حكم صيام اول رجب … تعدّدت آراء العلماء في حكم الصيام في شهر رجب، فذهب نادي من أهل العلم لاستحباب الصوم فيه لِسَبَبيْن؛ الأوّل جراء فضل الصوم وأجره على نحوٍ عام، والـ2 جراء ميزة صوم الأشهر الحُرم ورجب منها، وايضا ما ورد في خصوصية صوم رجب، فقد أتى في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّ أسامة بن زيد -رضي الله سبحانه وتعالى عنه- قال: (يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصيامُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! صرحَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الإجراءاتُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ سادَلي وأَنا صائمٌ)فاستدلّوا من ذاك المحادثة على استحباب صيام رجب، فكما أنّ صوم شعبان منشودّ فكذلك صيامه.
حكم صيام اول رجب
أمّا النادي الذي ذهب إلى كراهة صوم رجب فمن بينهم ابن عمر -رضي الله عنهما-، والحنابلة أيضاً كرهوا إفراد رجب بالصيام، وقالوا بعدم الكراهة إذا أُفطِر يوماً فيه، أمّا صيام بعض أيام شهر رجب فذلك مُستحبّ بسبب ما ورد من ميزة الصوم بالأشهر الحُرُم أما كراهة الصيام في رجب التي وردت عن عمر بن الكلام -رضي الله عنه-؛ فهي تخصيص الصائم لذلك الشهر من السنة بالصيام، وذلك لعدم ورود دليلٍ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على فضل صيام شهر رجب بشكلٍ خاص.
صوم الأشهر الحرم
صيام الأشهر الحُرُم مُستحبٌّ عند مشجعين الفقهاء من الحنفية والشافعية والمالكية، فقد صرّح الشافعية والمالكية بأنّ شهر مُحرّم ثمّ رجب أجدر الأشهر الحُرُم، ثمّ ذو القِعديدة وصاحب التبرير، واستدلّوا على ذاك بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سألوه: (أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَأفادَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)،وذهب الحنفية إلى استحباب صوم الخميس والجُمعة والسّبت من شهرياًٍ من الأشهر الحُرُم، أمّا الحنابلة فقد ذهبوا سُنّيّة صوم شهر مُحرّم ليس إلا من الأشهر الحُرُم