حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية …تنتشر ظاهرة إخراج زكاة الفطر في بلادنا بشكل واضح، وهذا يناقض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبحكم البخاري يرضي ابن عمر الله أن يكون معه.

من قال إن رسول السلام قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ
بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية

ومع ذلك، صدرت أوامر لبعض الأمس في بلادنا بالسماح بإخراج نقودهم وحثوا الناس على البدء في تحصيل النقود من منتصف رمضان. لقد انتهكوا الحديث الشريف وكلام مالك.

 

قال الإمام سحنون بن سعيد التنوخي المتوفى سنة 256 هـ في سؤالاته لعبد الرحمن بن قاسم في المدونة الكبرى للإمام مالك بن أنس رحمه الله (1/385):

قلت متى يستحب مالك إخراج زكاة الفطر ؟ فقال قبل الغدو إلى المصلى. قال فإن أخرجها قبل ذلك بيوم أو يومين لم أر بذلك بأسا.

وقال أيضا:1/391:

قلت: ما الذي تؤدى منه زكاة الفطر في قول مالك؟ قال: القمح والشعير والذرة والسلت والأرز والدخن والزبيب والتمر والأقط. قال: وقال مالك: لا أرى لأهل مصر أن يدفعوا إلا القمح لأن ذلك جل عيشهم، إلا أن يغلو سعرهم فيكون عيشهم الشعير فلا أرى بأسا أن يدفعوا شعيرا. قال مالك: وأما ما ندفع نحن بالمدينة فالتمر.

وقال ايضا ( 1/392):

قال مالك ولا يجزئ الرجل أن يعطي مكان الزكاة عرضا من العروض، قال وليس كذلك أمر النبي عليه الصلاة والسلام.
وقال ابن الجلاب البصري المتوفى سنة 378 في التفريع (1/296):
ويجوز إخراجها من الحب وسائر الأقوات، ولا يخرج في زكاة الفطر سويق ولا دقيق ولا خبز ولا شيء من الفواكه كلها رطبها و يابسها و لا يخرج مكانها ثمن

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا

وأما في مسألة إخراج زكاة الفطر القيمة، فقد اختلف العلماء، على قولين: الأول: تحريم هذا السلوك. قال الأئمة الثلاثة: مالك وشافعي وأحمد

واستدلوا بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه في الصحيحين «فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من بر، أو صاعاً من شعير، (وفي رواية أو صاعاً من أقط) للمسلمين الصغار والكبار. وسببهم هو أنه إذا كان سيدفعها رسول الله زكاة الفطر، صلى الله عليه وسلم، وأن يشيروا إلى الآيات في حديث آخر «أغنوهم في هذا اليوم»