قصة تاسيس السعودية … هي حكاية مملوئة بالمعاني والعبر امتدت لثلاثة قرون من الزمان، وتسرد رواية شعب قدم العديد من التضحيات ليحيا وطنه حراً أبياً، وتصور هذه الحكاية الالتحام بين الزعيم وأمته، واستبسال هذا الشعب في تأمين أرضه ورَايته والالتفاف حول قائده، حتى تمَكّن بالنهاية توحيد المملكة السعودية التي نراها حاليا واقفة بِشموخها وعزتها وتطورها ونموها الدائم، وقد ارتبط حدث إنشاء المملكة حديثا بأحدث عيد وطني في المملكة، والذي خصص له عطلة يوم الاستحداث، وفي مقالنا اليوم عبر موقع القلعة سوف نتعرف على تفاصيل تلك الرواية الملحمية وكل ما يخصها.

 

لمحة تاريخية عن المملكة العربية السعودية

كانت وما زالت المملكة العربية السعودية جزءًا من جغرافية شبه الجزيرة العربية، والتي إعرف أنها امتداد لجغرافية بلاد الشام وبلاد الرافدين من ناحية الشمال وحتى الجنوب، وطبيعياً، ليس لشبه الجزيرة العربية حواجز برية إلا حدودها الشمالي، وباقي حدودها محاطة بالماء، من البحر الأحمر غرباً إلى الخليج العربي أو الفارسي شرقاً، وحتى بحر العرب والمحيط الهندي جنوباً، وكانت الجزيرة العربية مقسمة إلى غفيرة أقاليم، أكبرها إقليم نجد في الوسط، والحجاز وعصيب في الغرب، بالإضافة إلى الأقاليم الأخرى في الجنوب والجنوب من الشرق، ولطالما دخلت القبائل العربية في تلك المناطق في صراعات إقليمية امتدت لمئات السنوات، والتي تمخض عنها في وقت لاحقً الدول العربية التي نعرفها بحدودها السياسية المصطنعة، بما في ذاك أضخم الدول في شبه القارة العربية وهي المملكة السعودية

قصة تأسيس المملكة العربية السعودية

تبدأ حكاية الإنشاء كلها من إمارة الدرعية المستقلة في حكمها والتي أسسها بن ربيعة المريدي، وتدرج في حكمها الأمراء من السلالة ذاتها، حتى بلغ الحكم فيها للإمام محمد بن سعود القرني منذ عام 1720م، وإنشاءً على ذلك الحدث الأولي، وتبعاً للتسلسل الزمني للأحداث التالية، يشطب تقسيم التأسيس للمراحل الآتية:

 

تأسيس الدولة السعودية الأولى

تزامناَ مع تولي الإمام محمد للحكم في الدرعية، كان الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب ينشد عرَض دعوته للعودة إلى الدين الصحيح بعيداً عن البدع التي طالته، وحينما تم لقاء دعوته بالاضطهاد، ما كان منه بل لجأ إلى الإمام محمد بن سعود، حيث لقيت دعوته إقبال شديد من الإمام، وبعد تلاقي الرؤى بينهما، تم الاتفاق على تأسيس الدولة السعودية الأولى بتاريخ 22 فبراير عام 1727م، وبعد ما يقارب 17 سنة بتاريخ 1744م، تم إنشاء الجمهورية بأسلوب فعلي، وسرعان ما توسعت حتى شملت غالبية الأنحاء التي تعتبر المملكة حالياً، بل الشأن لم يكن مريحاً البلد العثمانية، والتي أرسلت مبادرة عسكرية معدة بالمدفعية العصرية وبسياقة إبراهيم باشا، فهدمت الدرعية وأسقطت الجمهورية الأولى عام 1818م.

 

تأسيس الدولة السعودية الثانية

حتى الآن وقوع الجمهورية الأولى، لم يمضي وقت طويل حتى إتضح صاحب السمو الأمير تركي، وهو ابن عبدالله الذي كان أجدد حكام الدولة الأولى حالَما سقطت، واستطاع صاحب السمو الأمير تركي بن عبد الله أن يدشن البلد الثانية عام 1824م، التي اتسعت في عهده وعهد ابنه فيصل، وازدهرت في وافرة مجالات مغايرة، في تلك الأثناء آبت الجمهورية العثمانية إلى إعداد الحملات لتشييد إمبراطوريتها المنهارة جزئياً، فدارت اشتباكات كبيرة بين الجيوش العثمانية وجيوش الدولة الثانية دامت للعديد من أعوام، مما اضطر الجمهورية العثمانية للاستعانة بحكام آل الرشيد، الذين تمكنوا في النهاية من هزيمة الأمير عبد الرحمن بن فيصل، فلجأ الأمير مع عائلته وابنه عبد العزيز إلى دولة قطر ثم البحرين حتى استقروا بالكويت منذ عام 1891م.

 

تأسيس الدولة السعودية الثالثة

عندما لجأ الملك عبد الرحمن إلى الكويت، كان مع ابنه عبد العزيز، الذي اكتسب خبرة في الأشياء السياسية والعسكرية من المحيط الذي عاشه هناك، وبعد أن اشتد عوده، عاد عام 1902م ليأخذ بثأر أبيه من حكام آل الرشيد الذين ساندوا الدولة العثمانية إزاءه، وقاموا بسلب الحكم منه وجعلوا عاصمة الدولة المملكة السعودية الثانية العاصمة السعودية الرياض هي عاصمتهم، إذ هاجم حامية آل الرشيد في العاصمة السعودية الرياض، ودارت بينهم المعركة التي عرفت باسم قلعة المصمك، واستطاع مع أربعين رجلاً ليس إلا أن يستعيد العاصمة الرياض عاصمة السعودية ليبدأ منها حكمه مرة أخرى، ولينشأ بذاك الجمهورية المملكة السعودية الثالثة، واستمر في التوغل في محيطه ليكمل توحيد البلاد.