النواب الفائزون في إنتخابات 2022 وإنتماءهم السياسي .. في أعقاب مخاض متعب بالانتخابات التشريعية، يترقب الصوماليون، الأحد، انتخاب رئيس جديد لبلدهم من قبل مجلس الشعب، وسط تنافس عديد من المنتخبين على النجاح بمنصب الرئيس العاشر للبلاد.
وأفصحت لجنة “تجهيز الاستحقاق الرئاسي”، المكونة من 17 عضوا من مجلسي مجلس الشعب، الفهرس الختامية والمختصرة للمرشحين وتحوي معها 39 مرشحا منهم امرأة واحدة هي البرلمانية المخضرمة فوزية يوسف حاجي آدم.
النواب الفائزون في إنتخابات 2022 وإنتماءهم السياسي
ووفق محللين فإن المسابقة ستكون على أشدها بين الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو ومعارضيه الذين نجحوا في اقتناص مقاعد متعددة في انتخابات البرلمان بمجلسيه والمكون من 329 عضوا، والذي سيتولى انتخاب الرئيس لـ4 سنوات مقبلة.
ويقاسي الصومال، منذ أواخر 2020، موجة من الاحتقان السياسي، نتيجة خلافات بين إدارة الدولة من جهة، وزعماء الأقاليم والمعارضة من ناحية أخرى، بشأن قليل من التفصيلات المتعلقة بآلية إجراء الانتخابات، مثلما تسبب أمر تنظيمي فرماجو بتمديد ولايته عامين بأزمة سياسية اختتمت بتراجعه عن الأمر التنظيمي.
ومنذ ثمانية عشر شهر، ضاعف المجتمع العالمي دعواته إلى إنجاز الانتخابات، معتبرا أن التأجيل يشغل السلطات عن محاربة حركة الشبيبة الإرهابية التي تدخُل تمردا في البلاد منذ 15 عاما.
استقطاب سياسي
الأكاديمي الصومالي، عبد الولي شيخ محمد، قال إن تغيير أسلوب وكيفية الانتخاب يقتضي أن تكون واحدة من أولويات الرئيس الآتي، بالإضافة إلى صياغة تشريع عصري، وضبط الأمن في البلاد وتوسيع الشراكة السياسية بين مختلَف مكونات البلاد.
وأكمل شيخ محمد، في إفادات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن الإدارة الحالية بقيادة الرئيس المنتهية ولايته محمد فرماجو أدخلت البلاد في وضعية استقطاب شديدة خاصة في وجود قراراته المتخبطة أثناء العامين الأخيرين ودخوله في صدامات حتى مع رئيس إدارة الدولة، مؤكدا أن فرماجو فشل في تحقيق أي تفوق على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأشار على أن فرماجو فقد رتبة المركز الوظيفي حتى الآن الحالة الحرجة الأخيرة مع رئيس إدارة الدولة حسين روبلي حينما نشد للإطاحة به أواخر العام الماضي وتعليق سلطاته إلا أنه فشل في تأدية قرارته في حضور دعم محلي وعالمي فضفاض لروبلي.
وشدد على أساس أنه على الرغم من كل تلك التبعات لكن الوصول للانتخابات أمر موجب وعلى عموم المؤهلين الموافقة بنتائجها حتى لا تدخل البلاد في مرحلة من الفوضى تترقبها العناصر الإرهابية لمزيد من توسيع نفوذها في بلد يشهد اضطرابات واسعة.
تجريم تجوال
والسبت، أعلنت أجهزة الأمن الوطنية الصومالية عن فريضة منع التجوال ابتداء من الليلة حتى غداة الإثنين القادم وهذا قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة.
وتحدث المتحدث بالنيابة عن الشرطة الوطنية الصومالية في اجتماع صحفي: “إنه سيتم إغلاق جميع شوارع العاصمة ابتداء من الثالثة عشية من يوم السبت ولغاية الثانية عشر في أعقاب تبين يوم الإثنين المقبل”.
وفي الأشهر الأخيرة، كثفت حركة الشبيبة هجماتها لا سيما عبر تفجيرين في وسط البلاد أسفرا عن سقوط 48 صريعا في 24 مارس، ثم هجوم كبير على قاعدة لقوات الاتحاد الأفريقي الأسبوع السالف سقط فيه 10 قتلى وفق حصيلة حكومية.
39 مرشحا للرئاسة
ويتسابق على منصب الرئيس الـ10 للبلاد 39 مرشحا بينهم امرأة وحيدة من ضمنهم الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، والرئيسان السابقان حسن شيخ محمود، وشريف شيخ أحمد، ورئيس مجلس الوزراء الفائت حسن علي خيري.
كما يتنافس أيضاً كل من رئيس ولاية غلمدغ السابق عبدالكريم حسين غوليد، ورئيس ولاية بونتلاند فرحان عبدالله دني، وثلاثة قادة أحزاب معارضة هم زعيم حزب ودجر، عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي، وقائد حزب دن قرن، القنصل طاهر محمود جيلي.
كيف ينهي انتخاب الرئيس؟
لم تجر الصومال انتخابات على مبدأ “شخص فرد صوت واحد” منذ 1969 حينما استولى الجنرال العسكري محمد سياد بري على السلطة عبر الانقلاب إذ باتت تجرى عبر المحاصصة القبلية.
ووفق قوائم العملية الانتخابية فإن مجلسي مجلس الشعب الفيدرالي “الشعب والشيوخ” سينتخبان الرئيس إذ تجري الانتخابات وفق نمط عويص غير مباشر تختار بموجبه مجالس الأنحاء ومندوبون من عدد لا يحصى من العشائر وفروعها المشرعين الذين يقومون بدورهم باختيار الرئيس.
وليتم انتخابه، يجب أن يحصل المرشح على أصوات ثلثي أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس الشيوخ (184)، وإذا لم يحصل أي من بينهم على ذلك المجموع في الدورة الأولى يتم تحضير دورة ثانية يتنافس فيها المرشحون الأربعة الذين جاؤوا في البداية.
وإذا لم ينجح أي من ضمنهم في تلك الدورة، ينظم اقتراع حديث بين المنتخبين اللذين حصلا على أكبر مجموعة من الأصوات في الدورة الثانية، وأثناء مدد الاقتراع، تتغير تَخطيطات الإدلاء بصوته التي تترك تأثيرا فوقها الانتماءات العشائرية.