كانت حادثة الإسراء والمعراج ثمارٌ عديدة، منها … “سبحان الذي أسرى بعبده في الليل من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا”، هكذا بدأ القرآن حواره عن رحلة التسري عن رسول الله في سنة الحزن، والذي خسر طواله اثنين من أهم الداعمين لرسالته الجديدة، هما زوجته السيدة خديجة طفلة خويلد، وعمه أبو طالب.
كانت حادثة الإسراء والمعراج ثمارٌ عديدة، منها
وفي السطور التالية 14 معلومة سهلة عن سفرية الإسراء والمعراج، أعدتها دار الإفتاء المصرية:
الإسراء:
المسير برسول الله صلى الله فوق منه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، في مرحلة عددها قليل لا تجتاز جزءًا من الليل، بالرغم من أنها مسافة تستغرق أربعين ليلة؛ غير أنها مقدرة الله سبحانه وتعالى على أن يطوي الوقت والمكان فهو خالقهما.
المعراج:
أعقب سفرية الإسراء سفرية الانتقال من عالم الأرض والعروج إلى عالم السموات العلا، وكان كل ذلك في ليلة واحدة.
متى كانت:
اختلف العلماء في سنة وقوعها، والراجح أنها وقعت قبل الهجرة في السنة العاشرة من بعثته صلى الله أعلاه وآله وسلم.
حكمتها:
أتت رحلة الإسراء والمعراج منحة من رب العالمين بعد أن لاقى رسول الله صلَّى الله فوق منه وآله وسلم ألوانًا من المحن مع قومه؛ لتُذهب عن صدره الآلام والأحزان، وتربط على فؤاده وتثبت قلبه، فإن كان أهل الأرض قد تَخَلَّوا عنه فإن السماء تفتح له أبوابها.
كانت تسلية لرسول الله صلى الله فوقه وآله وسلم وداعًا في إدخال السرور على نفسه، بعدما فقد زوجته خديجة رضي الله سبحانه وتعالى عنها، وسيطرَّه أبا طالب. فمن رأى قدرة الله تعالى وعارم فضله هان أعلاه جميع الأشياء.
كانت رحلة الإسراء والمعراج اختبارًا لقوة إيمان المسلمين، فمَنْ عرف عظمة الله تعالى، علِمَ يقينًا أنه باستطاعته أن جميع الأشياء، فهذا أبو بكر حالَما جاءه الخبر صرح: “لئن كان أفاد هذا؛ لقد صدق”.
ثمرات الرحلة:
الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء؛ لهذا بدأ سورة الإسراء بـ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ.
من أخلص عبادته لله؛ نال البيوت العلا؛ لهذا نعت وتصوير الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله فوق منه وآله وسلم بالعبودية في أشرف المقامات، سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [الإسراء: 1]؛ لأن العبودية هي دافع الارتقاء.
الاستقرار على الحق، مهما واجهك من صعوبات؛ فرسول الله صلى الله فوقه وآله وسلم أخبر قومه بمسيرة الإسراء والمعراج، وهو على يقين من تكذيب العديد له ممن ضعف الإيمان في قلوبهم.
عظم قدر الدعاء في الإسلام، فهي خمس مطالبات في الفعل، وخمسون تضرع في الأجر والثواب؛ لهذا أمر النبي صلى الله أعلاه وآله وسلم بالقيام بها في السفر والحضر، والأمن والخوف، والصحة والمرض؛ ليعرج العبد إلى ربه كلَّما تدلَّت به شهوات نفسه.
حرمة الخوض في مظاهر واقترانات الناس بغير حق:
أفاد رسول الله صلى الله فوق منه وآله وسلم: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون -يخدشون- بها وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ صرح: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم» أخرجه أبو داود.
الإخبار بحال أهل الجنة للاقتداء بهم:
قال رسول الله صلى الله فوقه وآله وسلم: «لقيت إبراهيم ليلةَ أُسري بي فقال: يا محمد أَقرئ أُمَّتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله سوى الله، والله أكبر» رواه الترمذي وحسنه.
أفاد رسول الله صلى الله أعلاه وآله وسلم: «رأيت ليلة أُسري بي على باب الجنة مكتوبًا: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر، فقلت يا جبريل: ما بال القرض أجود من الصدقة؟ أفاد: لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض سوى من حاجة» رواه ابن ماجه.
الاتعاظ من حال أهل النار:
صرح رسول الله صلى الله فوق منه وآله وسلم: «مررت ليلة عائلي بي على قوم، تقرض شفاههم بمقاريض من نار، أفاد: قلت: من هؤلاء؟ تحدثوا: خطباء من أهل الدنيا، ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون» أخرجه الإمام أحمد.