هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء.. أيام ضئيلة ويبدأ شهر ذي الحجة المبارك والذي يحمل فضل كبير، فالأيام العشر الأوائل منه من الأيام المستحب صيامها وفيه يؤدي الحجاج فرض فريضة الحج وفيه يوم يوم عرفة الذي هو خير أيام العام، وفيه خصوصية جسيم وصيامه يؤدي لغفران ذنوب العام الفائت كما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنية القضاء

وصيام العشر الأوائل من ذي الحجة من السنن النبوية في ذاك الشهر، وقد يتساءل البعض عن حكم الجمع بين نية صيام تلك الأيام وقضاء أيام رمضان السابقة، هو الذي صرحت أمين الفتوى حكمه في ردها على سؤال «هل يجوز صوم أيام علينا من رمضان في ذي العلة؟».

وقال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يمكن تطبيق نفس مبدأ صيام الستة من شوال على صوم العشر الأوائل من ذي الحجة لكن ليس لها صلة بثواب صيام رمضان والست من شوال، مبينا أن من الممكن أن يقوم بصيام الفرد الأيام العشرة من ذي العلة وتكون هذه الأيام لقضاء أيام رمضان، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاد ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من تلك الأيام وهي الأيام العشر من ذي السبب.

ووضح «الورداني»، في برنامجه «ولا تعسروا»، أن الشخص إذا صام في العشر الأوائل أيام قضاء رمضان التي أفطرها في الشهر الكريم لعلة السفر أو المرض يحسب لها صيام القضاء ويحسب له ثواب صوم تلك الأيام أيضا، موضحا أن الواحد يحصل له نفس المكافأة لأنه نفذ كلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصيام في تلك الأيام.

وشدد أنه رغم أن الفرد صائم فرض لكنه ايضا صائم في أيام السنة والملائكة تسجل أن الواحد صائم في ذي الحجة، مبينا أن تلك بركة من بركات الرسول عليه الصلاة والسلام وسعة من سعة الأمة التي كتبها الله تعالى فوقها.
الجمع بين النيتين

وشددت دار الإفتاء في مرة سابقة أنه يجوز للمسلم أن يعتزم نية صوم النافلة مع نية صيام الإنفاذ، فيحصل المسلم بهذا على الأجرين، وهذا في ردها على سؤال ورد إليها يقول: «أنا بنت؛ هل يجوز لي الصوم بنيتين: صيام العشر الأوائل من ذي العلة، وصيام قضاء ما عليَّ من رمضان؟».

وأوضحت أنه صرح الحافظ السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص22) عند حواره عن التشريك في النية: [صام في يوم عرفة مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارةً، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: وكذا إن أطلق -أي أطلق نية صوم الفرض-، فألحقه بمسألة التحية] اهـ.

وتابعت: المقصود بمسألة التحية ركعتي تحية المسجد؛ أفاد شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في «فتح الوهاب بتفسير منهج الطلاب» (1/ 67): [وتحصل بركعتين فأكثر، أي يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ»، ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس، وقد وُجِدَت] اهـ.

ولفتت إلى أنه استدل العلماء بذاك على جواز اندراج صيام النفل أسفل صيام الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الإلزام أسفل نية النفل.