هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم … العديد من الآباء مبتلى في أبنائه، فمن ضمنهم من يلد غلام ويجده معاق، ومن ينهزم أبناؤه، ومن بينهم من ينتج ذلك أبناؤه على المعاصي، وهنالك من يبتلى بأبناء عاقين لوالديهم، ويلقي وقتها الأب المرتكب للذنوب والآثام اللوم على حاله ويتخيل أن ذاك العقاب إنما سببه هو الذي بدر منه من معاصي وذنوب، فما منبع هذا الشأن في الشرع، ذلك هو ما سنوضحه في مقالنا الذي يعرض من خلال موقع القلعة، حيث سنجيب فيه على ذاك السؤال الذي يدور في فكر العدد الكبير من الآباء، مع ذكر الدلائل القانونية.
الأولاد وذنوب الآباء
كما نعلم أن الله ليس بظلام للعبيد، فوردت العدد الكبير من الآيات الدالة على أن الله لا يعاقب فرد على ما فعله واحد آخر، فقال تعالى (ولا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) وقال (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )، غير أن ذاك المسألة إنما يتعلق بالعقاب في يوم القيامة، أما في الكوكب خسر يهبط الله التعذيب الجماعي الذي ينال من المفسد والمصلح نتيجة شيوع الفواحش والمعاصي، ويدخل في هذا أيضًا ما يصيب أسرة بأكملها من ابتلاء نتيجة فساد الآباء، حديث البخاري ومسلم” يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فإذا كانُوا ببَيْداءَ مِنَ الأرْضِ، يُخْسَفُ بأَوَّلِهِمْ وآخِرِهِمْ. قالَتْ: قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ يُخْسَفُ بأَوَّلِهِمْ وآخِرِهِمْ وفيهم أسْواقُهُمْ ومَن ليسَ منهمْ؟ قالَ: يُخْسَفُ بأَوَّلِهِمْ وآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ علَى نِيَّاتِهِمْ. ودعاء المؤمنين أيضًا في كل زمان (ربنا لا تؤاخِذنا بما فعل السُّفهاءُ مِنّا).
هل يعاقب الله الآباء في أبنائهم
اختلف الفقهاء في إجراء عقابي الآباء في أبنائهم، وإعتقاد كثير من الشخصيات أن ما يحدث على أولادهم من ابتلاءات يكون سببها الآباء، فيلوم الرجل وضْعه على ما يصيب عائلته وأبنائه خاصة لو كان الوالد جاني أو يرتكب شيء الأمر الذي حرم الله صغيرًا كان أم هائلًا، فكان هذا الاختلاف كالتالي:
لا يشترط أن يكون الابتلاء بسبب ذنوب الآباء
ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يشترط أن يكون ابتلاء الأبناء جراء معاصي الآباء فالأصل في ذلك قوله تعالى {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده)