نتائج البترون 2022 نتائج الانتخابات اللبنانية ٢٠٢٢ … أحدثت الانتخابات النيابية في لبنان جملة مفاجآت اعتُبِرت خارج التنبؤات الإحصائية، مع أنباء عن وقوع شخصيات سياسية وازنة على رأسها رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” بزعامة طلال أرسلان المؤيد من “حزب الله”، ومندوب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي

نتائج البترون 2022 نتائج الانتخابات اللبنانية ٢٠٢٢

فيما تمكّن رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع من احتلال الأكثرية النيابية من منافسه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل (صهر الرئيس ميشال عون)

الذي نجا بمقعده النيابي في البترون شمالاً وحلّ ثانياً فوقه، فيما استطاع مرشحون عن المجموعات المدنية المستقلة حصد مقاعد برلمانية في دوائر حزبية كانت تُعتَبر عصيّة على الخرق.

ويظهر تبعاً للمشهدية هذه أن الانتخابات التي يمكن عنونتها بمعركة الأحجام والمخالفات الفاضحة والتهديدات والضغوطات، قد أفرزت ميزان قوى جديداً على الساحة السياسية غائبه الأكثر بروزاً “تيار المستقبل” بسياقة سعد الحريري.

وتبقى هذه النتائج مرتكزة على أرقام غير ختامية وغير حكومية صادرة عن الماكينات الانتخابية الموالية للأحزاب السياسية والقوى المدنية، إذ لم تصدر وزارة الداخلية أي أرقام حكومية عقب

ما عدا نسبة تقريبية للاقتراع وصلت باتجاه 41.04% التي تعد منخفضة جداً مضاهاة بدورة عام 2018 النيابية التي سجلت 49.68%، مثلما لم تحسم بعد أصوات المغتربين.

وأقبلت نسبة الاقتراع مخيّبة للآمال، بمثابة أن انتخابات عام 2022 أجريت بعد العديد من المحطات الأساسية في تاريخ لبنان بخاصةً على نطاق انتفاضة 17 تشرين، وانفجار مرفأ بيروت

والانهيار الاقتصادي والنقدي وتدهور قيمة الورقة النقدية الوطنية، مع المغزى إلى أن نسبة الاقتراع المتدنية وفق مطلعين على الأجواء الانتخابية أثرت كثيراً في النتائج

وأربكت أحزاب السلطة وصبّت في خيّر مجموعات مدنية وأحزاب سياسية تدور في فلك قوى المعارضة عدا عن أصوات المغتربين التي أفادت كلمتها في الاستحقاق، بجانب عدم مشاركة “تيار المستقبل” بالعملية الانتخابية وضبابية أصوات الناخبين السُنة الذين كانت لهم مشاركة لافتة في الدوائر التي ينتشرون فيها، توحي بخرق جدي للمقاطعة.

وحسب النتائج الأولية، ولقد خسر أرسلان مقعده النيابي أمام المرشح عن المقعد الدرزي في دائرة منطقة جبلية لبنان الرابعة عاليه مارك ضو المنضوي في قائمة “توحدنا للتقويم”

التي تمثل المجتمع المواطن، مع المغزى حتّى السياسي الدرزي البارز طلال أرسلان كان انتخب عضواً في مجلس الشعب عام 1992 وأعيد انتخابه لدورات 1996، 2000، و2009، و2018، باستثناء عام 2005 الذي خسر فيه مقعده وقتها.

بدورها، أعربت ماكينة “القوات اللبنانية” الانتخابية، أن الحزب حصد 20 حاصلاً حتى الساعة، وتوزعت مقاعده كالآتي: دائرة الشمال الأولى – عكار حاصل، دائرة الشمال الثانية (طرابلس المنية الضنية) حاصلان، دائرة الشمال الثالثة (آدمي – الكورة – البترون – زغرتا) 4 حواصل، دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان – جبيل) حاصلان، دائرة جبل لبنان الثانية (المتن)

حاصلان، دائرة منطقة جبلية لبنان الثالثة (بعبدا) حاصل، دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف – عاليه) حاصلان، دائرة بيروت الأولى (الأشرفية – الرميل – الصيفي – المدور) حاصلان، دائرة البقاع الأولى (زحلة) حاصلان، دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل) حاصل، ودائرة الجنوب الأولى (صيدا – جزين) حاصل.

وتمكّنت “القوات” من انتزاع مكان للجلوس هام في جزين، فيما قالت المعلومات الأولية عن احتمال وقوع “التيار الوطني الحرّ” في هذه المنطقة التي تعدّ من أبرز معاقله وقد كان ممثلاً فيها بمقعدين نيابيين

بيد أن خلافات كثيرة حصلت ضمن قائمة التيار وبين مرشحيه قد تكون شاركت في خسارتها على قمتهم أمل أبو زيد وزياد أسود النائب عن المدينة منذ عام 2009

حيث كانت خلافاتهما علنية، مع الإشارة حتّى النتائج لم تحسم بعد إلا أن ثمة تقدماً في جزين للمرشح إبراهيم عازار المقوى من رئيس مجلس الشعب ذكي بري

وغادة أيوب مرشحة القوات، وفي صيدا لعبد الرحمن البزري وأسامة سعد عن قائمة “ننتخب للتنقيح”، مع تسجيل عدم حضور هو الأضخم لبهية الحريري سيطرّة سعد عن المرأى النيابي الصيداوي.

وحسب أرقام أولية، خسر أحرز الثنائي “حزب الله”، و”حركة أمل” تقدماً في دائرة الجنوب الثانية، واحد من معاقلهما، إلا أن المجموعات المدنية من الممكن أن تكون أحدثت خرقاً هو الأول من صنفه في عقر دار “حزب الله”

في دائرة الجنوب الثالثة، وذلك لمصلحة المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في حاصبيا مرجعيون الياس جرادي بوجه النائب عن “الحزب السوري القومي الاجتماعي” أسعد حردان

في حين تمكن نائب “مجموعات الجنود” أنطوان حبشي وبعد موقعة لاذعة ونهار تخلله العدد الكبير من الإشكالات والضغوطات والمخالفات من احتلال المقعد الماروني

وإحداث خرق في دائرة بعلبك الهرمل التي كان يريد الحزب الاستحواذ فوقها جميعها، بخاصةً لما تمثله من لزوم عسكرية وأمنية واستراتيجية لعملياته.

ايضاً، أفادت معلومات عن إستطاع لائحة الوزير السابق الخارج عن عباءة “تيار المستقبل” أشرف ريفي بالتحالف مع “القوات” ونائب المستقبل المنصرم عثمان معرفة الدين من حماية 3 حواصل علماً أن ريفي كان انهزم موقعة عام 2018

في حين حازت لائحة فيصل كرامي التي يتحالف فيها مع جهاد الصمد على حاصلين، وحصلت أشخاص محسوبة سابقاً على “تيار المستقبل” وتضم بشكل خاص مصطفى علوش وسامي فتفت على حاصل فرد، في حين حصلت القائمة المسنودة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على حاصلين.

ميقاتي يستكمل مسارات إجراءات فهرسة الأصوات

في المقابل، يستكمل رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي من مكتبه في السراي الحكومي مجريات إجراءات فهرسة الأصوات للانتخابات النيابية مع وزيري الداخلية والبلديات بسام مولوي والعدل هنري خوري.

وتصل ميقاتي أن “عمليات فهرسة الأصوات وجمع النتائج مطردة بشكل متكرر بدون حصول أي إشكالات، وأن نشاطات تصنيف أصوات الذين اقترعوا بالأمس وأصوات المقترعين بالخارج في آن معاً تشكل ضغطاً تكميلياً على الجهاز الإداري الذي يتولى العملية وعلى لجان القيد”.

ولفت على أن “السُّلطة نجحت في إنجاز ذلك الاستحقاق بجدارة على الرغم من حدة الانقسام السياسي المرير والتشنج الذي كان سائداً”، مشدداً حتّى “قليل من الشوائب والتجاوزات التي حصلت طوال اليوم الانتخابي أمكنت معالجتها بالقانون وبالسياسة أيضاًً، لأن الحكمة كانت تفتقر العدد الكبير من الإلمام حتى لا يترك تأثيرا أي كلف على مسار الانتخابات أو يعطلها”.
“لادي”: ضغوط سياسية ومخالفات فاضحة وضعف في تجهيز الانتخابات

إلى ذلك، توقفت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، عند شوائب بالجملة اعترت الاستحقاق الانتخابي ومخالفات فاضحة وترهيب وضغوطات مارستها جهات سياسية عدّة في وجود تراخٍ واضحٍ في تنفيذ القانون من ناحية وزارة الداخلية والبلديات.

وقالت “لادي” إن رصد وتقرير طوال اليوم الانتخابي الطويل جاء مخيباً للآمال؛ لا لكن يفرّغ جوهر العملية الديمقراطية من معناه.

وأضافت “إذا كانت السلطة السياسية والجهة المعنية بتحضير الانتخابات وإدارتها اعتبرت أنّ مجرّد حصول تلك الانتخابات هو إنجاز بحد ذاته، لكنّ قدر الانتهاكات والمخالفات التي تمّ توثيقها في المرحلة الأخيرة لا يعكس على الأرض صفة الإنجاز على الإطلاق”.

وللدلالة على ذاك، تتوقف “لادي” لدى أخطر الأعمال الغير شرعية والانتهاكات، منها التعرّض لمراقبي ومراقبات الجمعية بالوعيد والضرب والكبس والمرافقة من قبل موفدي الكمية الوفيرة من الأحزاب ذات السطوة في مختلف الدوائر، ولاسيماً تلك التي يبقى فيها مرشحو “حزب الله”، و”حركة أمل”، ما اضطر “لادي” إلى جر مراقبيها من قليل من المراكز الانتخابية ضماناً لسلامتهم الشخصية.

وسجلت الجمعية في هذا التوجه، تراخي وزارة الداخلية والبلديات في تنفيذ التشريع عن طريق عدم ردع الاعتداءات على مراقبيها، فضلاً عن الاعتداءات على المرشحين والسجلات، وقد طالبت الجمعية وزارة الداخلية أكثر من مرّة بتأمين سلامة مراقبيها، وأيضا سلامة الناخبين والمندوبين، وبخاصةً في الحالات التي تطوّر فيها الموضوع إلى إشكالات أمنية، غير أن من دون أن إستلم التجاوب الملائم.

تظل عملية تصنيف الأصوات والإعلان عن نتائج أولية من جانب ماكينات الأحزاب والمجموعات المدنية في حضور عدم صدور أي نشر وترويج بعد من قبل وزارة الداخلية والبلديات

وتحاورت “لادي” في نيتها الصادر اليوم يوم الإثنين عن إنتهاكات فاضحة لسرية الاقتراع في معظم الدوائر مع تسجيل دعايات انتخابية مكثفة، وضغوط على الناخبين الذين لاحقهم مندوبو العدد الكبير من الأحزاب منذ لحظة وصولهم إلى مراكز الاقتراع، وقاموا بتحديد وجهتهم، مثلما سُجّلت مئات من حالات المرافقة إلى خلف العازل، فضلاً عن خروقات فاضحة للصمت الانتخابي.

وخلال الفهرسة في الأقلام، تقول الجمعية “دامّت الأعمال الغير شرعية على صعيد فسيح، مع تدخّل المبعوثين بأسلوب فاضح في العملية، وقد تشعبت وتوسّعت فيديوهات توثّق بعض الأعمال المثيرة للجدل، والتي يمكن أن تشكّل مادة للطعن بالانتخابات، في ظلّ فوضى هائلة سُجّلت، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المراكز رغم الوعود المسبقة من ناحية السلطات المقصودة بالدفاع عن التيار بلا انقطاع طوال مدة الليل”.

تبادل مستجدات عن تجارب السلطة السياسية الاحتيال بالنتيجة والتزوير بهدف إيصال مرشحيها ولاسيماً مندوب رئيس البرلمان إيلي فرزلي

هذا وسجلت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، ضعفاً في ترتيب العملية الانتخابية، وانتهاكات على صعيد الزبائنية السياسية أو الكلام السياسي التحريضي والطائفي، إضافةً إلى استخدام النفوذ من جانب الكثير من الجهات السياسية والرسمية والسلطات المحلية والتحريض على الكمية الوفيرة من المرشحين طوال مرحلة الحملات الانتخابية مروراً بيوم الانتخابات البارحة يوم الاحد.

وتظل عملية تصنيف الأصوات والنشر والترويج عن نتائج أولية من جانب ماكينات الأحزاب والمجموعات المدنية في حضور عدم صدور أي نشر وترويج عقب من قبل وزارة الداخلية والبلديات، وسط أنباء تتحاور عن تجارب تجريها السلطة السياسية للتلاعب بالنتيجة والتزوير من أجل إيصال مرشحيها وبخاصةً مساعد رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي الذي كانت قد تأكدت خسارته قبل أن تحتار بيانات عن تدخلات لإنجاحه.

كما حصل خرق ثانٍ “تاريخي” في دائرة الجنوب الثالثة أدى إلى خسارة المصرفي على لائحة الثنائي “حزب الله”، و”حركة أمل” مروان خير الدين أمام المرشح عن المقعد الدرزي فراس حمدان الذي كان تعرّض من قبل مناصري الثنائي لمبادرة تشويه سمعة وتخوين واتهام بالعمالة وتنصيب صور له.

وأكد حمدان في تغريدة له أن ماكينة قائمة “معاً نحو التحويل” تمكنت من حماية الحاصل الثاني، محذراً من أي عملية احتيال أو مساعي تزوير تقوم بها أحزاب السلطة بهدف تحويل نتائج الانتخابات في هذه الدائرة.