أهمية العمل في الإسلام …جاء الدين الإسلامي وشعاره الجهد، صرح هلم: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» [التوبة: 105].

أهمية العمل في الإسلام

إنّ المجهود من الأولويات التي اهتم بها الإسلام، ومن هنا رسم له ديننا الحنيف منهجاً متكاملاً، يعتمد على مراعاة التوازن بين حقوق العمال، وحقوق أصحاب الشغل بنفس الدرجة.
والعمل هو الأساس في حياة الآدمية وتقدمها، ولأجل هذا كان نمط الجهد من الأشياء التي أولتها الحضارة الإسلامية تخزين واهتماماً، ولذا بمتابعة المستجدات حول هذا الإطار، ومواكبتها بالأحكام والضوابط، والحرص على انتباه احتياجات المجهود وذو الجهد.
فقد كان من بوادر تحضير الشغل في الإسلام نظرة التكريم للعاملين، والاستدعاء الصريحة إلى العمل بهدف حياة كريمة، والأكثر أهمية في تلك طلب الحضور أن يؤدي الطريق فيها إلى العمل المباح من أجل الدخل المباح الذي يسفر عن استقامة الحياة وهو يشمل كل مجهود يقوم فيه الإنسان بتحقيق مكسب خاصة به، أو متعدية إلى غيره مقابل أجر يناله العامل.
وهذا الجهد يمكن أن يشكل ذهنياً، أو يدوياً، أو بدنياً، أو غير هذا ما إذا كان لشخص، أو لجهة عامة أو خاصة.
والعمل في مفهوم الإسلام نوعان: عمل للدنيا، وعمل للآخرة، أفاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت يوم غدً».
والإسلام وجّه الناس بالسعي في مناشدة الرزق، أفاد تعالى: «هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً، فامشوا في مناكبها، وكلوا من رزقه وإليه النشور»، [ الملك:15].
ثم إنَّ الله تكفل للناس بالرزق، فقال إيتي: «وفي السماء رزقكم وما توعدون فوربِّ السماء والأرض إِنَّه لحقٌّ كما أنكم تنطقون»، [الذاريات: 22-23].
ولأهمية الشغل في الإسلام ولقد أتت الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية بالحث على العمل الصالح مقترناً بالإيمان، قال هلم: «الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحُسنُ مآب»، [الرعد:29]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان بلا عمل، ولا عمل من دون إيمان»، أخرجه الطبراني.
والإسلام لم يكتفِ بالاستدعاء إلى المجهود، وبيان فضله، إلا أن حذَّر من البطالة، والكسل، والتواكل، وهذا جاء الإسلام بالآداب ومكارم الأخلاق من أجل تربية الناس تربية إسلامية وتحليهم بالأخلاق الحسنة، وحثهم على الجهد وعدم الكسل وسؤال الناس، ولهذا صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبلاً فيأخذ حزمة من حطب فيكف الله به وجهه خير من أن يسأل الناس أعطي أو تحريم»، (رواه البخاري ومسلم).
وتحدث صلى الله عليه وسلم: «من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو يستكثر»، (رواه مسلم).
ومن أقبح الموارد المعيشية في الإسلام الاعتماد على عناء الآخرين والتسوُّل من غير وجوب، ولذلك فضل الإسلام المعطي على الآخذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمَنْ تعول»، (أخرجه الإمام أحمد والطبراني).
وعلى ذاك فينبغي على الناس أنْ يقتنعوا بما قسم الله لهم من الرزق، فلا يكون حبُّ الترف وجمع الملكية سبباً مشروعاً في سؤال الناس. لأنَّ الله سبحانه وتعالى قسَّم الأرزاق بين الناس، وفضَّل بعضهم على قليل من في الأرزاق لحكمة يعلمها، فقال إيتي: «أكثر أهمية يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم موارد رزقهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم البعضً سُخرياً ورحمة ربك خير ممَّا يجمعون»، [الزخرف:32].
وعلى ما توفر: يلزم على الناس أن يجددوا من إيمانهم وأن يسعوا في طلب المجهود الصالح ففيهما سعادة الناس في الدنيا والآخرة ؛ لأنَّ الإيمان هو الذي وقر في القلب وصدَّقه الجهد الصالح، والله لا يقبل إلا ما كان طيباً وعملاً صالحاً صرح تعالى: «إليه يصعد الكلمُ الطيب والعمل الصالح يرفعه»، [فاطر:10].

اقراء ايضا :مفهوم العمل من منظور الاسلامي كل جهد لايتنافى مع الشرع الحكيم