ذكرى ثورة 23 يوليو مقال عن ثورة 23 يوليو 1952 .. في 23 يوليو/يوليو 1952 أطاحت مجموعة من الضباط المواطنين المصريين، الذين عرفوا باسم الضباط الأحرار، بالنظام الملكي المقوى من بريطانيا، واستولوا على السلطة ودفعوا في مصر إلى مسار سياسي جديد.
ذكرى ثورة 23 يوليو مقال عن ثورة 23 يوليو 1952
وفي عام 2002 وبالضبط في الذكرى الخمسين لذا التحرك، كتب محلل أمور شمال أفريقيا والخليج في BBC نيوز، روغر هاردي، يقول إنها كانت أول مرة التي يقضي فيها مصريون بلادهم منذ 2500 عام.
وكانت مصر قد تعرضت لسلسلة من الغزاة الأجانب من حصان ويونانيين ورومان وعرب وأتراك وفرنسين وكان آخرهم البريطانيون.
لذلك حظي حُسن عبد الناصر وغيره من الضباط الشبان بشعبية ضخمة بين المصريين عندما أنهوا الهيمنة البريطانية، وطردوا الملك فاروق الأكبر وحولوا البلاد إلى دولة.
وبعد 67 عاما مازال إرث عبد الناصر بقالة جدل في البلاد.
فأثناء الخمسينيات والستينيات وحتى موته عام 1970 هيمن اسم ناصر على المرأى السياسي العربي، ويقول هارفي إنه كان مفوها ويتلذذ بكاريزما خاصة، وقد كانت الحشود تلتف بخصوص خطاباته، بينما تجسدت القومية العربية فيه وهو يحلم بوحدة عربية تنبسط من المحيط إلى الخليج.
كما أن رسالته الخاصة بالعدالة الاجتماعية في جمهورية مصر العربية ومناهضته للاستعمار خارجها أعاد الكبرياء العربي، حسبما يقول هاردي.
“تم تحريره العرب”
وفي سنة 2002 أيضاً كتب فيليب سماكر مراسل الدايلي تلغراف من العاصمة المصرية، القاهرة عاصمة مصر، يقول :” خمسين عاما مرت على انقلاب عبد الناصر في جمهورية مصر العربية التي تحتفل بتحقيق منجزات “الناصرية” حيث يبث التلفزيون صورا لمن وصفته بـ “محرر العرب”.
وصرح سماكر: “مع أن الناصريين أفادوا كثيرا عن منجزات عبد الناصر في المجال الاجتماعي، فإن قطاعا كبيرا من الشعب مازال يعاني مشاكل اجتماعية واقتصادية”.
مثلما يحمل المنتقدون عبد الناصر مسؤولية الحال المتأزم في المساحة إذ دفع باتجاه الوحدة العربية تحت راية الاشتراكية وفشل في ذاك، ويقولون إن الضباط الأحرار افتقدوا إلى البوصلة منذ الطليعة. بينما يقول المؤرخ الأمريكي، جويل غوردون، في كتابه “حركة ناصر المباركة” :”إن الضباط افتقدوا الرؤية الجلية بخصوص ما يقتضي أن يحققوه.”
مثلما كان الضباط يتفرجون الكثير من الأعداء الحقيقيين والمتوهمين، ومازال عدد محدود من المنتقدين ينحون باللائمة على عبد الناصر في عدد محدود من الممارسات مثل إغفال البصر عن العذاب، إذ يقول مسؤولو حقوق الإنسان إن الإجراءات التأديبية الغير عادلة لم تسفر إلا عن تزايد التشدد الإسلامي.
الحنين إلى الناصرية
ويقول هاردي ايضاً: “اليوم حينما يحس عدد محدود من العرب بأنهم يتعرضون للإذلال من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة فإن هذا يدفع من غير شك نحو الحنين للناصرية.”
إلا أن فيما يتعلق لمنتقديه فإن عبد الناصر قاد العرب إلى طريق مكتوم، ولقد دفع مصر للتحالف مع الاتحاد السوفييتي السالف الذي خسر المعركة الباردة.
وكان الزعيم المصري الواحد من أفراد الرحلة يستند على الإعانات السوفييتية، مما مكنه من تشييد اقتصاد تحتكر الجمهورية إدارته وهو الموضوع الذي عمل خلفاؤه جاهدين على القضاء عليه.
كما أن حكمه كان استبداديا فقد تعرض عموم خصومه من الشيوعيين إلى الإخوان المسلمين للسجن وأحيانا للتعذيب ودُفع كثيرون إلى المنافي.
وفي النهاية أخفق رؤيا الوحدة العربية، فعلى أرض الواقع لم يستطيع العرب من الاتحاد تحت زعامة ناصر أو من الدفاع والمقاومة لإسرائيل.
وكانت الآمال العريضة التي أحاطت بحركة الضباط الأحرار عام 1952 قد تحطمت مع هزيمة موقعة يونيو/حزيران عام 1967. ولذا وفق روغر هارفي.
يذكر أن “ثورة يوليو” كانت هي المنبع الأساسي لشرعية ثلاثة أنظمة متعاقبة في مصر مما جعلها من أكثر البلاد استقرارا في أفريقيا في ما بعد الحقبة الاستعمارية.