متى كان الاسراء والمعراج عند الشيعة …ـ قال الله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَ‌ىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَ‌امِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَ‌كْنَا حَوْلَهُ ) [ الإسراء : ۱ ].

ـ وقال الله تعالى : ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَ‌أَىٰ ) [ النجم : ٥ ـ ۱۱ ].

متى كان الاسراء والمعراج عند الشيعة

نزلت تلك الآيات في المعراج والاسراء وكان ذاك بمكّة، صلّى رسول الله عليه وآله وسلّم المغرب بالمسجد ثمّ اُدفين به في ليلته ثمّ آب فصلّى الصبح في المسجد الحرام.

ويبدو من الحكايات وأكثر المفسّرين انّه اُدفين به من دار اُمّ هانئ اُخت علي عليه أفضل السلام، وكان نائماً في هذه الليلة في منزلها. فالمراد من تصريحه ( مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَ‌امِ ) مكّة المكرّمة، وصرح الحسن وقتادة انّ الاسراء كان من المسجد الحرام.

و قد كان الاسراء اوّلاً من مكّة إلى المسجد الأقصى ثمّ عرج به في نفس الليلة إلى السماوات على أن وصل سدرة المنتهى في السماء السابعة، وقد كان ذلك في اليقظة لا في الرؤيا.

والروايات في ذاك متواترة نذكر بعضها تيمّناً وتبرّكاً :

ـ عن الصادق عليه السلام قال : « أمير المؤمنين عليه السلام : وأمّا الردّ على من أنكر المعراج فقوله تعالى : ( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ـ إلى قوله ـ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ )، فسدرة المنتهى في السماء السابعة، ثمّ قال سبحانه : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْ‌سَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّ‌سُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّ‌حْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) [ الزخرف : ٤٥ ]، وانّما أمر تعالى رسوله ان يسأل الرسل في السماء … .

ـ في الحديث عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنّة، فرأيت فيها قيعان ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة وربّما امسكوا، فقلت لهم : ما بالكم قد أمسكتم، فقالوا : حتّى تجيئنا النفقة، فقلت : وما نفقتكم، قالوا : قول المؤمن : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، فإذا قال : بنينا وإذا سكت امسكنا ».

ـ عن الإمام الباقر عليه السلام قال : « لما اُسري برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فأذن جبرئيل وأقام فتقدّم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وصف الملائكة والنبيّون خلف محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ».

وفي الحديث المستفيض ـ المروي بطرق متعدّدة ـ عن الصادق عليه السلام : « كان النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يكثر تقبيل فاطمة ـ عليها السلام ـ فعاتبته على ذلك عائشة فقالت : يا رسول الله انّك تكثر بتقبيل فاطمة، فقال لها : انّه لما عرج بي إلى السماء مرّ بي جبرئيل على شجرة طوبى فناولني من ثمرها فأكلته، فحوّل الله ذلك ماء إلى ظهري، فلمّا ان هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة، فما قبلتها إلّا وجدت رائحة شجرة طوبى منها ».