الطفل ريان لايف … دخلت عملية نجدة الطفل ريان، العالق منذ زيادة عن ستين ساعة في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها ثلاثين سم، في أحياء أطراف بلدة شفشاون، اتجاه شمال المغرب، فترة حاسمة، في أعقاب الانتهاء من النبش العمودي وبدء النبش الأفقي إيذاناً بتأدية تدبير الوصول إليه.

الطفل ريان لايف

ولجأ رجال التخليص في أعقاب اختتام عملية الحفر العمودي في حواجز الساعة الثانية من صبيحة يوم الجمعة، إلى الانتقال إلى أصعب مدة في أعقد عملية تخليص يعرفها المغرب، بمباشرة النبش الأفقي والاستعانة بأنابيب من أجل الوصول إلى موضع الطفل ريان وتجنب سقوط تداعي ترابي.

وكلفت فرق الدفاع المدني وسائقو الجرافات والمهندسون والتقنيون الطبوغرافيون ومجموعات جنود الأمن ليلة بيضاء في ماراثون ضد الزمن لتخليص الغلام ريان، الذي سقط في بئر مهملة لا ماء فيها، بمنطقة تمروت، الموالية لمحافظة شفشاون عصر يوم الثلاثاء المنصرم، بينما إحتجز المغاربة أنفاسهم ترقباً لنجاح المبادرات العاجلة لإنقاذه.

وعرفت عملية النجدة لحظات صعبة، حتى الآن تعطل اضطراري لأشغال النبش لثلاث مرات متتالية، جراء تداعي حجري طفيف، قبل أن ترجع إلى عملية الحفر في الساعة الأولى فجر يوم الجمعة، إثر قيام نادي مشكل من مهندسين وتقنيين طوبوغرافيين بتحديد مقر الولد الصغير باهتمام تفادياً لوقوع أية مفاجأة.

https://www.facebook.com/chouftv.maroc/videos/636038194388432

وفيما كانت فرق النجدة تتزعم عملية النبش في سباق مع الزمن، كانت الأنباء الرائجة توميء حتّى الولد ريان لا يستطيع الحركة لكنه ما زال على قيد الحياة.

وبالتوازي مع نشاطات النقب؛ وضعت السلطات طاقماً طبياً على أهبة الاستعداد لتقديم الإسعافات الأولية للطفل ريان فور انتشاله، مثلما تم توفير هيليكوبتر إسعاف تابعة للدرك الملكي، مجهزة بجميع وسائل الإغاثة والإسعاف. بقرب سيارة إسعاف طبية ونادي صحي يدمج بين طبيباً مختصاً بالإنعاش والتخدير، وممرضين مختصين بالإنعاش والتخدير قادمين من المستشفى الإقليمي وثلاثة ممرضين مؤيدين للمركز الصحي بالمدينة.

ومنذ عصر يوم الثلاثاء شدت حكاية سقوط الولد الصغير ريان بأسلوب عرضي في البئر، ومحاولات إخراجه من غياهب الجب أعين المغاربة والعالم، في حين كان لافتاً معدل التضامن مع عائلته.

واستعانت فرق السلطات المغربية، منذ فجر يوم الاربعاء، بست آليات ثقيلة والعشرات من مركبات الوقاية المدينة والسلطات المحلية والقوات المساعدة ورجال الدرك، في عملية التخليص، بينما تقوم الآليات بالحفر بالموازاة مع الثقب المائي.

ووفق ما كشفه عضو في خلية اليقظة لتدبير جهود النجدة، لـ”العربي الجديد”، فإن عملية النجدة والإخراج تطلبت وقتاً ودقة بالنظر إلى هشاشة التربة بالمكان، وإن نشاطات الحفر والجرف كانت صعبة ومختلفة من قعر إلى آخر بسبب اختلاف مركبات التربة أو وجود صخور، ملفتا النظر إلى أن المنقذين يعملون بالليلً على نقب نفق طوله ثلاثة أمتار واستعمال أنبوب لإخراج الغلام.

وبوقت أسبق، أمكنها فرق التخليص من إدخال كاميرا إلى البئر لتتبع حال الغلام، الذي أبدى تفاعلاً بتحريك واحدة من يديه في أولى الإشارات على أنه ما زال على قيد الحياة بعد ساعات طويلة من سقوطه في البئر. أيضا يكمل إنزال الأوكسجين ومياه وطعام إلى الطفل لكن لا تأكيدات على تناوله أي شيء منذ سقوطه في البئر.

وليلة يوم الأربعاء، تطوع متخصصون في الاستغوار لإغاثة الولد ريان، بل محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة لـ ضيق دولة قطر البئر، والذي لا يتعدى ثلاثين سم، علما بأنه يزداد ضيقاً عند التدني. وتمكن أحد المتطوعين فعليا من البلوغ إلى عمق 28 متراً حتى بات بإمكانه سماع أنين الولد وبكائه لكنه لم يستطع مواصلة عملية الإغاثة. وقبل ذاك، هبط متطوع آخر إلى عمق 30 متراً.