خطبة جمعة مكتوبة جديدة عن فلسطين .. (البيان الأولى) أيها الناس:خطب العالم الجليل ابن الجوزي رحمه الله منذ 1000 سنة خطاب بالمسجد الأموي بالعاصمة السورية دمشق عاصمة سوريا السورية بسوريا أيام الغزو الصليبي الأوروبي لبلاد المسلمين.. أفاد فيها: (أيها الناس ما لكم نسيتم دينكم وتركتم عزتكم وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم؟! حسبتم أن العزة للمشرك وقد جعل الله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، يا ويحكم! أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مشهد عدو الله وعدوكم يجئ على خاطر أرضكم التي سقاها بالدماء آباؤكم، يذلكم ويستعبدكم، وكنتم سادة الدنيا؟

خطبة جمعة مكتوبة جديدة عن فلسطين

 

أما يهز قلوبكم وينمي حماسكم مشهد إخوانٍ لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف؟! فتأكلون وتشربون وتتمتعون بلذائذ الحياة، وإخوانكم هنالك يتسربلون اللهب ويخوضون النار وينامون على الجمر! يا أيها الناس: إنها قد دارت رحى المعركة ونادى منادي الجهاد وتفتحت أبواب السماء، فإن لم تكونوا من فرسان المعركة فأفسحوا الطريق للنساء يُدِرْنَ رحاها، واذهبوا فخذوا المجامر والمكاحل.. فإلى الخيل وهاكم لُجمَها وقيودَها، يا ناس أتدرون مِمَّ صنعت تلك اللجم والقيود؟ لقد صنعتها الإناث من شَعرهن لأنهن لا يملكن شيئاً غيرها، تلك والله ضفائر المخدّرات (السيدات المستترات في خدورهن) لم تكن تبصرها عين الشمس تصليح وحفظاً.. قطعنها لأن تاريخ الحب قد اختتم، واستهل تاريخ المعركة المقدسة، الموقعة في طريق الله، ثم في طريق الحماية عن الأرض والعرض. فإذا لم تقدروا على الأفراس تقيدونها، فخذوها فاجعلوها ذوائب لكم وضفائر

 

إنها من شعر السيدات، وجع يبق في نفوسكم إحساس؟!وألقى ابن الجوزي اللجم من فوق المنصة على رؤوس الناس.. وصرخ: ميدي يا عمد المسجد، وانقضي يا رجوم، وتحرقي يا قلوب ألماً وكمداً، لقد أضاع الرجالُ رجولَتَهم).

أيها الناس: إنها نفس برقية وخطبة ابن الجوزي نرسلها اليوم بنفس كلماتها إلى الذين ضاعت رجولتهم، ولم يبق في نفوسهم إحساس من أصحاب السمو والفخامة والغلبة والسمو والمعالي من الذين تخجل الأوراق من أن صبر أسماءهم، وتصيب ملابسَهم المعرةُ من أبدانهم النجسة! من الذين ما رجعت فيهم نخوة المعتصم ولا حمية خالد

 

ولا رجولة طارق ولا غيرة سعد ولا دمعة صلاح الدين حزناً وكمداً على حال الأمة. إنهم الذين أصبحوا يديرون الاشتباكات المسلحة في مجلس الأمن وفي ندوات الذروة، أما أسلحتهم فيستعملونها في الاستعراضات العسكرية وقتل أبنائهم وإخوانهم. نعم، لقد أضاع الحكام وبصحبتهم زعماء الجيوش الإسلامية رجولتهم وحميتهم واستبدلوا بها الميداليات والنسور والأوسمة والنياشين المعلقة على أكتاف وصدور العقيد والعميد والمهيب الركن.

 

أيها الناس: لقد أضاع رجال الفصائل والكتائب رجولتهم حالَما قاتل بعضهم البعض وتركوا الغوطة تتشكل فيها كتائب من السيدات ليدافعن عنها وعن شرفهن، لقد أضاع رجال القوات المسلحة التركي رجولتهم وهم يصبون الحمم فوق عفرين بعدما تركوا حلب تتشحط في دمائها أطلالا تستغيث بالرجال ولا من مغيث، واليوم يتركون الغوطة تباد وتدمر وهم ينظرون. لقد أضاع رجال القوات المسلحة العراقي رجولتهم لما استأسدوا على أعضاء تنظيم الدولة وقتلوهم قتل آب وإرم، واستنوقوا وسكتوا كشواهد القبور حالَما شن مفاعلهم الهيدروجيني في قلب عاصمتهم بغداد. لقد أضاع رجال القوات المسلحة الأردني رجولتهم لما استأسدوا على المواطنين في عمان، وعلى فلول المقاومين في جرش وأحرقوهم

 

وتراهم خاشعين من الذل في مواجهة الذين طردوهم من المسجد الأقصى والأرض المقدسة. لقد أضاع رجال القوات المسلحة المصرية رجولتهم لما استأسدوا على قاطنين شبه جزيرة سيناء وأذاقوهم الويلات واستعرضوا عضلاتهم العسكرية عليهم، وتقاعسوا عن نصرة أهل غزة الذين يضربون آناء الليل وأطراف النهار وعشيا وحين يُظهرون.

 

لقد أضاع رجال الباكستان وبنغلاديش رجولتهم وقتما تم قتلهم الطالبان وسكتوا سكوتا مطبقا على جرائم حكام أراكان ودجالي ميانمار من الرهبان الحاقدين القتلة. لقد أضاع رجال جيوش مجلس التهاون الخليجي لما استأسدوا على الحوثيين وميليشيات الهالك غير الصالح، وهم ينحنون إذلالا لرؤساء جيوش الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من دول الكفر، ويمنحونهم النُّظُم العسكرية في بلاد الجزيرة ونجد والحجاز

أيها الناس: ماذا إنتظر واستمر من رجولة في جيوش المسلمين التي تعد بالملايين؟ لا أستثني منهما جيشا في أي بقعة من بقعر بلاد المسلمين، خابوا وخسروا إن هم لم يقلبوا الطاولة في وجوه حكامهم الخونة، ويستعيدوا رجولتهم التي سلبها من ضمنهم حكامهم.

 

(البيان الثانية) أيها الناس: لقد تحققت مفردات ابن الجوزي في الرجال مثلما تحققت في الإناث، فالرجال في رام الله يرقصون مع الحريم متوشحين الكوفية، ويهزون أكتافهم معا بحنية، فأضاعوا رجولتهم بوازع المحافظة على الإرث الثقافي الشعبي الفلسطيني قبل أن يسرقه العدو من بينهم! وليس بقية رجال المسلمين في حال أجود

 

فإن لم تنهشهم الرياضة تناوشتهم مناهج التعليم، وإن لم تخطفهم البرامج الإعلامية وأضواؤها الخادعة سحقتهم النداءات الوطنية والانتماءات الكاذبة، وإن نجوا من ترهات العلماء وفتاواهم المضللة مزقتهم الفتن والمعارك على الجبهات الخاطئة. وتحققت مفردات ابن الجوزي في إناث الغوطة الشرقية في الشام حالَما شكلن أول كتيبة نسائية من أمهات شهداء الغوطة، وتدربن على العديد من أنواع الأسلحة لتأمين أعراضهن وأبنائهم وبيوتهن بعدما تنازل عن ذاك الشغل الرجال القادرون المدربون من المرتزقين بالمال السياسي الذي أصمهم وأعمى أبصارهم، وشتت رميهم، ومزق شملهم.

أيها الناس: لا يسعنا لكن نكرر ما قاله ابن الجوزي في خطبته العصماء، ميدي يا عمد المسجد وانقضي يا رجوم وتحرقي يا قلوب ألماً وكمداً، لقد أضاع الرجالُ رجولَتَهم.

أيها الناس: يلزم أن نبحث عن أداة تعيد للرجال رجولتهم، وتحط موازين القوى في نصابها السليم، ولا يتأتى لنا هذا سوى إذا عملنا لإقامة خلافتنا التي فيها عزنا ومجدنا، وبها نقيم شرع ربنا، ونقاتل أعداءنا، ونحافظ على أبنائنا وأعراضنا ومقدساتنا وأموالنا.

فاللهم رد الرجولة على رجالنا، وقو عزائم نسائنا، واجبر كسرنا، وارحم ضعفنا، وأجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.