فضل صيام شهر محرم كاملا وأيهما أفضل صيام محرم وشعبان … شهر الله محرم شهر عظيم مبارك، وهو الشهر الأول من السنة الهجرية، ومن الأشهر الحرم التي قال فيها الله تعالى:

فضل صيام شهر محرم كاملا وأيهما أفضل صيام محرم وشعبان

عدد اشهر الله عشرين شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض اربعة منها واحد حرم
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ .” رواه البخاري 2958

وسمي محرم بذلك لأنه شهر حرام وتأكيدا لتحريمه

وقوله تعالى: (لا تظلموا فيهم): أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها أشدّ إثمًا وأثمًا من غيرها.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: (لا تظلموا فيهم) في جميعها. ثم خص بها أربعة أشهر ونهى عنها وعظم مقدساتها وزاد فيها الخطيئة والعمل الصالح والأجر أعظم. الذنب وعبء الظلم في الآخرين. وإن كان الظلم عظيما على كل حال، إلا أن الله يعظم أمره كما يشاء، فقال: اختار الله طاهرا من خلقه: اختار رسلا من الملائكة ومن الناس الرسل، واختار من حديثه. ذكرى

واختار مساجد من الأرض، واختار من أشهر رمضان والأشهر المقدسة، واختار من أيام الجمعة، واختار من بين الليالي ليلة القدر، فمجدوا الله سبحانه. . لا تتعظم الأمور إلا بما مجّدها الله بها لأهل الفهم وأهل العقل. انتهى من تفسير ابن كثير رحمه الله: تفسير سورة التوبة آية 36.

فضل الإكثار من صيام النفوذ في شهر محرم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الصيام عليهم صلى الله عليه وسلم خير. رواه مسلم 1982

قوله: (شهر الله) إضافة الشهر إلى الله إضافة للتمجيد. قال القاري: والظاهر أن المراد به شهر محرم كله.

ولكن ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرًا كاملاً إلا رمضان، فيُفَسَّر هذا الحديث على أنه تشجيع على الإكثار من صيام شهر محرم، وعدم صيامه كله. هو – هي.

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صام كثيراً في شعبان، ولعل فضل محرم لم ينزل عليه إلا في آخر حياته قبل أن يتمكن من الصوم. شرح للنووي رحمه الله في صحيح مسلم.

يختار الله ما يشاء من الزمان والمكان

قَالَ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ رحمه الله : وَتَفْضِيلُ الْأَمَاكِنِ وَالْأَزْمَانِ ضَرْبَانِ : أَحَدُهُمَا : دُنْيَوِيٌّ .. وَالضَّرْبُ الثَّانِي : تَفْضِيلٌ دِينِيٌّ رَاجِعٌ إلَى أَنَّ اللَّهَ يَجُودُ عَلَى عِبَادِهِ فِيهَا بِتَفْضِيلِ أَجْرِ الْعَامِلِينَ , كَتَفْضِيلِ صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَى صَوْمِ سَائِرِ الشُّهُورِ , وَكَذَلِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ .. فَفَضْلُهَا رَاجِعٌ لكرم الله ولطفه على عباده فيه .. أحكام الأحكام 1/38

عاشوراء في التاريخ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ

بِصِيَامِهِ . رواه البخاري (1865)
قوله: (هذا يوم صالح) في رواية مسلم: “هذا يوم عظيم خلص الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه”. قوله: (صامه موسى) أضاف مسلم في روايته: “الحمد لله نصومه”. وفي رواية للبخاري: (نصومه احتراما له). ورواه الإمام أحمد بجملة: “وهو اليوم الذي استقرت فيه السفينة على الجودي فصامها نوح شكرًا لك”.
قوله: (وأمر بصيامه) وفي رواية أخرى للبخاري: (قال لأصحابه: إن موسى أحق بهم في صومه).

كان صيام عاشوراء معروفاً حتى في أيام الجهل قبل الرسالة النبوية. وقد ثبت أن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أهل الجاهلية يصومونها. كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومها بمكة قبل أن يهاجر إليها. ولما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون بها. وسألهم عن السبب فأجابوه كما في الحديث. يعتبر اليهود عاشوراء ح