اول هجرة للمسلمين كانت الى …..؟؟؟ .. هو عنوان هذا النص، ومن المعروف أنَّ إيذاء كفار قريش قد اشتدَّ على المسلمين بعد أن جهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة الإسلامية

ولهذا العلة أذن رسول الله للمسلين بالهجرة لتفادي ذاك الشقاء، فإلى أين هاجرَ المسلمون، وما تفاصيل تلك الهجرةِ، كلُّ ذلك سيجد القارئ الإجابة فوقه في ذاك النص.

اول هجرة للمسلمين كانت الى …..؟؟؟

إنَّ أوَّل هجرةٍ في الإسلامِ كانت إلى أرضِ الحبشة؛ حيث أراد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إعطاء المسلمين المضطهدين والضعفاء مرحلةً من الزمانِ لإعادة أنفسهم فيها

وليستريحون من من ضنكِ العيشِ، وهذا بعد أن اشتدَّ بأس قريشٍ عليهم وظلمهم لهم، وصارت حياتهم في مكةَ المكرمةَ جهادًا للنفس وتحملًا على الأذى

الهجرة الأولى إلى الحبشة

كانت وجهة نظر أول هجرة في الإسلام انطلاقًا من الرؤية القرآنية لسورة الكهف، هذه السورة التي روت قصة الفتية الذين هربُّوا بدينهم من ملكهم الغير عادل، وأووا إلى كهفٍ يحتمون به

إذ نزلت وفي نفس الوقت التي اشتدَّ فيه أذى قريش على المسلمين، فكانت تسليةً لهم وإرشادًا لهم إلى الطريق الذي يجب عليهم أن يسلكوه للخروج مما هم فيه، ومن هنا كلف رسول الله -عليه الصلاة والسلام- صحابته الكرام بالهجرة إلى الحبشة

وقد كان هذا في العام الخامسة للبعثة، وقد كان عدد المسلمين آنذاك اثني عشر رجلًا وأربعة نسوة، من بينهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم

الهجرة الثانية إلى الحبشة

بلغ المهاجرين أن أهل قريشٍ قد دخلوا في الإسلام، فعادوا إلى مكة في شوال من نفس العام الذي هاجروا فيه، وقبل وصلوهم إلى مكة عرفوا حقيقة الأمر

فرجع من بينهم من آب، ودخل من ضمنهم مكة من دخل مستخفيًا أو بجانب رجلٍ من قريش، إلا أنَّ قريشًا لم يتركوا المسلمين وعادوا إلى تعذيبهم حتَّى اشتدَّ أذاهم، فأمرهم رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالهجرة مرة أخرى إلى الحبشة، فأذعنوا لأمر رسول الله، وهاجروا الهجرة الثانية إلى الحبشة، وكان عدد المسلمين آنذاك ثلاثة وثمانون رجلًا، وثمانية عشر امرأة

أسباب اختيار النبيِّ للحبشة

حتى الآن الإجابة على أحد الأسئلة هاجر المسلمون الأوائل إلى، سوف يتم ذكر أسباب اختيار النبيِّ لهذا المكان، ويعود حجة اختيار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحبشة لتصبح أول هجرةٍ للمسلمين إليها، إلى عديدة أمور، وفيما يأتي بيانها:[4]

فراغ أرض الحبشة من القبائل العربيّة: إنَّ عدم توفر القبائل فيها يُغلق الباب في مواجهة قريش للتحالُف معها، وتكوين قوة مقابلّ المسلمين فيها.

عدل ملك الحبشة: وذلك نتيجة لمعرفته بالتوراة والإنجيل، وقد أفاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنه: “إنَّ بأرضِ الحَبَشةِ

ضجرِكًا لا يُإستمرَمُ أحدٌ عندَه؛ فالحَقوا ببِلادِه حتى يَجعَلَ اللهُ لكم فَرَجًا ومَخرجًا”.

أهل الحبشة مسيحيين: ومن الواضح أنَّ النصارى هم أقرب مودةً للمؤمنين، ودليل هذا قول الله تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ

عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ.

الحبشة بلد مستقل سياسيًّا: فهي بلد لا تخضع لغيرها من البلدان، ولها مركزها وقوتها وتجارتها واقتصادها المختص بين البلدان.

بعد الحبشة عن مكة: وميزة ذاك ابتعاد المسلمين المهاجرين عن بغي قريش ونفوذها.