تاريخ يوم الشهيد الاماراتي 2022 … يوم الشهيد هو الحادثة التي تحتفل فيها دولة الإمارات العربية بتاريخ 30 تشرين الثاني من كل عام بشهدائها الذين استشهدوا خلال تأدية مهماتتهم الوطنية ضِمن الدولة أو خارجها، ولا يتحدد ويتوقف شهداء الإمارات على الذين استشهدوا ضمن قوات الجيش فحسب إلا أن تشتمل على جميع الأفراد الذين ضحوا بأرواحهم في مختلف المجالات سواء العسكرية (قوات الجيش أو وزارة الداخلية) أو الدبلوماسية أو مجندي الوظيفة الخدمية الوطنية، وقد تم النشر والترويج عن يوم الشهيد عام 2015م في إطار مرسوم عرَضه رئيس الجمهورية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويعد هذا اليوم أجازة رسمية لمختلَف الدوائر الحكومية والخاصة، وتقوم الجمهورية بالاحتفال في ذاك اليوم بإقامة طقوس وفعاليات مغايرة تذكر فيها تضحية شهداء الإمارات العربية المتحدة، وتتجسد تكلفة الاحتفال بذلك اليوم تزامناً مع انخراط جمهورية الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي بهدف مساندة القانونية باليمن وردع الحوثيين حيث سقط العشرات من العساكر الإماراتيين.
ما هو يوم الشهيد ؟
بحسب حكومة دولة الإمارات فيوم الشهيد هو يوم وطني تعبر فيه دولة دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديرها لتضحيات شهدائها في سنويا، ووقوفها ودعمها لأسر وذوي الشهداء، وتؤكد فيه على أساس أنها لن تنسى تضحيات أبنائها، على يد أنشطة تكريمية لشهداء الوطن على أرض دولة اليمن. ويرجع اختيار إدارة الدولة الإماراتية لذلك الزمان الماضي لذكرى وقوع أول شهيد في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة في ثلاثين تشرين الثاني 1971، ويطلق عليه سالم سهيل خميس، خلال الموقعة التي خاضتها بلاده مقابل مجموعات الجنود الإيرانية لاستعادة جزيرة طنب الكبرى، حيث كان يخدم بمجموعات جنود شرطة رأس الخيمة، بل القدر لم يمهله حتى ينضم بالقوات المسلحة.
وتتنازع الامارات الفخامة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى مع إيران، منذ ذلك الحين، ولم تحرم سيطرة إيران على تلك الجزر من استمرار الروابط بين أبو ظبي وطهران، وترفض طهران إسناد مقال الجزر إلى التحكيم، من قبل محكمة العدل الدولية.
أول شهيد إماراتي
في الثلاثين من نوفمبر من عام،1971 قبل نشر وترويج قيام دولة دولة الإمارات بيومين لاغير، استشهد الشرطي سالم بن سهيل خميس بن زعيل، دفاعا عن دراية بلاده، وهو المؤتمن لحماية وحفظ الإطار والأمن في جزيرة طنب الكبرى، هو و5 من زملائه، حيث رفض إنزال العلم، نظير إصرار العساكر الإيرانيين المسلحين واستخدامهم صنوف الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أسفر عن استشهاده.
سالم بن سهيل، من المنيعي، الموالية لرأس الخيمة، على حتى الآن أكثر من 140 كليومتراً، في جنوب الإمارة، قدم عدد من شباب المنطقة ومن أرجاء الإمارة عموم، آنذاك للعمل في شرطة رأس الخيمة، ومنهم الشاب سالم بن سهيل، الأخ الأصغر لخمسة أشقاء، وافته المنية منهم اثنان فيما حتى الآن، في حين بقي اثنان على قيد الحياة.
عمل الأشقاء الثلاثة في شرطة رأس الخيمة، الشقيق الأضخم عمل في الحصن، وهو المقر الرئيس للشرطة، وأخوه الآخر حارب في مركز شعم، التابع لشرطة رأس الخيمة، وسالم بن سهيل في وردية المجموعة، التي تحمي جزيرة طنب، وتستبدل شهريا.
سالم بن سهيل كان في العشرين من حياته في شهر تشرين الثاني/تشرين الثاني من العام،1971 حين أصر على عدم انزال علم بلاده من فوق ثرى جزيرة طنب الكبرى التابعه لإمارة رأس الخيمة، ورفض الاستسلام عقب هجوم الجيش الإيراني، ودفنه الأهالي في الجزيرة ذاتها، التي لفظ أنفاسه الأخيرة فيها، بعد أن أطلق عليه القوات المسلحة الإيراني أعيرة نارية أردته شهيدا.
يقول شقيقه حارب بن سهيل في اجتماع مع جرنال الخليج: اشتد ساعده، وهو يساعد أبوه في المزرعة، التي استأجرها الوالد، وقد كان لا يفارق والديه، إلا بعد أن عمل في قوات الأمن إذ اضطر أن يعمل بعيداً عن أهله، لما تقتضيه أحوال الجهد الشرطي، وكنا نشاوره بين مده وأخرى أن يتزوج، سوى أنه طول الوقت ما كان يؤجل بغية يكون مستعدا ماديا لفتح بيت جديد.
قصة الاستشهاد
يقول حارب بن سهيل، الأخ الـ2 للشهيد: يصغرني شقيقي الشهيد سالم ب 3 أو 4 سنوات إلى حد ما، وكنت قد سجلت بصحبته ضمن مجموعة في شرطة رأس الخيمة عام،1965 وخلال انتزاع إيران للجزر، كنت في مركز شرطة شعم، في شمال بلدة رأس الخيمة، ونواصل إرسال البرقيات من المركز الرئيس إلى ترتيب شرطة طنب، على أن انقطع الإرسال، وقد كانت فترة متعبة، وقد كان والداه ما يزالان على قيد الحياة آنذاك، ثم توفيا حتى الآن النكبة بعامين أو ثلاثة تقريبا .
ويضيف: انتقلت من شرطة رأس الخيمة إلى قوة ساحل عمان عام،1975 وبالتالي تغيرت إلى وزارة الدفاع وبقيت فيها إلى ان تقاعدت، ولدي من الأولاد 5 أولاد و4 إناث، ولله الشكر، ويبلغ عدد أحفادي وأبنائي إلى 28 فردا، نقطن جميعنا في منزل فرد .
ويظهر: لا نملك أي وثيقة أو شهادة تتعلق الشهيد، إلا صورته وهو في زيه العسكري ورقمه،190 واحتفظ بالملصق، الذي وزعته مجلة الخليج على قرائها في واحدة من الأعوام، يحمل صورة الشهيد والمظاهرات والمسيرة الاحتجاجية، التي سادت رأس الخيمة بعد الاحتلال، وصور طبيعية للجزيرة، التي احتلتها إيران .
علي فرحان الدهماني، مسؤول منطقة المنيعي، أفاد: كنت مع دفعة شبيبة المنيعي، الذين وصل عددهم صوب 40 شاباً، ودخلنا شرطة رأس الخيمة عام،1965 وكان معنا سالم بن سهيل، لكني انتقلت من شرطة رأس الخيمة إلى قوة ساحل عمان عام 1967 .
محمد علي خيّر الجراف، 62 عاما، أحد العساكر الستة، الذين شهدوا الحادثة بلحظاتها المرعبة، يقول كانت أعمارنا متقاربه إلى حد ما عامتنا بالعشرينات من عمرنا، وقد كان سالم بن سهيل وحنتوش عبد الله وعلي مجدد بالغرفة الثانية من المركز، الذي بني من الحصى والطين، ويتركب من غرفتين وله 4 نوافذ، وحين حاصر الإيرانيون الجزيرة وبالتحديد الترتيب، كانوا نحو 3500 جندي، غير البوارج التي أحاطت بكل جزيرة من الجزر الثلاث، كل جزيرة احاطت بها بارجتان، وقد كان الانقضاض المباغت في الساعة الخامسة قبل الغداة، وإنزال العساكر تم في الساعة السادسة، كنا في تلك اللحظات نتواصل مع المركز الرئيس إلى أن انقطع الإرسال، وحاصرونا بتدشين النار وأصبت أنا في فخذي الأيمن، وزميلي في عنقه وزميلي الآخر إبتلى ايضا، وقد كان العساكر حين يطلقون النيران على المقر تجتاح الرصاصات نوافذ المركز وتصيبهم، وحين رأوا إصابتهم غيروا هجمومهم بالهيلوكبتر، وقتها خرج سالم بن سهيل، ومُنِي بنيران العساكر واستشهد .