سبب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1443 .. لا يوجد شك أنه من أهم أسرار هذه العشرة المبروكة من شهر ذي السبب، والتي يتقصى المسلمون عنها في ذلك الدهر من العام، بل ويتحرون ثوابها، إذ أوشك ذي القعدة على الرحيل ومر ثلثاه مسرعان ولم يتبق منه سوى أيام عددها قليل، وهو ما ينبهنا إلى وجوب الاستعداد لشهر ذي الدافع الفضيل حيث العشر الأوائل المبروكة
سبب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1443
وهو ما يطرح سؤال عن ما أسباب صوم عشر من ذي الحجة لاغتنام ذاك الثواب، حتى أنه يمكن القول أنه في الطاعات عامة ومع كثرة الفتن قد تكون معرفة ما أسباب صوم عشر من ذي الحجة سببًا كبيرًا يدفعنا للحرص على اغتنام ميزة الصيام في شهر ذي الحجة، لعل به نجد السكون وتنزاح عن قلوبنا الهموم وتخف أثقال ذنوبنا، فالعد التنازلي بدأ إلا أن وتسارع كثيرًا، فجعل البحث عن ما أسباب صوم عشر من ذي العلة ممتد المجال، من قبل أولئك الذين يعلقون آمال وتطلعات وافرة بالأفراح فوق منها، إذ رد فعل التضرع وتحقق المستحيلات والرجاء في أن يرفع الله سبحانه وتعالى عنا الغمة في ذلك اليوم المبارك.
ما أسباب صيام عشر من ذي الحجة، ويستحب صيام الأيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة وذلك للعديد من عوامل، منها، أنه خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، وهي:
أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما استقر في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ثانيا إن للصائم فرحتين يفرحهما، مثلما ثبت في البخاري ( 1904 )، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: حيثَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حوار أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاد: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب لدى الله عز وجل الآخرة من ريح المسك».
رابعا إن الله أعد لأهل الصوم بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، مثلما استقر في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حوار سهل بن سعد صرح: أفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أعظم وأكبر الله وجهه عن النار 70 عامًا، مثلما استقر في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث والدي سعيد الخدري قال : أفاد النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يقوم بصيامُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذاكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا».