هل صيام عشر ذي الحجه واجب وماهو ثواب صيام الأيام العشر من ذي الحجة … لا شك أنه من أكثر أسرار هذه العشرة المباركة من شهر ذي المبرر، والتي يبحث المسلمون عنها في هذا الدهر من العام، والتي أصبحت على الأبواب، وهو ما يطرح سؤال عن ثواب صوم أيام عشر من ذي الحجة لاغتنام هذا المكافأة دون تضييع يومًا من أيامها، إذ إنه يمكن القول أنه في الطاعات عامة ومع كثرة الفتن قد تكون علم ثواب صوم أيام عشر من ذي الحجة سببًا ضخمًا يدفعنا للحرص على اغتنام ميزة الصيام في شهر ذي العلة، لعل به نجد السكون وتنزاح عن قلوبنا الهموم وتخف أثقال ذنوبنا، فالعد التنازلي تسارع عديدًا، فجعل ثواب صيام أيام عشر من ذي الدافع غنيمة قريبة لا تمض ولا تقوم بتعويض.
هل صيام عشر ذي الحجه واجب وماهو ثواب صيام الأيام العشر من ذي الحجة
ثواب صوم أيام عشر من ذي الحجة، تُعَدّ العَشر الأوائل من ذي فريضة الحجّة من الأيّام المباركة في الشرع، وقد تشجيعّ النبيّ -صلّى الله فوقه وسلّم- على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس، ونعت وصور الشغل فيها بأنّه أفضل من الجهاد في طريق الله -إيتي-؛ فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ صرحوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
ثواب صوم أيام عشر من ذي الحجة، لم يُقيّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الأفعال الصالحة في تلك الأيّام بعملٍ مُعيَّن، وجعل الموضوع مُطلَقاً؛ فالعمل الصالح أشكاله عديدة، ويشتمل على ذاك ذِكر الله -هلم-، والصيام، وصِلة الرَّحِم، وتلاوة القرآن، والحجّ؛ ممّا يقصد مقابلة أرجأّ العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيّام، ولفظ الأيّام الوارد في الحديث المذكور يدلّ حتّىّ الجهد الصالح يستغرق اليوم كلّه، واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الغداة وحتى غروب الشمس، وأجود عمل يستغلّ به المسلم نهار تلك الأيّام هو الصوم، مثلما أنّ أسمى ما يُستغَلّ فيه الليل تضرع القيام، أمّا قرار صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة فهو موفد، فيما حُكم قيام الليل أنّه سُنّة.
ثواب صوم أيام عشر من ذي الحجة، ورد أنه قد حافظ النبيّ -صلّى الله فوق منه وسلّم- على صيام العَشر من ذي شعيرة الحجّة؛ ودليل هذا ما ورد في العمرّة النبويّة من حوار حفصة -رضي الله عنها-، صرحت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ)، وعلى الرغم من عدم ثبوت صحّة عدد محدود من الأحاديث الواردة في فضل صيام تلك العَشر بشكل خاص، إلّا أنّه لا يمنع من صومها.
مكافأة صيام أيام عشر من ذي الدافع، ورد أن النبي -صلّى الله فوقه وسلّم- صام التسع الأوائل من ذي المبرر ليعلمنا أن أحب العبادة تشغل كل الوقت بذكر الله والصيام هى العبادة التي تستغرق الزمن الكثير، ومن نوى الصيام الله ففي كل لحظة من اللحظات يرتقي له عند الله أجر، حتى ولو كان نائما في فترة النهار.
كما أن خير عبادة في النهار الصوم، ويستحب أن يجعل له وردًا من القرآن أو أن ينوي ختم القرآن في تلك الأيام، وأعظم ما نستجلب به رحمة الله أن نعود لنصحح ما بيننا وبين الله، من خلال التوبة السليمة وتجديد العهد مع الله والمحافظة على الدعاء في جماعة والإكثار من الأذكار.