النتائج الاولية لبيروت الثانية في انتخابات 2022 نتائج الانتخابات اللبنانية ٢٠٢٢ … دخل لبنان في فترة سياسية حديثة طُويت برفقتها مدة كانت معبأة بالتطورات بين الانتخابات الفائتة واليوم.

فما شهدته البلاد من فاعليات وتطورات وانهيارات وانتفاضات وتأليف حكومات كان ضخماً ومثيراً، ولا يُعرف حتى الآن ما إذا كانت الانتخابات ستدفع القوى السياسية على اختلافها إلى وحط الماء في نبيذها وفتح صفحة حديثة لمواجهة الحالة الحرجة المالية

النتائج الاولية لبيروت الثانية في انتخابات 2022 نتائج الانتخابات اللبنانية ٢٠٢٢

أم انّ انقسامات ما قبل الانتخابات ستواصل بعدها، وكأنّ لا انتخابات ولا من يحزنون، خصوصاً انّ الفترة المقبلة غنية باستحقاقاتها الدستورية وأهمها تأليف حكومة جديدة وانتخاب رئيس دولة مودرن.

وقد كانت الانتخابات بدأت بتوافد الناخبين في غير مشابه الدوائر الى اللجان الإنتخابية، وسط ممارسات أمنية مشدّدة اتخذها الجيش وكل الاجهزة الامنية

ولم يخل الشأن من حصول عدد محدود من الإشكالات في إطار عدد من مراكز الاقتراع في قليل من الدوائر، وتمّت معالجتها من دون ان تعطّل الإجراءات الانتخابية التي سارت في حضور مراقبة «الجمعية الوطنية لمراقبة الانتخابات» والبعثة الاوروبية وبعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات.

وقد بلغ عدد الناخبين في كل الدوائر 3.967.507 ناخبين، مقارنة مع 3.746.483 ناخباً في سنة 2018 أي بإعزاز 221.024 ناخباً. وبلغ عدد المؤهلين للانتخابات 719 مرشحاً توزعوا على 103 قوائم وتنافسوا في 15 دائرة انتخابية، وبلغت نسبة الاقتراع العامة الاولية غير النهائية 41,04%.

ولوحظ انّ الاشتباكات المسلحة الانتخابية الأكثر احتداماً كانت في دائرتي بيروت الاولى والثانية وفي دوائر منطقة جبلية لبنان وعدد محدود من دوائر الشمال وكذلك في دائرة بعلبك ـ الهرمل.

وأظهرت النتائج الأولية غير الحكومية الصادرة عن ماكينات اللوائح الانتخابية في دائرة بعلبك الهرمل، وبنتيجة فرز 540 قلم اقتراع من منبع 590 قلماً، مكسب 9 منتخبين على لائحة «الأمل والولاء»

هم أعضاء مجلس النواب الحاليون: حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، وإيهاب حمادة عن المقاعد الشيعية، والمرشحان العمرّيان يكتسب صلح وملحم الحجيري، والمرشح عن كرسي الروم الملكيين الكاثوليك سامر التوم.

في حين انتصر بمحل الجلوس الماروني نائب «القوات اللبنانية» الجاري أنطوان حبشي.

وبينما سيطرت احتفالات الابتهاج بالفوز في بعلبك من مناصري الثنائي الشيعي، وفي بلدة دير الأحمر من محازبي «القوات اللبنانية»، تواصلت ممارسات التصنيف الرسمية في قصر عدل بعلبك، التي قد تصدر نتائجها عند ساعات الفجر الأولى.

وتحدثت بيانات اولية غير حكومية، عن أنّ خرقاً سجله المرشح الياس جرادي في دائرة الجنوب الثالثة، عن المقعد الارثوذكسي في دائرة حاصبيا مرجعيون الذي نافسه فوقه النائب اسعد حردان.

وتميزت الانتخابات بمشاركة كثيفة ونشاط استثنائي لسجلات مقاومة تضم منتخبين من خارج الطبقة السياسية التقليدية يتفرجون أن تقصي “خروق” ولو محدودة في لوائح الأحزاب المُجدية والقوى المتجذرة في النسق السياسي، يعد انتصاراً.

إلا أن نسبة المشاركة فيها كانت منخفضة، حيث بلغت 41 في المئة، وفق وزارة الداخلية. ويبلغ عدد الناخبين 3,9 ملايين.

وهو الاستحقاق الانتخابي الأضخم في أعقاب سلسلة ظروف حرجة هزت لبنان طوال العامين الفائتين بينها تداعي اقتصادي واحتجاجات شهيرة غير مسبوقة مقابل السلطة وانفجار كارثي في بيروت.

قد لاتحمل الانتخابات التغيير الذي يريده اللبنانيون

لكن عناصر غفيرة قد تغير دون ترجمة النقمة الشعبية ضد السلطة التي يحملها كثر مسؤولية الانهيار الاستثماري وشلل الشركات، بينها الدستور الانتخابي الواف لصالح الأحزاب الكلاسيكية.

ويرى محللون أن الانتخابات تتيح إمكانية للطبقة السياسية لإرجاع إنتاج ذاتها، جراء تجذر السلطة والنظام السياسي الحاضر على المحاصصة وتحكم النخب الطائفية بمقدرات البلاد وحالة الإحباط العام في البلاد.

ويمزج بين البرلمان 128 نائباً. والغالبية في المجلس المنتهية ولايته هي لحزب الله وحلفائه وأبرزهم التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الدولة ميشال عون وحركة أمل برئاسة رئيس مجلس الشعب ماهر بري الذي يشغل منصبه منذ 1992.

ولو كان متوقعا أن توجد الكفة مرجحة في البرلمان الجديد لأجل صالح القوى السياسية التقليدية، قالت ماكينات أحزاب ومجموعات مقاومة ليلاً عن خروق في عدد من الدوائر، أبرزها دائرة في الجنوب عادة ما تكون جميعها من نصيب لائحة مشتركة بين حزب الله وحلفائه.

وشاركت في الانتخابات مجموعات مقاومة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية لم تحدث قبل ذلك في أكتوبر 2019 طالبت برحيل الطبقة السياسية.

وصرح جاد عبد الكريم (32 عاما) الذي أدلى بصوته داخل حدود منطقة صور جنوب البلاد، “حتى وإذا كان الأمل بالنجاح ضئيلا، سوى أننا اقترعنا لكي نريهم أنهم ليسوا وحدهم في البلد، نحن هنا ونحن إزاءهم، نرغب أن نبني بلداً، حتى إذا احتاج الأمر وقتاً”.

وجرت الانتخابات وسط تداعي اقتصادي صنفه صندوق النقد الدولي بين الأسوأ في الدنيا منذ 1850.

وأصبح زيادة عن 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر وخسرت الليرة اللبنانية زيادة عن 90 في المئة من قيمتها في مواجهة الدولار، ولامس كمية البطالة صوب ثلاثين في المئة.

كما أتت في أعقاب صوب عامين على انفجار الرابع من آب 2020 الذي دمر جزءاً كبيراً من بيروت وأودى بأكثر من مئتي واحد وتتسبب في بإصابة أكثر من 6500 آخرين.

ونتج الانفجار، على حسب تقارير أمنية وإعلامية، عن رعاية مقادير ضخمة من مواد خطرة تدور تحقيقات بخصوص منبعها، بدون أي ممارسات وقاية.

وبدا منذ الطليعة أنه سيكون صعباً أن تترجم النقمة الشعبية في صناديق الاقتراع جراء تضافر عوامل غفيرة أكثرها أهمية ندرة الموارد النقدية لدى المعارضين وضعف الخبرة السياسية، وقانون انتخابي معقد مستفيض على قياس الأحزاب الكلاسيكية وتشتت قوى المعارضة وعدم اتحادها في فهارس مشتركة.

وساهمت الطوارئ، بشكل خاصً انفجار المرفأ، في إحباط شريحة واسعة من اللبنانيين، لا سيما الشبيبة الذين هاجر آلاف منهم.

وعلى الرغم النقمة التي زادتها إتلاف المسؤولين للتحقيق في الانفجار بعد الادعاء على نواب بينهم مرشحان حاليان، لم تفقد الأحزاب الكلاسيكية التي تستفيد من تركيبة طائفية ونظام محاصصة متجذر، قواعدها الشعبية التي جيشتها أثناء الحملة الانتخابية.

ويرجح أن يحتفظ حزب الله وحركة أمل بالمقاعد المخصصة للطائفة الشيعية (27 مقعداً)، بل لا يستبعد محللون أن ينهزم الحليف المسيحي الأكثر بروزاً للحزب، أي التيار الوطني الحر، عدداً من مقاعده بعد أن حاز وحلفاؤه 21 مقعداً عام 2018.

كما جرت الانتخابات في عدم تواجد أبرز مكون سياسي سني بسياقة رئيس السُّلطة المنصرم سعد الحريري الذي أعرب مقاطعة الاستحقاق، بعدما احتل الأمام السياسية أعوام طويلة إثر مقتل أبوه رفيق الحريري في 2005.

ووثقت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات “لادي” التعرض لمندوبيها في أنحاء عديدة بالتهديد أو الإعتداء، الجزء الأول منها في أنحاء تأثير حزب الله. وأظهرت مقاطع فيديو وصور مرافقة مبعوثين عن حزب الله وحركة أمل رافقوا ناخبين خلف العازل في قليل من الأقلام الانتخابية.