هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان … قد ذكر بعض العلماء، أن النبي – عليه الصلاة والسلام – كان يقوم بصيام كثيراً في شهر شعبان لأنه مشغولًا بسبب السفر، وإذا فاته الصوم ولقد كان يقضي ثلاثة أيام من شهرياً فيصوم كل الأيام التي فاتته في شعبان
ويقال إن صيامه في شعبان كان تحضيرًا لشهر رمضان حتى لا يغفلوا عنه لأنها تجيء بين رجب ورمضان، مثلما ترفع الأفعال في شعبان، فيقترن عرضها على الله بصوم العبد، وفي شعبان تدرب الروح، والاستعداد لها للصوم رمضان.
هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان
ذهب قليل من الفقهاء حتّىّ صوم النصف الـ2 من شعبان محتمل ومستحب، وقد استدلّوا بحديث عمران بن حصين أنّ: (رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ فوقه وسلَّمَ، صرحَ له، أَوْ لِآخَرَ، : أَصُمْتَ مِن سُرَرِ شَعْبَانَ؟ صرحَ: لَا، أفادَ: فَإِذَا أَفْطَرْتَ، فَصُمْ يَومَيْنِ)، وورد عن غيرهم من العلماء إلى أنّ صوم النصف الـ2 من شعبان مكروه، واستدلوا بذلك على قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا انتصف شعبانُ، فلا تصوموا حتى يكونُ رمضانُ).
حكم صيام اليوم الأخير من شعبان
إنّ اليوم الأخير من شهر شعبان يُسمى لدى فقهاء الشريعة الإسلامية بيوم الشك، وسوف يتم بينما يأتي خطاب اختلاف الفقهاء في حكم ذاك:
المذهب الحنفي: يكره الصوم سوى إذا تأكد من صيامه دون تردد أو شك بين صيامه وصوم أجدد شكّه أن يكون رمضان أم لا، فلو كان اليوم الثلاثون هو أول يوم من رمضان
فيكفيه ما صامه، ولا يقوم بصيام إذا تردد في ذاك بين الصيام وبين عدم الفطر، ويكره عليهم صيام الأخيرين أيام شهر شعبان إذا اعتاد الصائم على حصر أيام الصوم، أو صادف يوم الشك يوم صوم تشريعي، كاثنين وخميس، أو صام أجدد رمضان لقضائه، أو إذا كان صيامه في هذا اليوم كفارة لقسم، أو نذر، فهذه هي الشروط التي أباح فيها المالكيين صيام يوم الشك.
المذهب الشافعي: يحجب لديهم صيام يوم الشك، إلا إذا كان صيام الإنسان نذرًا عليه، أو وفاءً بواجب، أو تصرف فعال أو اعتاد عليه كصيام الاثنين والخميس ونحو ذلك.
المذهب الحنبلي: يكره صيام يوم الشك أي: اليوم الثلاثين من شعبان طوعاً، إلا إذا أقر هذا اليوم يوماً اعتاد صيامه، كأن تعَود صيام يوم وفطر يوماً، أو صيام اثنين وخميس واحداً منها توافق، أو صيام الكفارة، أو النذر
فضل صيام شعبان
شعبان من الأشهر التي يهملها الناس، ومن فضائل الصيام أنه يخفي أي بين العبد وربه، ولذا يحقق صدق العمل لله هلم ويبعد عن هذا النفاق، ويصعب على النفس؛ لأن من يقوم بصيام تلك الأيام ويعلمها قلة، ولذا ينبغي الاستحواذ على أجر أضخم، وقد يكون صوم ذلك الشهر سببًا لصد البلوى العام على الناس.
ومن أبرز فضائل صوم شعبان: أنه يحيي سنة نبوية مهجورة، ويغفل عن الأوقات المباركة طاعة الناس لله إيتي عمل صالح مع الله سبحانه وتعالى قالت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ)