تاريخ واقعة عاشوراء … يُسمَّى اليوم عاشوره الحرام بيوم عاشوراء، ويوم عاشوره بالمد و القصر و هو عاشر المحرم، و هو اسم إسلامي، و جاء عشوراء بالمد مع حذف الألف التي في أعقاب العين (راجع : مجمع البحرين : 3 / 405، للعلامة إفتخار الدين بن محمد الطريحي).
تاريخ واقعة عاشوراء
و هو اليوم الذي وقعت فيه حادثة الطَّف الأليمة التي قُتل فيها سبط النبي المصطفى ( صلى الله فوقه و آله ) الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام )، خامس أصحاب الكساء و ثالث أئمة أهل المنزل ( عليهم الاطمئنان ) مع جمع من أبنائه و أصحابه الكرام البررة بأرض كربلاء.
و كربلاء بلدة إسلامية مشهورة تمتاز بقدسيتها و تأريخها الحافل بالأمور العظام و التضحيات الجسام إذ شهدت تربتها واحدة من أنبل تفاصيل شكلية الشهادة و الفداء ألا و هي حادثة الطَّف الخالدة، و تقع البلدة على بعد 105 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة العراقية بغداد، و تقع على حافة الصحراء في غربي الفرات و على الجهة اليسرى لجدول الحسينية .
و وقعت حادثة الطف الأليمة حسب عدد محدود من الحسابات في الجمعة عاشوراء من سنة 61 هجرية، الموافق لـ 12 / 10 / 680 ميلادية .
لكن بمزيد من الدقة تبيَّن لنا أن ذاك القول ليس دقيقاً و ثمة أقوالاً اخرى تقول بأن يوم عاشوراء من سنة 61 هجرية يوافق على حسب بعض الحسابات الاخرى يوم الثلاثاء أو الأربعاء، و السبب في ذلك الاختلاف يعود الى أن الحسابات التي أشرنا إليها تعتمد على الزمان الماضي الميلادي في حساباتها و طول المرحلة بين يوم العاشر من شهر محرم سنة 61 الى يومنا ذاك و تحويل ذاك العدد الكبير من الايام بواسطة عدد محدود من المعادلات الحسابية يكون سببا في حدوث ذلك الاختلاف. و قد اعتمدنا في تأدية التاريخين الهجري و الميلادي ليوم عاشوره على ما ذكر في دائرة المعارف الحسينية.
ملخص القول: أن الأقوى لدينا هو أن يوم العاشر من شهر محرم سنة 61 هجرية يوافق من إذ أيام الاسبوع يوم الاثنين و هذا بالاستناد الى ما صرَّحت به العقيلة زينب طفلة علي (عليهما السلم) بينما رُوي عنها أنها صرحت و هي تصف قدر المأساة: “يَا مُحَمَّدَاهْ بَنَاتُكَ سَبَايَا وَ ذُرِّيَّتُكَ مَقْتَلَةً تَسْفِي عَلَيْهِمْ رِيحُ الصَّبَا وَ هَذَا حُسَيْنٌ مَجْزُوزُ الرَّأْسِ مِنَ الْقَفَا مَسْلُوبُ الْعِمَامَةِ وَ الرِّدَاءِ، بِأَبِي مَنْ أَضْحَى عَسْكَرُهُ فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ نَهْباً…
الهوامش:
(1)راجع: اللهوف على قتلى الطفوف: 133 للسيد رضي الدين والدي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحسيني، من ذراري الإمام الحسن بن علي المجتبى ( أعلاه السَّلام )، و الإمام علي بن الحسين السجاد ( فوق منه السَّلام
طفل بالحلة / العراق في 15 / محرم / 589 هجرية .باهظِم جليل، و فقيه هائل من فقهاء الشيعة الإمامية، لَمَعَ في شعره و أدبه، و يُعرف بزهده و تقواه، له ما يناهز الخمسين مؤلفاً أكثرها في الأدعية و الزيارات،، منها : إقبال الأفعال، مصباح النزيل و جناح المغترب، الملهوف على قتلى الطفوف، مهج الصلوات و منهج العنايات .
وافته المنية سنة : 664 هجرية ببغداد، و نُقل إلى النجف الأشرف / دولة العراق، و دُفن بالقرب من مرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( أعلاه السَّلام ) في الروضة الحيدرية