من هم ارم ذات العماد … هم واحد من الأقوام البائدة التي ذكرها الله تعالى في كتاب الله الخاتم حتى نأخذ منها العِظة والقدوة، ولقد ذكر عز وجل العديد من الأمم البائدة في كتاب الله الخاتم

وذكر حال تلك الشعوب وعصيانهم لربّهم، وبيّن لنا كيف أخذهم الله سبحانه وتعالى بظلمهم بغتة، وفي مقالنا الآتي سوف نتعرّف على أحد هذه الشعوب وهي إرم ذات العماد، فمن هم إرم ذات العماد؟

من هم ارم ذات العماد

من هم ارم ذات العماد اختلف العلماء فيما إذا كانت إرم ذات العِماد التي صرحت في القرآن الكريم هي مدينة، أم أنها قبيلة من بني رجع كما اعتبرها الطبري، وقيل أنّ إرم ذات العِماد: هي قبيلة ضربها الله بغضبه لكثرة خطاياها، وبحسب خيراء الآثار يُعتقد أن عمر أنقاض هذه المدينة يرجع لحوالي 3000 سنة قبل الميلاد

غير أن وفق المستقصين فإن بلدة إرم هي: بلدة أناس رجع، البلدة ذات العماد، وتسمّى باللغات الأوروبيّة الأخرى باسم: “City of a Thousand Pillars”، و “Irem،Ubar،Wabar”، وتعني البلدة ذات الألف عامود، وقد ذُكرت هي البلدة فقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}

مدينة إرم التي لم يُخلق مثلها في البلاد

مدينة إرم ذات العماد هي: بلدة رجع قوم هود الذين أهلكهم الله تعالى بالريح العاتية، وورد ذكر أناس عاد ومدينتهم “إرم” في سورتين من سور القرآن الكريم، سمّيت إحدى تلك السياج باسم النبي “هود”، والسورة الأخرى سميّت ب “الأحقاف”، وقوم آب والأمم القديمة هم من نسل “إرم بن سام بن نوح”، فإرم هو اسم أحد أبناء سام، وإليه تُنسب قبيلة رجع، ولم يرد ذكر قبيلة آب في التوراة

موقع إرم ذات العماد

وفق الإخباريين والعلماء المسلمين فإن موقع بلدة إرم التي جاء وصفها في القرآن الكريم، تقع في دولة اليمن بين حضرموت وصنعاء، وقد بنّاها جذبّاد بن آب، وقد كان ملكًا حادًا خارقًا، ولما سمع ما أعدّ الله تعالى لأوليائه وعباده الصالحين من القصور المصنوعة من الذهب والفضة والأنهار الجارية والبحار والأشجار الباسقة

أردا أن يبني بلدة مثل الكثير هذه التي في الجنة، فأمر أعوانه أن يختاروا لها مكانًا مناسبًا، وأمرهم بجمع كل الذهب والمجوهرات من البلاد، فبنى البلدة من الأعمدة الطويلة، وأجرى فيها المجاري المائية، وجعل فيها أشجار من ذهب، وثمر من ياقوت، وبنى فيها ثلاثمائة 1000 قصر، وبنى له قصرًا عاليًا مطلاً على البلاد كلّها، فكانت المدينة أعجوبة لا مثيل لها بجميع البلاد والمدن.

من هم قوم عاد

قال ابن عديد: “أن أناس آب كانوا من العرب، وكانوا يسكنون بلدة الأحقاف، التي تقع بين مدينة حضر موت باليمن وعُمان، وكانوا يعيشون أسفل الخِيام التي لها أعمدة كبيرة جدا”، وبيَّن أن قوم آب هم أول من عبد الأصنام بعد قوم نوح عليه أفضل السلام، وأما طول قوم رجع، فإنهم كانوا أطول من أبناء جنسهم، وقد كانت أطوالهم فارعة جدًا

وقال عنهم الله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقدزادهم الله بسطة أي قوة في البدن، وصرح عدد محدود من السلف أنه كان أطول رجل في قوم عاد 100 ذراع، وأقصر رجل 60 ذراع