ما هي بدع شهر رجب المنتشرة بين الناس .. تلك البدع التي تُعد من أهم البدع انتشارًا في المجتمعات الإسلامية، وقد سُمّيت بِدعًا لأنَّها لم ترد في أي مقال تشريعي في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، وكلّ ما أضيف على الدين فهو بدعة كما أخبر رسول الله صلَّى الله فوق منه وسلَّم، وفي ذاك المقال سوف نقوم بتعريف شهر رجب، وسنتحدث عن البدع المنتشرة بين الناس في هذا الشهر بالتفصيل.
شهر رجب
يُعد شهر رجب الشهر الـ7 في مقر شهور السنة الهجرية، فهو يأتي في أعقاب شهر محرّم ثمَّ صفر ثمَّ ربيع الأضخم ثمَّ ربيع الآخر ثمَّ جمادى الأولى ثمَّ جمادى الآخرة ثمَّ رجب، وهو فرد من الأشهر الحرم الأربعة في العام الهجرية، وقد سُمِّي شهر رجب بهذا الاسم من كلمة الرجوب، والرجوب في اللغة العربية هو التعظيم والاحترام، قال الحافظ بن عديد في تسمية شهر رجب بذاك الاسم: “ورَجَبٌ مِنَ التَّرْجِيبِ وَهُوَ التَّعْظِيمُ وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْجَابٍ ورِجَابٍ ورَجَبَاتٍ، وشَعْبَانُ مِنْ تَشَعُّبِ الْقَبَائِلِ وَتَفَرُّقِهَا لِلْغَارَةِ وَيُجْمَعُ عَلَى شَعَابِينَ وشعبانات، ورمضان مِنْ شِدَّةِ الرَّمْضَاءِ، وَهُوَ الْحُرُّ، يُقَالُ رَمِضَتِ الْفِصَالُ: إِذَا عَطِشَتْ، وَيُجْمَعُ عَلَى رَمَضَانَاتٍ وَرَمَاضِينَ وَأَرْمِضَةٍ، وشَوَّالٌ مِنْ شَالَتِ الْإِبِلُ بِأَذْنَابِهَا لِلطِّرَاقِ – يشير إلى الضِّراب”، والله أدري.
ما هي بدع شهر رجب المنتشرة بين الناس
وفيرة هي البدع التي عرفها المسلمون في شهر رجب، وقد ردّ أهل العلم من الفقهاء على تلك البدع وحذروا منها، فمن يبتدع شيئًا في الدين فهو رِدّ أي مرتد عن الدين مثلما أفاد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي حين يجيء نلقي الضوء على أشهر البدع الدارجة بين الناس في شهر رجب:
بدعة الصلاة والصيام
ابتدع الكثيرون موضوع الصلاة والصيام على نحو مخصوص في شهر رجب بحجة أنَّه من الأشياء المبروكة التي وردت فيها نصوص مشروعية تبينها وتؤكدها، ولكنَّ السليم أنَّه لا يوجد حديث صريح أو آية صريحة أو فكرة فقهي صريح يمنح للصيام والتضرع في شهر رجب فضلًا عن مختلَف الأشهُر الأخرى، وإنَّما ورد صيام الأيام البيض وهو صيام لكل أشهر السنة ولم يرتبط بشهر رجب وصيام الاثنين ويوم الخميس من كل أسبوع، وقد قال ابن تيمية في تلك الموضوع المُهمّة: “ولم يثبت عن النّبيّ -صلَّى الله علية وسلَّم- في رجب حوار، بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي- صلى الله علية وسلم – عامتها كذب”، وتحدث ابن صخر: “لم يرد في خصوصية شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صوم شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حوار صحيح يصلح للحجة”.
بدعة العمرة
انتشرت بين الناس أيضًا بدعة الاعتمار بشهر رجب اقتداءً برسول الله صلّى الله أعلاه وسلَّم، ولكنّه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنَّه رغب بالعمرة في شهر رجب، والوارد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها صرحت عن رسول الله صلَّى الله فوق منه وسلَّم: “وَما اعْتَمَرَ في رَجَبٍ قَطُّ” والله أعرف.
بدعة الإسراء والمعراج
انتشرت بين الناس بدعة أنَّ ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة يوم الـ7 والعشرين من شهر رجب، وهذه بدعة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، فلم ترد في أي مقال قانوني من مواضيع القرآن الكريم أو السنة النبوية، ولهذا فإنَّه لا يُشرع للمسلمين أن يقوموا بإحياء الـ7 والعشرين من شهر رجب بحجّة أنَّها ليلة الإسراء والمعراج، وقد قال ابن تيمية في تلك ليلة الإسراء والمعراج: “ولم يقم دليل واضح لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النُّقول في ذلك منقطعة مغايرة، ليس فيها ما يقطع به، ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يتصور أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره على عكس ليلة القدر” والله أدري.