فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما … هو عنوان هذا المقال، وفيهِ سوف يتمُّ كلامُ فضلِ هاتينِ السورتينِ كما جاء في خطبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلما سيتمُّ كلامُ شرح المحادثةِ الشريفِ الذي بيَّن فضلَهما، ثمَّ سوف يتمُّ خطابُ دافع تسميةِ هاتينِ السورتينِ باسمِ الزهرواينِ، مثلما أنَّ القارئ سوف يجد في هذا الموضوع ذكرًا لنبذةٍ مختصرةٍ عن هاتينِ السورتيْن.
فضل سورتي البقرة وآل عمران أنهما
إنَّ الفضلَ الذي ذكره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سُورتيْ البقرةِ وآلَ عمرانَ أنَّهما تأتيانِ يومَ القيامةِ لتحاجَّانِ عن صاحبهما، ودليل ذلك قول رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: “اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَمفصلَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما”
اقراء ايضا :ذكر الله تعالى في سورة قريش نعمتين عظيمتين امتن الله بها عليهم وهي
بيّن حديث فضل سورتي البقرة وآل عمران
في الحوارِ الشريفِ يحفزُّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- المسلمينَ على قراءة القرآنِ الكريمِ واغتنام الوقتِ في تلاوته والمداومةِ على ذلك؛ إذ أنَّه يأتي يومَ القيامةِ على صورةٍ يراها النَّاس، فيشفعُ لقارئهِ الذينَ يقرؤونهَ ويتدبرون آياته، ويعملون بما جاء فيه من التعليماتِ والنواهي
ثمَّ يختصِّص النبيَّ سورتينِ من القرآنِ الكريمَ، فيحثُّ المسلمَ على قرائتهنَّ والمدامةِ عليهنَّ، وهنَّ سورتيْ البقرةِ وآل عمرانَ، وذلك لفضلهما الكبيرِ وتأكيدًا على خصوصيتهما في الشفاعةِ يومَ القيامةِ، إذ أنَّهنَ تأتيانِ وتحضرانِ يومَ القيامةِ على صورةِ سحابتينِ أو طائرانِ، تستمرَّان أو يتواصلَّانِ صاحبهما عن حرِّ الموقفِ آنذاكَ.
ثمَّ بيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّ قراءةَ سورتيْ البقرةِ وآلَ عمرانَ تأتيانِ وتحاجَّانِ عن صاحبهما يومَ القيامةِ، فتدفعانِ عنه الجحيمَ والزبانيةِ، أو تجادلانِ عنه لدى عجزه عن الجدالِ والجدالِ وإنطباق الشفتانِ وعدم انطلاقِ اللسانِ.[4]
وفي ختامِ ذلك الحوار الشريف يحثُ الرسول -عليه الصلاة والسلام- مرةً أخرى على قراءةِ سورةِ البقرةِ؛ وفي ذلك دلالةً إلى عظمِ فضلها، وعظمِ وضْعها، وإنَّ من فضلِها أيضًا أنَّ أهلَ السحرِ والشعوذةَ لا يقدرون على قراءتها، أو لا يقدرون على اختراقِ تحصينَ من قرأها، وهي بهذا تكونُ حصنٌ منيعٌ لمن قرأها.
سبب تسمية سورتي البقرة وآل عمران بالزهراوين
سمَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورتيْ البقرةِ وآلِ عمرانَ بالزهرواينِ؛ لأنهما نورانِ، ولكثرةِ أنوارِ أحكامِ الشرعِ فيهما ولكثرةِ أنوار أسماء الله الحسنى المشار إليهاِ فيها، وموقفُ التسميةِ مع الدافعِ، أنَّ الزهراويتينِ تعني في اللغةِ المنيرتينِ