إليكم خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير pdf مكتوبة .. إليكم خطاب الجمعة المقبلة للدكتور خالد بدير pdf مكتوبة إذ أكدت وزارة الأوقاف المصرية على جميع الأئمة والخطباء بالمساجد بوجوب الالتزام التام بموضوع بيان يوم الجمعة الموحدة، وبالمدة المحددة للخطبتين.

إليكم خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير pdf مكتوبة

 

للحصول على الخطاب اضغط هنـــا

https://drive.google.com/file/d/1KpTiZVZOfwPYq0GWwVnnxnU3kz8aeS-n/view

 

ونصحت الوزارة من مخالفة موضوع الخطبة أو تعدى وقتها، مضمونة أنها سوف تتخذ ممارسات رادعة وحاسمة إزاء أي تجاوز في ذاك.

مثلما ستتم ترجمة البيان الموحدة إلى 18 لغة أجنبية متنوعة، إضافة إلى أصدرها مسموعة بالعربي، ومرئية بلغة الإشارة، على موقع الوزارة الإلكتروني، وظيفة خدمية لذوي الاحتياجات الخاصة.

وأكدت الأوقاف على الالتزام بموضوع البيان، سواء أكان نصاً أم مضموناً على أدنى تقدير؛ وألا يزيد زمن أداء الخطاب عن الحد العمقول، مراعاة لظروف أزمة فيروس (Covid 19) المستجد.

وسبق أن قصرت الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين لاغير، ووضعت غرامات تصل للحبس والغرامة لكل من يخالف هذا، كما دفعت ببعض مفتشيها ممن يحملون «الضبطية القضائية» إلى المساجد، لعدم استغلالها سياسياً، ولمواجهة نشر وتعميم أي شائعات أو فتن.

بدوره، شدد مجلس الوزراء المصري أنه لا صحة لغياب المراقبة على مبلغ مالي الأوقاف بموجب دستور “صندوق الوقف الخيري”، موضحاً أن نقود حاوية الوقف الخيري تخضع للرقابة بشقيها المالي والقانوني من قبل الجهات المعنية.

 

يكابدُ في هذه الدنيا، فتعتريهِ الهمومُ والأحزانُ والغموم. ُ

ذلك على عكسِ الجنةِ… فالجنةُ ليس فيها همٌّ ولا غمٌّ، صرح تعالى مخبرًا عن حالِ أهلِهَا: (لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجر:٤٨].

وصرح هلم عنهم: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:٣٤].

وإنّ المتأملَ ليجد حكمةً بالغةً في هذا الأمرِ، فاللهُ جلّ وعلا جعلَ الدنيا دارَ تعبٍ ونصبٍ وكدحٍ وهمومٍ وغمومٍ كما جعلَ فيها زينةً ومتاعاً بلّ ذلك المتاعَ قد يخالطُه الهمومَ والغمومَ والأحزانَ أما الجنةُ فهي دارُ راحةٍ وسعادةٍ ومتعةٍ. وما هذا سوى لأنّه لو لم يكنْ في العالم ذلك الهمُ والغمُ، وهذا النصبُ والمرضُ والتعبُ، سيكون التعلقُ بها بالغًا.

لهذا جعلَ اللهُ إيتي الشدائدَ والهمومَ فيها حتى يُذَكِّرَ العبادَ أنّ هناك داراً أخرى ليس فيها تلك الشدائدُ، ليس فيها همومٌ ولا غموم.ٌ فلا يتعلقوا بالدنيا تعلقاً قاسياً.

قِيل للإمامِ أحمدَ رحمه اللهُ: متى يجدُ العبدُ طعمَ الراحةِ؟ صرح: “لدى أولِ قدمٍ يحطُهَا في الجنة”.ِ فالدنيا ليس فيها راحةٌ بأي حال من الأحوالً.

بل تجد فيها المهمومين والمكروبين والمديونين والفقراءَ والمساكين والبائسين وغير ذاك.

فجاءَ الإسلامُ ليخففَ من هذه الضغوطِ على هؤلاءِ وهذا على يدِ نشرِ الأخلاقِ التي تحفزُّ على التكافلِ الاجتماعي..

ومن هذه الأخلاقِ خلقُ المواساةِ مع جميعِ الناسِ على اختلافِ عقائدِهم وجنسياتِهم.
فما المقصودُ بالمواساةِ وما الحكمةُ منها وما خصوصيةُها ؟

هذا ما سيدورُ فوقه حوارُنا فأعيرُونِي آذانًا صاغيةً وقلوباً حذرةً.
(المواساةُ) أحبتي في اللهِ :- أن تحسَ بالناسِ وتشاركَهم في أمورِهم .. تفرحُ لفرحِهم وتحزنُ لحزنِهم وتتألمُ لآلامِهم .. المواساةُ أن يعلوكَ الأرقُ لنازلةٍ هبطتْ بأخِيك، وأنْ تسبقكَ الدمعةُ لاحتياجِ مسكينٍ، وأنْ يعتصرَك الألمُ لمصيبةِ أخِيك المسلمِ، وأفضلُ شاهدٍ على ذلك:
أنّ سيدنَا عمرَ بن البيانِ رضي الله سبحانه وتعالىُ عنه في عام المجاعةِ خاطبَ بطنَهُ قال: قرقرْ أيها البطنُ أو لا تُقرقرْ، فو اللهِ لن تذوقَ اللحمَ حتى يشبعَ منه فتاةُ المسلمين.

ولذا بشرٌ الحافي دخلوا أعلاه يوما ما حادِ البردِ، وقد تجردَ وهو ينتفضُ، فقالوا‏:‏ ما هذا يا أبا نصرٍ‏؟‏ فقال‏:‏ “صرحتُ المتعسرينَ وبردَهم، وليس لي ما أواسِيهم، فأحببتُ أنْ أواسيَهُم في بردِهم”.‏
وصدقَ القائل :ُ حيثَا اشْتَكَى مُسْلِمٌ فِيْ الصِيْنِ أرَّقَنِيْ * وإنْ بَكَى مُسْلِمٌ فِيْ الْهِنْدِ أبْكَانِي ..

وَمِصْرُ رَيْحَانَتِيْ وَالشَامُ نَرْجِسَتِيْ * وَفِيْ الْجَزِيْرَةِ تَارِيْخِيْ وَعُنْوَانِي ..
أحبتي في اللهِ :- كيف نفرحُ وبين أظهرِنَا محتاجينٌ محاويجٌ؟!

كثيرٌ من الناسِ ليس لديهم ما يأكلون، بيوتُهم خاويةٌ، ليس بها ارتفعٌ إلا رحمةَ ربِّ العبادِ،
كم مِنْ متوفى زوجهاٍ مغمومةٍ مهمومةٍ، يتلوّى صغارُها، ولكنْ هيهاتَ هيهاتَ أنْ تجدَ مغاثهَا سوى من الرحمنِ الرحيم. ِ
فلنتقِ اللهَ إيتي في الجوعَى والهلكَى والمصابين، ولنواسيهم بما يعينُهم ويخففُ مصابهُم، فإنهم في مخمصةٍ شديدةٍ، وكربةٍ كبيرة جداٍ، وحاجةٍ أكيدةٍ. فعليكم بمواساتِهم ؛ فإنّ المسلمَ أخو المسلمِ: لا يَظْلمُهُ ولا يُسلمُهُ ولا يخذلُه .

اسألوا عن المحتاجين في بيوتِهم، وعن المجروحين في أماكِنهم، اُدخُلوا عليهم، وهوِّنوا عليهم الشدائدَ والآلامَ، وخفِّفوا عنهم ما هم فيه من الأسقامِ والأحزانِ، وتصوَّروا أنكم لو كُنتم مثلَهم؛ فماذا كنتم تحبون أن يُصنَعَ بكم؟!

** فما الحكمةُ من المواساةِ؟

الحكمةُ منها عظيمةٌ وجليلةٌ ألا وهي أنها تسليةٌ للجريحِ والمهمومِ والمكروبِ وتصبيرٌ له، فإنّ الفردَ إذا ابتُلِي بابتلاءٍ من الابتلاءاتِ وساهمُه فيه غيرُه هانتْ أعلاه بلواهُ، وهانتْ أعلاه مصيبتُه،
مثلما صرحتْ الخنساءُ وهي تُرثي أخاهَا صخْراً :-

فلولا كثرةُ الباكين حولي * على إخوانِهم لقتلتُ نفسي..
ولا يبكونَ مثلَ أخي ولكنْ * أُعزي النفسَ معهم بالتأسِى..
** وإذا أردنَا أنْ نتحدثَ عن ميزةِ المواساةِ وما أعدّه اللهُ جل وعلا لمن يتخلقون بذاك الخلقِ الكبيرِ فحدثْ ولا حرج ..

* فمن ثمراتِها : أنّها تكسبُ المسلمَ حبَّ اللهِ إيتي، ثم حبَّ الناس.ِ

وتنشرُ المحبةَ وتقوي الأواصرِ بين المسلمين، كما تُذهِبُ الحسدَ، وتميتُ الأحقادَ من قلوبِ الناسِ.
فعن عائشةَ، قالت: كان النبيُّ عليه الصلاة والسلام إذا ذكرَ خديجةَ أجودَ عليها المدحَ، فقلتُ: ما تذكرُ منها وقد أبدلكَ اللهُ بها خيرا؟، صرح: (ما أبدلَني اللهُ بها خيرا منها، صدقتنِيِ حيث كذبَني الناسُ، وواستنِي بمالِها إذ منعَني الناسُ، ورزقنِي اللهُ منها الصبيَ إذ لم يرزقْني من غيرِها).
لقد رُزِقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حبَّ السيدةِ خديجةَ رضي اللهُ عنها، وأحدُ الأسبابِ لذا الحبِّ هو مواساتُها له وقت العنف..ِ

* ومن ثمراتِها أنها تكسبُ العبدَ عونَ اللهِ إيتي ومعيتَه.. فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه أفاد: صرح النبيُّ عليه الصلاة والسلام:(وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ).

ولقد قالتْ السيدةُ خديجةُ للنبي صلى الله عليه وسلم موضحةً الدافعَ في أنّ اللهَ بصحبته ولن يتركَه وهذا لما رأتْه مهموماً لتأخرِ الوحي عنه :- (كلا واللهِ لا يُخزيك اللهُ أبداً) مَنْ علّمها هذا؟ إنها الفطرةُ (إنك لتصلُ الرحمَ، وصبرُ الكلّ، وتكسبُ المعدومَ، وتَقرِي النزيلَ، وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ) يعني هذا الإلهُ الكبيرُ غير ممكنٌ أنْ يتنازلَ عن إنسانٍ مطورٍ، اللهُ معك، ولو كان اللهُ معكَ فمن عليك، ولو كان عليك فمن معك؟. هكذا بيّنتْ ووضّحتْ السيدةُ خديجةُ لرسولِ الله عليه الصلاة والسلام.

لهذا أخي كن مع اللهِ ترَ اللهَ معك * واترك الكلَّ وحـاذر طمعَك..
وإذا أعطَاك من يمنـعهُ*** ثم من يعطي إذا ما منـعَك؟

* ومن ثمراتِها :- أنّ رسولَ اللهِ عدَّها كالجهادِ في طريقِ اللهِ الذي هو أوجُ سنام الإسلامِ، يقولُ في المحادثةِ الذي رواه الشيخان من حوارِ والدي هريرةَ: (الساعي على المتوفى زوجهاِ والمسكينِ كالمجاهدِ في سبيلِ الله، أو القائِمِ الليلَ الصائِمِ النهارَ)، فهل نعجزُ عن تحصيلِ المكافأةِ لهذا العملِ الذي قد يكونُ أيسرَ على عديدٍ منّا من الجهادِ بالنفسِ؟!

بل ويرفعُ رسولُ اللهِ ذلك المبدأَ ويشجعُ فوقه حتى يجعلَ من يقومُ بهذا اللازمِ الإسلاميِّ العظيمِ رفيقًا له في الجنةِ، فيقولُ بينما رواه البخاريُّ من عصري سلسِ بن سعدٍ: (أنا وكافلُ اليتيمِ في الجنةِ هكذا)
وأشار بالسبابةِ والوسطَى وفرّج بينهما. فمن ذا الذي يودُ عن مصاحبةِ رسولِ اللهِ في الجنةِ؟! ومن ذا الذي يزهدُ في ذلك الخصوصيةِ العارمِ؟! وذلك من بابِ مواساةِ اليتيمِ الذي فقدَ أباهُ وهو في طلبٍ ماسةٍ إلى مَن يواسِيه ويخفِف عنه.

* أحبتي في اللهِ ما ذكرنَاه ما هو إلا جزءٌ يسيرٌ من فضائلِ المواساةِ ولكنْ لضيقِ الدهرِ نكتفي بذلك القدر. ِ
مثلما ينبغي علينا أنْ نعلمَ أنّ اللهَ تعالى واسي أنبيائَه في محنتِهم التي رأوهَا على يدِ دعوتِهم.
فعلى طريقِ المثالِ لا الحصرِ :-

 

** تذكيرُ اللهِ جلّ وعلا لنبيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم بأخبارِ الأنبياءِ قبلَه لتصبيرِه، ومواساةٍ له لما لاقاهُ مِن قومِه من إعراضٍ وصدودٍ لدعوتِه فقال تعالي له:(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا) [الأنعام:٣٤]، وفي الآية الأخرى قال تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ)[الأحقاف:٣٥] وكأنّ اللهَ تعالى يقولُ له لا تجزعْ ولا تبتئسْ إِذا ما كذبَك قومُك وآذوكَ،فقد كُذِّبَ رسلٌ من قبلِك فصبروا فلتتأسَى بهم ولتصبرْ على معاندةِ الأعداءِ وتَحَمّل أذاهُم، واعلم أنّ الإِمداداتِ والألطافَ الإِلهيةِ ستنزلُ بساحتِك بموجبِ هذه السنةِ، فتنتصرَ في النهايةِ عليهم جميعاً..
ولذك كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَبِّرُ نفسَه بهذا المبدأِ، فلما أُوذي عليه الصلاةُ والسلام قال: (رحم الله أخي موسى! لقد أوذي بأكثرَ من هذا فصبر).

وهذا يعطينا فقهاً للتعاملِ مع الناسِ، ألا وهو مواساةُ الناسِ بمصائبِ غيرِهم، فإذا جاءَك شخصٌ يشكو من مرضٍ متألماً منه، فاحكِ له قصصاً تُصَبّره بها، وذكِّره بعبرِ أقوامٍ قد أُصيبوا بأشدَّ وأشدّ من الذي اُبتلي به، فحينئذٍ تهونُ عليه تلك المصيبةُ التي هو فيها، ويحمدُ اللهَ سبحانه وتعالى على ما أصابَه.

** كذلك مواساةُ اللهِ عز وجلّ لأمِّ موسى عليه السلام، حين أُمِرتْ بأنْ تُلقِيه عليه السلام في اليمِّ، فتفطرَ قلبُها خوفا عليه، فواساها اللهُ عز وجل وطمأنَ فؤادَها، فقال لها:- ( فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ) [القصص : ٧].

** كذلك مواساةُ اللهِ تعالى للسيدةِ مريمَ عليها السلام، حين اشتدَّ عليها الأمرُ. وحزنتْ حُزنا شديدًا وخافتْ من قومِها ماذا ستقولُ لهم فأصبحتْ في همٍّ كبيرٍ حتى أنها تَمنّتْ الموتَ. قال تعالى مخبرًا عن ذلك:(فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا) [ مريم :٢٤] فإذا بالمولى جل وعلا يواسِيها ويهدئُ من روعِها قال تعالى (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا‏)[ مريم‏:‏ ٢٥]‏.
وهناك العديدُ من الآياتِ القرآنيةِ التي تحدثتْ عن خُلقِ المواساةِ وكيف واسَى اللهُ جل وعلا انبيائَه وعبادَه.