دور المرأة في ثورة 30 يونيو 2022 .. لم يكن ثلاثين يونيو، يومًا سهلًا مر على تاريخ أهل مصر، غير أنه يوم مصيري ونقطة فارقة في حياة كل امرأة مصرية خرجت لتطالب بحقوقها، وتشارك برأيها وتثبت أنها باستطاعتها أن الاختيار وصنع القرار، وتقتحم الميادين حتى الآن أعوام من التجاهل والتهميش.

تصدرت إناث وسيدات مصر المرأى في ثلاثين حزيران، ليكسرن كل الحواجز والعوائق أمامهن لرسم مستقبل الوطن بأيدهن، ويسطرن في شوارع المحروسة تاريخ نضالهم مقابل إرهاب الإخوان.

دور المرأة في ثورة 30 يونيو 2022

حملت ثورة 30 حزيران لقطات حية تؤكد دعم المرأة وخوفها على هيئة وطنها ومستقبل أبنائـها، فكانت هناك أعداد ضخمة من النساء والبنات من متباين الأعمار يهتفن بقوة بجميع إصرار وشجاعة ليؤكدن أن حريم جمهورية مصر العربية لهن الحق في الرفض والقبول وصنع القرارات المصيرية من أجل مستقبلهن ومستقبل الوطن

ولأهمية دور المرأة في ثورة ثلاثين حزيران، ترصد “منفذ الأهرام” أبرز الآراء بشأن دور السيدات والبنات في ثورة ثلاثين حزيران.

تخليص حقوق المرأة من الفقدان من خلال الإخوان

تقول الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، في تصريحات لها، إن ثورة ثلاثين يونيو أنقذت حقوق المرأة المصرية من الفقدان على يد الإخوان والجماعات المتشددة ما بين عامي 2011 و2013، مشيرة إلى أن المرأة في مصر حققت منجزات ضخمة أثناء الستة أعوام السابقة؛ إذ شرعت تشريع منع الحرمان من الميراث، وتغليظ إجراء تأديبي الختان، وتحضير عمل المجلس القومي للمرأة وتغليظ عقوبة التحرش، بالإضافة إلى حقوق المرأة كحق الخلع، ومنح الجنسية للأطفال.

العصر الذهبي للمرأة

العصر الذهبي للمرأة، هكذا تصف رئسية المجلس القومي للمرأة، تلك المدة عقب ثورة ثلاثين يونيو، مضمونة حرص القيادة المصرية للاستفادة من طاقات النساء، قائلة: إن الفترة الحالية تعد العصر الذهبي لتمكين المرأة المصرية في حضور توافر الإرادة السياسية لتلبية وإنجاز ذلك.

المرأة سبب توفيق ثورة ثلاثين يونيو

تؤكد الدكتورة هبة هجرس، عضو مجلس النواب، ومقررة لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومي للمرأة، في تصريحات لـ”بوابة الأهرام”، أن لقطات من صور مشاركة النساء والبنات المصريات بداية من ثورة 30 يونيو حتى أيام الانتخابات ذلك العام تؤكد أن قدرة المرأة على اتخاذ وصنع الأحكام، وتمسكها بحقوقها السياسية شأنها شأن الرجل.

وتضيف أن مشاركة المرأة المصرية في ثورة ثلاثين يونيو كانت مبرر فوز الثورة والتخلص من حكم الإخوان والاحتفاظ بحقوق المرأة، مشيرة على أن المرأة المصرية تشهد أزهى عصورها.

ولفتت إلى أن المرأة تملك حس رهيب تجاه الأمن والأمان، مضمونة أن نزولها يوم ثلاثين حزيران يعكس مدى حبها وخوفها على بلدها لكي تعرب عن رأيها وتقول أنها حاضرة وتحوز حق بالإسهام والرفض.

المرأة رائدة حتى الآن ثلاثين يونيو

بعد ثلاثين يونيو، وطوال الست سنوات السابقة، أصبحت المرأة المصرية هي السبّاقة في جميع الميادين، هكذا تقول النائبة هبة هجرس، لافتًة على أن المرأة حالا تأخذ القرارات في عملها وفي حياتها الاجتماعية وفي الموضوعات السياسية وفي بيتها أيضًا، والدليل على ذاك وجود المرأة في مختلف مناصب الريادة وفي مختلف الساحات من وزارت وبرلمان وسياسة واقتصاد واجتماع وغيرها من الساحات.

أصوات الحريم الأعلى
المرأة المصرية لديها إلمام سياسي ضخم ورؤية بعيدة للمستقبل، هكذا تقول السفيرة ميرفت التلاوي، الوكيل السالف لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيسة المجلس القومي للمرأة أسبقًا، في إفادات خاصة لـ”بوابة الأهرام” لافتًة إلى أن المرأة المصرية عندها وعي سياسي هائل وخاصة في أعقاب ثورة 30 حزيران، فأنها لعبت دورا واضحًا في ثلاثين يونيو، مشيرة على أن أصوات السيدات كانت أعلى من الرجال في مجال الاستقلال وهتفت بأعلى صوتها مقابل جماعة الإخوان.

وتشير التلاوي، حتّى المرأة المصرية في هذا العصر لم تعد إشتراكها مقتصرة على ميادين مقيدة ومعينة، لكن أنها اقتحمت كل المجالات واحترفت في السياسة والدليل على هذا مشاركتها في الانتخابات، إذ أن نسبة إسهامها في الانتخابات تعدت الـ50%.

وأعلنت التلاوي، عن سعادتها بمساهمة المرأة المصرية وتمثيلها في الوزارات والمجلس المنتخب والمجالات الأخرى بمقدار 25%، لافتًة على أن ذاك مؤشرإيجابي يؤكد أن المرأة تعيش في أزهى عصورها وذلك يرجع إلى انتباه القيادة السياسية بها وتمسكها بحقوقها وجدارتها وقدرتها على صنع الأمر التنظيمي والنجاح في متفاوت الساحات.