف.
خطبة الجمعة عن العشر الأواخر من رمضان pdf خالد بدير
لهذا حثنا صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذه النفحات حيث قال:”اطلبوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، فاسألوا الله أن يستر عوراتكم ويُؤمِّن روعاتكم”( أخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني)، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم:” إن لربكم في أيام الدهر نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا “( أخرجه الطبراني)، ولو نظرنا إلى أعمار الأمم السابقة لوجدنا أنهم كانوا يعيشون المئات بل الآلاف من السنين، فهذا نوح عليه السلام لبث في قومه 950 سنة، قال تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}( العنكبوت: 14)، فمدة بعثة نوح عليه السلام 950 سنة، وعاش قبل البعثة فترة وبعد الطوفان فترة، يعني أكثر من ألف عام، فلو قارنت عمرك وحسبت صلاتك وصومك وزكاتك وجميع أعمالك في عمرك الذي يتراوح بين الستين والسبعين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ؛ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ “( الحاكم والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني في الصحيحة) فكم تكون أعمالك بين هذه الأعمار المديدة؟؟!! وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك، فقد أخرج البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الْآنَ “، فالله زاد الأمم الماضية بسطة في الجسم والعمر، وما زال الخلق يقصر طولاً وعمراً حتى الآن، لذلك خص الله هذه الأمة بنفحات تتمثل في أوقات قليلة تشمل فضائل ورحمات غزيرة حتى تلحق هذه الأمة غيرها من الأمم في الأجر والفضل والثواب، وإليك بعض الأمثلة مدعمة بالأدلة الصحيحة الصريحة من القرآن والسنة:-
الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله،وإحسانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن هذا الشهر إنما هو فرصة تمر بكم لأجل أن تيقظ قلوبكم وتحي فيها صفة الخير وتقمع ما فيها من صفة الشر فهذا الشهر مدرب لكم ومروض لكم على العبادات فداوموا على ما أعدتم هذا الشهر من الخيرات وفعل الطاعات في بقية سنتكم فإن عمل المسلم لا ينقطع إلا بالموت لا ينقطع بشهر رمضان أو بانتهاء أيام من الأيام وإنما هو متواصل قال الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) قال صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، او علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فدل على أن عمل الإنسان لا ينقطع إلا بالموت سوا كان عملاً صالحاً أو كان عملاً سيئاً فما دام الإنسان في هذه الحياة فإنه سيعمل إما بالخير وإما بالشر، فعلى المسلم ان يكون عمله متواصلاً في الخير وأن يتوب إلى الله من أعماله الشر فإن بعض الناس أو كثير من الناس تمنيه نفسه أنه إذا خرج هذا الشهر وانتهاء أنه سيعود إلى الإهمال والغفلة والكسل والخمول أو يعود إلى المعاصي والسيئات أولئك لا يقبل لهم شهر رمضان إذا علم الله من قلوبهم فإنهم يعودونها إذا انتهاء رمضان أن يعود إلى ما كانوا عليه من الإهمال والكسل والخمول فإن الله لا يقبل منهم هذا الشهر (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ) ومن كان يعد نفسه بعد رمضان ان يعود إلى المعاصي والإهمال فليس من المتقين.