كيفية وشرح صفة الحج للمفرد وشروطه … الإفراد لدى قليل من العلماء -كالشافعية- هو تقديم فريضة الحج على شعيرة العمرة؛ بأن يُحرِم أولا بالحج من ميقاته، ويَفرَغ منه، ثم يطلع من مكة إلى أدنى الحِلِّ فيحرم بالعمرة، ويأتي بعملها، ومن العلماء مَن لا يشترط شعيرة العمرة حتى الآن شعيرة الحج، ويجعل القيام بأعمال شعيرة الحج وحده دون العمرة هو الإفراد.
كيفية وشرح صفة الحج للمفرد وشروطه
يبدأ الحاج بطواف القدوم حين دخول مكّة، ثمّ يُؤدّي السَّعي بين الصفا والمروة، ويُؤخّره إن شاء إلى ما حتى الآن طواف الإفاضة، والأولى عقب طواف القدوم؛ اقتداءً بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ويبقى على إحرامه إلى اليوم الثامن من ذي الحِجّة؛ ليبيتَ في مِنى ذاك اليوم، ويُؤدّي فيها الدعوات الخمس، كلّ دعاءٍ في وقتها، ويقصرُ الصلاة الرباعيّة؛ فيُؤدّيها ركعتَين، ويقف بعرفة في اليوم اللاحق؛ اليوم التاسع من ذي الحِجّة، ويجمعُ تقديمًا بين الظهر والعصر، ويقصرُهما، ويبقى في عرفة إلى غروب الشمس.
ثم يذهب باتجاه بعدها إلى مُزدلفة، ويبقى فيها حتى الفجر، ويتوجّه في أعقاب ذاك إلى مِنى، ويرمي جمرة العقبة بسبع حَصَياتٍ، مع التكبير لدى رَمي كلّ حصوةٍ، ويَحْلق شَعْره أو يُقصّر، ويغتسل ويتطيّب، ثمّ يتوجّه إلى مكّة؛ ليطوف طواف الإفاضة، ويعود إلى مِنى؛ ليبيتَ فيها ليلة الحادي عشر، والثاني عشر لو كان مُتعجِّلًا، وليلة الـ3 عشر إن أراد التأخُّر، ويرمي في كلّ يومٍ منها الجمرة الصُّغرى، ثمّ الوُسطى، ثمّ العقبة؛ كلّ واحدةٍ بسبع حَصَياتٍ، مع التكبير لدى كلّ حصاةٍ، ثمّ يرجع إلى مكّة، ليطوف سبعة أشواطٍ طواف الوداع.
1- حج إفراد: ينوي فيه الحاج نية الحج ليس إلا.
2- حج قِران: ينوي فيه الحاج نية الإتيان بحج وعمرة معًا في آن شخص وبأفعال واحدة، من طواف وغيره من إجراءات الحج، أو يحظر بالعمرة أولًا ثم يدخل فريضة الحج أعلاها قبل الشروع في طوافها. وعمل القارن كعمل المفرد سواء، لكن القارن أعلاه هدي والمفرد لا هدي أعلاه.
3- حج إستمتاع: يعتزم فيه الحاج نية شعيرة العمرة في أشهر شعيرة الحج (شوال، ذي العقدة وأول 8 أيام من شهر ذي الدافع)، فينوي العمرة فقط ويؤدي مناسكها، ثم يتحلل من إحرامه ويستمتع بحياته العادية من ملبس وغيره من معاشرة السيدات، فإذا أتى اليوم الـ8 من ذي الدافع نوى الحج من مقره بمكة ولبس ملابس الإحرام وأقبل بمناسك الحج. وذلك النسك هو الأجود.
سمة شعيرة الحج
– تَشدّد من الثياب، واغتسل مثلما تغتسل من الجنابة -إن تيسر لك- وتطيب بأطيب ما تجده من دهن عود أو غيره في رأسك ولحيتك، ولا يسبب ضررا بقاء هذا حتى الآن الإحرام، غير أن لا تطيِّب ثياب الإحرام.
– البس ثياب الإحرام (إزارًا ورداءً)، ولف الرداء على كتفيك، ولا تغادر الكتف الأيمن إلا في الطواف بجميع أنواعه (ذاك للرجل). (أما المرأة) فتحرم في ملابسها العادية التي ليس فيها زينة ولا شعبية، ولا تلزم بلون معين.
– صلِّ الدعاء المكتوبة إذا حان في حينها، وصل ركعتين سنة الإحرام (وإن لم تصلها فلا حرج).
بعدها: إذا ركبت السيارة انْوِ الدخول في النسك، ثم قُلْ -حسب نسكك-:
1- إن كنت تود العمرة فقط: (لبيك زيارة البيت الحرام).
2- وإن كنت تريد شعيرة الحج لاغير -الإفراد-: (لبيك حجًّا).
3- وإن كنت تود الحج والعمرة بأفعالهما -التلذذ-: (لبيك عمرة متمتعًا بها إلى شعيرة الحج).
4- وإن كنت ترغب الحج والعمرة بأفعال شعيرة الحج -القارن-: (لبيك زيارة البيت الحرام وحجًّا).
كيفية وشرح صفة الحج للمفرد وشروطه
ولا يجب تتالي تلك الألفاظ ثلاثًا، لكن مرة واحدة تكفي.
على من نوى حج المفرد أولًا: الإحرام و طواف القدوم : يبدأ المسلم حجه بالإحرام، وينوي عند إحرامه الحجّ لاغير لو أنه نُسكه الإفراد، ثمّ يتوجّه إلى مكّة المُكرَّمة مُلَبِّيًا؛ فإذا وصلها توجّه إلى المسجد الحرام، وأوّل ما يبتدئه في المسجد الحرام هو طواف القدوم بخصوص البيت القديم.
ويبدأ الطواف من عند الحجر الأسود، فيستلم الحجر، ويُقبّله في جميعّ شوط إن أصبح قادرا على ذاك ما لم يكن في ذاك أذيّة للمسلمين، فإن لم يتمكن من أن يُقبّل القرميدَ، فإنّه يلمسه بِيَده، أو بشيء يُمسكه بِيَده، ثمّ يُقبّله، فإن عجز عن ذلك، لفتَ إلى الحجر الأسود بِيَده، ويطوف حول البيت سبعة أشواط، ويضطبع فيها، ويرمل في الأشواط الثلاثة الأولى، ويشتغل بذِكر الله -إيتي-، والتضرع، وعند تمام طوافه يُصلّي ركعتَين عند مَوقف على قدميه نبي الله إبراهيم -عليه أفضل السلام- إن تمَكّن.
ثانيًا: السعي بين الصفي والمروة : ينتهي الحاجّ من طواف القدوم، فيتوجّه إلى المَنشد؛ ليسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ويكون ذهابه شوطًا، وإيابه شوطًا، ويكون هذا السَّعي هو سَعي شعيرة الحجّ، ويبقى عقب السَّعي في مكّة المُكرَّمة على إحرامه إلى اليوم الثامن من ذي شعيرة الحجّة؛ وهو يوم التروية، ويمكنه الحاجّ أن يُؤخّر السَّعي إلى حين تأدية طواف الإفاضة.
ثالثًا: يوم التروية: يبدأ الحاجّ أعمالَ الحجّ في ذلك اليوم؛ فيتوجّه قبل زوال* الشمس إلى مِنى حتى يبيتَ فيها ليلة التاسع من ذي شعيرة الحجّة؛ اتِّباعًا لسُنّة النبيّ -صلّى الله أعلاه وسلّم-، ويُصلّي فيها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر اليوم الـ9 من ذي الحجّة؛ وهو يوم عرفة.
رابعًا: يوم يوم عرفة : يوم عرفات من أعظم أيّام الحجّ، وهو رُكن من أكثرّ أركانه، ويُسَنّ للحاجّ أن يبدأ مسيره من مِنى إلى عرفات بعد طلوع الغداة، ويُسَنّ ايضاً أن يدخل إلى عرفات في أعقاب زوال الشمس، ويجوز للحاجّ النهوض في أيّ مقر في عرفة إلّا في منطقة بطن عُرَنَة، ويجمع بين الظهر والعصر في يوم عرفة جمع تقديم، ثمّ يشتغل بالصلاة، والذِّكر، والتلبية، وقراءة القرآن حتّى ينهيّ غروب الشمس، ولا يُغادر عرفات قبل هذا، فإذا غربت الشمس، انطلقَ إلى مزدلفة.
خامسًا: مزدلفة: ينطلق الحاجّ من عرفات إلى مُزدلفة بعد عدم تواجد شمس اليوم الـ9 من ذي الحجّة؛ فإذا وصلها جمعَ فيها بين المغرب، والعشاء جمع تأخير، ويبيت ليلته فيها ضرورةًا عند جمهور الفقهاء من الشافعية، والمالكية، والحنابلة، وتحدث الحنفية بسُنّية البيات في مُزدلفة، ويُستحَبّ للحاجّ أن يجمع حصى الجِمار التي سيرمي بها من مُزدلفة، وعددها سبعون حصاة، أو يقتصر على سبع حَصَيات ليرميَ بها جمرة العقبة الكُبرى في اليوم العاشر من ذي فريضة الحجّة، ثمّ يُصلّي الفجر، ويقف للدعاء والتهليل، وذهب متابعين الفقهاء إلى أنّ الوقوف حتى الآن الغداة في مُزدلفة سُنّة، ورأى الحنفيّة أنّ النهوض لازم إلّا لِمَن مَنَعه عُذر، كشدّة الزِّحام، ثمّ يتوجّه الحاجّ إلى مِنى بعد هذا.
سادسًا: أيام التشريق: تبدأ أيّام التشريق الثلاثة في اليوم التالي ليوم غد النَّحر؛ وهي أيّام الحادي عشر، والـ2 عشر، والـ3 عشر من شهر ذي الحجّة، وقد ذهب جمهور الفقهاء من الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة على أنّ المَمنزل في مِنى ضروري في اليوم الأوّل والـ2 من أيّام التشريق، وقال الحنفيّة بسُنّية المَمنزل، ويرمي الحاجّ في مختلفّ يوم ثلاث جمرات بالترتيب؛ فيبدأ بالجمرة الصُّغرى، ثمّ الوُسطى، ثمّ الكُبرى، ويرمي كلّ جمرة بسبع حَصَيات، ويقف للدعاء بين كلّ جمرتَين.
ويجوز لِمَن أراد أن يتعجّل أن يطلع من مِنى في أعقاب رَمي الجمرات في اليوم الـ2، ويسقط عنه الرَّمي في اليوم الـ3، وقد اشترط المشجعين رحيل الحاجّ المُتعجّل من مِنى قبل غروب شمس اليوم الـ2 من أيّام التشريق، واشترط الحنفيّة خروجه قبل غداة اليوم الثالث من أيّام التشريق، أمّا من أراد أن يتأخّر إلى اليوم الثالث، فإنّه يرمي الجمرات قبل غروب الشمس.
ويُسَنّ للحاجّ عقب خروجه من مِنى أن يتدنى بداخل منطقة المُحَصَّب لدى منفذ مكّة؛ فيُصلّي، ويذكر الله -تعالى- فيها.