فضل الصيام وقفة عرفة وكيف تنوي صيام يوم عرفة … وهو أحد أيام العشر من ذي الحجة، وهو يوم الـ9 من ذي السبب، وهو كذلك تاسع أيام العشر من ذي الحجة، ويستحب صيامه لغير الحاج حيث يكون في ذاك اليوم واقفا بعرفة، مشتغلا بتطبيق شعائر الحج.

وأما غير الحاج فيستحب له صيام يوم عرفة؛ لما ورد في الحوار: «صيام يوم يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها»، ولكن ذاك الاستحباب لغير من كان حاجا

فلا يستحب له صيامه؛ لأنه يكون في حال اشتغاله بالوقوف بعرفة، إذ إنّ الصيام حينذ يضعفه عن الذكر والعبادة في ذاك اليوم، وقد ورد النهي عن صيامه بحديث: عن أبي هريرة قال: «نهى رسول الله ﷺ عن صيام يوم عرفات بعرفات» رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه. صرح الترمذي، قد استحب أهل العلم، صيام يوم عرفات سوى بعرفة.

إعلم .. فضل صوم العشر من ذي السبب 1443 ما هو ميزة صيام يوم عرفات ؟ وما حكم صيام يوم عرفة؟ ميزة صيام يوم عرفات والعمل الصالح فيه

السؤال

فضل الصيام وقفة عرفة وكيف تنوي صيام يوم عرفة

الإجابــة

الشكر لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ولقد روى مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاد: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. والحديث يدل بظاهره حتّى صيام يوم يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين.

فضل صوم العشر من ذي الحجة 1443

ويستحب الإكثار من الإجراءات الصالحة من تضرع نفل وصيام وصدقة وبيَّن وغيرها في أيام عشر ذي التبرير عموماً، وذات يوم يوم عرفة على وجه الخصوص، ففي المحادثة أفاد عليه الصلاة والسلام: ما من أيام الجهد الصالح فيها أحب إلى الله من تلك الأيام، يعني أيام العشر قالو : يا رسول الله ولا الجهاد في طريق الله؟ قال: ولا الجهاد في طريق الله إلا رجل خرج بشخصه وماله، فلم يعود من ذلك بشيء. رواه البخاري.

وعن أم الفضل: «أنهم شكوا في صوم رسول الله ﷺ يوم عرفة، فأرسلت إليه بلبن، فشرب، وهو يخطب الناس بعرفة». متفق عليه. وفي سنن أبي داود عن عكرمة قال: «كنا عند أبي هريرة في بيته فحدثنا أن رسول الله ﷺ نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة».

وظاهر حديث أبي هريرة هذا: أنه لا يجوز صومه بعرفات، والمنبع في النهي أنه للتحريم، لكن حمله العلماء على الكراهة من غير تحريم، والأصل في صيام يوم عرفة أنه مرغوب به إلا للحاج حيث إنّ الصيام يضعفه عن اغتنام وقت النهوض بعرفة، ويؤلف بين الأحاديث بأن صوم ذلك اليوم حكمه مستحب لكل أحد مكروه لمن كان بعرفات حاجا.

قال الخطابي: هذا نهي استحباب لا نهي إيجاب، فإنما نهى المحرم عن ذاك خوفا فوق منه أن يضعف عن التضرع والابتهال في هذا المقام، فأما من وجد قوة لا يخشى بصحبتها ضعفا فصوم هذا اليوم أجدر له إن شاء الله وقد أفاد ﷺ: «صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها» ذكره في عون المعبود.

وفي ذلك إشارة على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج، وأما صوم الحاج يوم عرفة ففيه نقيض، ولقد روي عن عثمان بن أبي العاص وابن الزبير أنهما كانا يصومانه، وصرح أحمد بن حنبل: إن حجم إلى أن يقوم بصيام صام، وإن أفطر فذلك يوم يفتقر فيه إلى قوة، وكان إسحاق يستحب صومه للحاج، وكان منح يقول: أصوم في الشتاء ولا أصوم أثناء فصل الصيف، وكان مالك بن أنس وسفيان الثوري يختاران الإفطار للحاج وايضاً الشافعي.