هل تعلم ما هي أحكام الأذان والإقامة .. الحمد لله رب العالمين، و الدعاء و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق بالفعلً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

هل تعلم ما هي أحكام الأذان والإقامة

أيها الأخوة المؤمنون، أنهينا مقال الصيام وموضوع الزكاة وكانا موضوعين مناسبين لشهر الصوم، وكنا قد بدأنا قبل رمضان بموضوعات في الفقه عن الصلاة والطهارة والوضوء وما شابه ذلك، وها نحن أولاً نتابع ذاك الموضوع اليوم عن الأذان، فالأذان والإقامة سنةٌ، وهما سنةٌ مؤكدةٌ، حيث يبقى سنة مؤكدة داوم فوق منها صلى الله عليه وسلم كالفرائض ولو منفرداً، فإذا سمع الإنسان الأذان وقد كان في البرية أو في الخلاء وأراد أن يصلي وحده سنّ له أن يؤذن تأديةً وقضاءً، فلو صليت فريضة الظهر في زمانه أو إن صليته قضاءً يسن لك الأذان، الأذان جماعةً ومنفرداً، أداءً وقضاءً، سفراً أو حضراً، ست حالات للرجال، وكره للنساء لأن صوت المرأة عورة، أي إذا تحدثت المرأة: أشهد أن لا إله سوى الله ووقفت في مواجهة المذياع لتؤذن فصوتها عورة، وتفسد به دعاء الرجال، فكيف إذا غنت وتأوهت وتمايلت وتكسرت وترنحت؟ إن قالت: أشهد أن لا إله إلا الله تفسد صلاة الرجال فكيف إذا غنت؟

التمهل بالأذان و الإسراع بالإقامة :

ويكبر المؤذن في بدايته أربعاً، الله أضخم الله أضخم الله أكبر الله أضخم، ويسن تكبير آخره، وآخره يكبر تكبيرتين فقط، فأربع تكبيرات في أول الأذان وتكبيرتان في آخره كباقي ألفاظه، فألفاظه عامتها مثنى مثنى، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الدعاء حي على الدعاء، حي على الفلاح حي على الفلاح، والإقامة مثله كلياً ويزيد في أعقاب فلاح الصباح الصلاة خير من النوم، وبعد فلاح الإقامة قد قامت التضرع، وعلى المؤذن أن يتمهل في الأذان ويسرع في الإقامة، ويستحسن أن يكون المؤذن صالحاً، عالماً بالسنة وأوقات الدعاء، وعلى تطهر للصلاة مستقبل القبلة إلا أن يكون راكباً يصلي صلاة الفزع فلا يشترط في تلك الوضعية أن يستقبل القبلة، لأن :” قبلة الخائف جهة أمنه، وقبلة النازح ناحية دابته “.
وأن يحول وجهه يميناً بالدعاء ويساراً بالفلاح، ويفصل بين الأذان والإقامة بمقدار ما يحضر الملازمون للصلاة، جرى نقيض أنه بين أذان الغداة والتضرع نصف ساعة لأن النبي الكريم فوقه الصلاة والتسليم كان يسفر أي إلى أن تسفر الوجوه، أي حتّى توضح شكل وجه الوجوه، وقد كان يبرد في تضرع وسط النهار لو كان الحر شديداً، فصلاة الظهر بعد الأذان بنصف ساعة، وأيضاً العصر، أما تضرع المغرب والعشاء فبعد الأذان بخمس دقائق، وهذا المركز مأخوذ من السنة، ويفصل بين الأذان والإقامة بمقدار ما يحضر الملازمون للصلاة مع انتباه الزمن المستحب.

بعض أحكام الأذان :

والملاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم مناشدة من المؤذن أن يقطن الدعاء هو نفسه، فإن كان المؤذن على المئذنة ونسيناه وأقمنا الصلاة فهذا ليس وفاء، فضماناً لحضوره معنا نقول: الذي أذن هو ما يقيم التضرع، ويستحب أن يقول المؤذن قبل التضرع: الصلاة الصلاة، ويكره التلحين في الأذان، وإقامة المحدث وأذانه – فلو كان غير متوضئ لا يجوز أن يؤذن ولا يسكن التضرع – وأيضاً أذان الجنب، فغير المتوضئ وقع أصغر وغير الطاهر الجنب وقع أضخم، وأيضا الطفل الذي لا يعقل، و المجنون، و السكران، وأذان المرأة غير مقبول مثلما قلنا، و الفاسق، و القاعد، فلا يؤذن قاعداً، والكلام أثناء الأذان والإقامة يكره، وإذا أردت السنة المطهرة فسمعت المؤذن فاسكت، ويستحب إعادته دون الإقامة، أي وإذا جرى عصري طوال الأذان فيجب أن يعاد الأذان، وإذا كنا في سفر أو في مسيرة وقلنا لأحدنا: قم فأذن فلا يقتضي لأحد أن يتحاور، فإذا تكلمنا فيجب أن يعاد الأذان، ولا تعاد الإقامة، ويكره الأذان لظهر يوم الجمعة في المصر، فأناس فاتتهم الجمعة فأذنوا ليبلغوا الظهر هذا الأذان مكروه لأن صلاة الجمعة تجزئ عن تضرع الظهر، وهذا مما يشوش على المسلمين، وقد يؤذن للفائت، إذا إنسان فاتته دعاء في غير في حينها يستحب أن يؤذن لتلك الدعاء ويقيم أيضاًً، وبعضهم صرح: لأولى الفوائت، لو نوى أن يصلي مجموعة دعوات فاتته يؤذن ويقيم لأول فائتة، وكره ترك الإقامة دون الأذان، أي أذان وإقامة، إلا أن أحدنا إذا سمع المؤذن انتهى الشأن، وهذا الكلام لو أنه أحدكم يجلس في البرية، أو في الريف، في مكان لا يبقى فيه مسجد، أما إذا كان في بيته وسمع الأذان من مجموعة مآذن فبقي فوق منه الإقامة ليس إلا، وإذا وقف على قدميه المصلي يقيم الدعاء.

ما يقوله المسلم لدى سماع الأذان :

والآن المسلم إذا سمع الأذان ماذا يقول؟ أول شيء أمسك اسكت وقل مثل تصريحه، فإذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله سوى الله، يردد برفقته المستمع أشهد أن لا إله سوى الله، وإن أفاد المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله يردد برفقته المستمع بالطبعً بصوت منخفض أشهد أن محمداً رسول الله، أما إذا أفاد: حي على الدعاء، يقولون: إسترداد الموضوع استهزاء، إذا أحد أمرك بأمر وأنت أعدته له مرة أخرى هذا استهزاء، ففي قول المؤذن: حي على الدعاء تقول أنت: لا بشأن ولا قوة إلا بالله، حوقل أي قال: لا حول ولا قوة سوى بالله، سبحل أي أفاد: سبحان الله، دمعز أفاد: أدام الله عزك، بسمل قال: بسم الله الرحمن الرحيم، كبر صرح: الله أكبر، هلل قال: الله أضخم، حي على صرح: حي على الدعاء، إذا سمع المسلم الأذان المسنون أمسك وصرح مثله، وحوقل في الحي علتين، إذا إنسان أراد أن يقرأ بمفرده يقول: ما معنى حوقل في الحي علتين؟ أي في حي على الدعاء يحوقل يقول: لا بخصوص ولا قوة إلا بالله، وفي حي على الفلاح يحوقل ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويستحب أن يقول المسلم مع المؤذن صدقت وبررت، وله أن يقول ذلك ايضاً لدى تصريحه الصلاة خير من السبات، ويستحب لمن يقطن الصلاة أن يقول: “اللهــم رب تلك الاستدعاء التامة والتضرع اللائحة مقبل سيدنا محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته”.
والآن قبل أن يصلي الإمام يقرأ ذلك الدعاء، وتلك عدد محدود من أحكام الأذان وفي درس قادم إن شاء الله ننتقل إلى محددات وقواعد الصلاة وأركانها.