خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ … إنّ الدّعوة إلى الله -عز وجل- لغير المسلمين والمسلمين، للدّخول إلى الإسلام أو الرّجوع إليه لازم على كلّ مسلمٍ قادرٍ عنده المحددات والقواعد اللازمة للاستدعاء، والقرآن الكريم هو كتاب الاستدعاء ومصدرها، والسّنة النبوية حثّت على الدّعوة إلى الله وقضت بها، وسبيل الدّعوة واحدة مستقيمة لا عوج فيها ولا شبهة ولاشك، فمن اتّبع من النّاس أساليب عوجاء وسار في دعوته في طرق غير قانونية، وبغير علمٍ ولا منامٍ يدعو النّاس للإسلام فالأولى أن تتم الاستدعاء بعلمٍ وأساليب مشروعة، ولا تكون الاستدعاء صحيحة لو بُنيت على باطل، وقد انتشرت جماعات تدعو وهي على غير صحيح كجماعة البلاغ، الذي يهتمّ موقع القلعة في هذا الموضوع بطرح نماذج خطب عن التنويه من جماعة البلاغ.

أخطاء جماعة التبليغ والدعوة

إنّ جماعة التبليغ من الجماعات التي تعمل للإسلام إلا أنّها تقع في العديد من الأخطاء، وعليها العدد الكبير من الملاحظات، وأخطاءها تغلب محاسنها بشكل أكثر، ومن أخطائها:

عدم تبني عقيدة أهل السنة والجماعة وعدم اهتمامهم بنشرها إلا أن بكتفون بالعموميات، وتتعدد العقائد لدى أفرادها.
عدم الاهتمام بالعلم التشريعي وعدم إنكارهم للبدع والشركيات التي تعجّ بها البلاد التي يعملون فيها.
تأويلهم للآيات القرآنية بما يوافق هواهم، ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى.
وقوعهم في العديد من المخالفات الشرعية والبدعية.
يأخذون بالأحاديث الموضوعة والضعيفة كثيرا.
لا يتحدّثون عن المنكرات ويستغنون عن هذا بالأمر بالمعروف ليس إلا.
يقع عندهم الغرور والإعجاب بالنّفس الذي يؤدي بهم إلى ازدراء غيرهم والتطاول عليهم من أهل العلم وآخرين.
يجعلون الدّعوة أحسن من العبادات كالجهاد وطلب العلم.
الجرأة الحاضرة يملكون على الفتوى والتفسير والجديد بغير معرفة.
تفريطهم في حقوق أبنائهم وأزواجهم.
يلجأون للنوم في المساجد والأكل فيها تخفيضًا للنفقات.
يأخذون بعض الإسلام ويتركون بعضه.

 

خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ

إنّ جماعة التبليغ جماعة إسلامية وهي أكثر قربا ما تكون لجماعة وعظ وإرشاد، من كونها جماعة أو تنظيم، لا يهتمون ببيان ونشر عقيدة السلف والتوحيد الحصري، لكن يكتفون بالعموميات التي لا تغني شيئًا في دين الله، ويتوسّعون أفقيًّا كميًّا لا نوعيًا، وعليهم مآخذ وفيرة وحذّر منهم أهل العلم لما وقعوا فيه من أخطاء، وفي حين يأتي نقدّم خطاب عن التنويه من جماعة البلاغ:

الخطبة الأولى

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله الرحمة التي تم إهدائها والنعمة المسداة، أرسله للناس هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلغ الرسالة ونصح الأمّة وجاهد في الله حقّ الجهاد، أما حتى الآن: إنّ أصدق الحوار كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ مطورةٍ بدعة وكلّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار، يقول الله -سبحانه وتعالى- في محكم تنزيله: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فسبيل الله لا عوج فيها ولا شبهة، أيها المسلمون إنّ الدعاة إلى الله هم غير الدعاة إلى الجاهلية، أبّعوة إلى الله هي مقتضي تلك الأمّة، لكن توضح قليل من الجماعات التي تسمّي نفسها جماعات البلاغ، التي تدّعي أنّها تقوم بنشر الدّعوة إلى الله، وهي تقوم بالكثير من المنكرات والمحظورات الشرعية، فأيّ إلتماسٍ تكون.

أيّها المسلمون إنّ جماعة الإخطار ليس لديهم رؤيةً في مسائل العقيدة، وقد أفتى أهل العلم بأنّه لا يمكن الذهاب للخارج بصحبتهم، سوى لمن كان له درايةٌ وبصيرة بالعقيدة السليمة التي فوقها أهل السّنة والجماعة، ولذا ليرشدهم ويقوّهام من أخطائهم، وجماعة التّبليغ انحرفت كلّ الجنوح عن العقيدة الصّحيحة التي يدّعون أنهم يدعون إليها، أدرك متصوفون مبتدعون، يسارعون للفتوى بغير دراية، وينشرون الإسلام بغير ترسيخ، يعظّموا مشايخهم ويزدرون غيرهم، وعليهم مآخذ جسيمة، فلا يلزم للمسلم أن يتّبعهم، ثمّ إنّ طلب الحضور إلى الله تفتقر العلم والفقه، ومن لم يحملهمها لا تصحّ دعوته ولا تتمكّن، ولا تتطلب الدّعوة لاستحداث جماعاتٍ ومنظّماتٍ وأحزاب، إلا أن يمكن أن تشكل عن طريق الجمعيّات الخيرية، ومن الممكن أن تكون فرديّة، ولو أراد عامّة المسلمين أن يساهموا في الدّعوة وهم لا يملكون العلم، فالجمعيات الخيرية اللائحة بهذا عديدة وبالإمكان دعمهم مادّيًا كصدقات، فسبل الاستدعاء وفيرة، ولا يجوز اتّباع من يضلّ الناس بدعوته، أقول ما تسمعون وأستغفر الله.

اقراء ايضا : خطبة عيد الأضحى 2021 سلطنة عمان

الخطبة الثانية

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على شطبّ المرسلين محمد صلى الله فوقه وعلى آله وصحبه وسلم:

أيّها المسلمون إنّ الدعوة إلى الله تكون بمقدار دراية الداعي وتمكنه، ويجب فيها على العالم ما لا يقتضي على الجاهل، ويجب على السّلطان ما لا يلزم على غيره، وإنّ جماعة البلاغ مع الأسف القوي لا تملك معرفةًا يخوّلها لتدعو، فأخطاءهم الكبيرة التي توضح للعيان توضّح دومين جهلهم في العديد من الموضوعات، وإنّ الدّعوة ليست محدودةً في وقتٍ وزمن برفقتيّنين، وهم يحدّدون ذاك ويعيّنونه، ثم يفضّلون الاستدعاء على مناشدة العلم، يفضّلون ما هو غير إنفاذ على الفريضة، وكيف لمن لم يطلب العلم أن يدعو، فلنحذر أيّها المسلمون، ولنتّق الله في ديننا وفي أنفسنا، وفي سنةّة المسلمين، ثمّ لنكن دعاةً بأنفسنا ولنكن خير عبرة، لنبدأ بإصلاح أنفسنا وتهذيبها وتعليمها ما ينفعها والذهاب بعيدا عن كل الشرور والضرر، فالمسلم يكون داعيةً بمثابته عبرةً يُحتذى به، والدعاء والسلام على رسول الله.