هل يجوز للمرأة الحائض صيام يوم عرفة وهل تأخذ الحائض ثواب الصائمين .. سؤال يتبادر لأذهان البنات التى لم يحالفهن الحظ لصوم يوم يوم عرفة وفاجأهم الحيض، اليوم الذي يكفر الله فيه معاصي سنة ماضية ومعاصي سنة قادمة، لذا يقدم موقع صدى الدولة توثيق هل تأخذ الحائض ثواب الصائمين فى يوم عرفة؟.
هل يجوز للمرأة الحائض صيام يوم عرفة وهل تأخذ الحائض ثواب الصائمين
إن الله تعالى يكتب ثواب الإجراءات التي يعزم المرء على القيام بها ثمّ حرمه عائقٌ عن أدائها، أفاد الرسول صلّى الله فوق منه وسلّم: (مَن سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ بِصِدقٍ من بينِهِ، إلا أنَّغَهُ اللَّهُ مَنازلَ الشُّهداءِ، وإن لقي حتفهَ على فراشِهِ)، فإن كانت عند المرأة نيّةٌ وعزيمةٌ صادقةٌ على الجهد الصالح في رمضان لن يضيّعها الله
والمرأة الحائض تحظر من التضرع والصيام ودخول المسجد، ولكنّ هناك الكثير من الإجراءات التي بمقدورها أن تقوم بها؛ فتستطيع الحائض ذكر الله بالتسبيح، والتهليل، والحمد، والتكبير، التضرع، الاستغفار، الصلاة على النبي، الصدقة، صلة الرحم، تحضير الطعام، والاستعداد للعيد.
وتستطيع الحائض الصلاة لله، ومن التضرع في رمضان قول: (اللهم إنّك عفوٌ تحبّ العفو فاعف عنّي)، وتجوز لها قراءة كتاب الله الخاتم على مذهب الإمام مالك، وهو ما اختاره جماعةٌ من العلماء؛ كابن تيمية، على ألّا تمسّه إلّا بحائلٍ، كأن تلبس قفّازاتٍ أو أن تقرأه من الأجهزة الإلكترونيّة أو من مصاحفٍ تشتمل على شرحٍ لآيات القرآن الكريم.
ويمكن للحائض أيضًا التضرع على النبي والاستغفار، وقراءة الكتب المفيدة والتي تعمل على مبالغة العلم والإيمان وخصوصًا الكتب الدينيّة، مثلما أن بإمكانها أداء الصدقة أو علاقة الأرحام أو زيارة السقماء، وتنظيم طعام الإفطار للصائمين فى ذاك اليوم، والاستعداد للعيد بترتيب أمورٍ جالبةٍ للفرح واحتساب الأجر في مختلفّ ذلك، وبإمكانها الإكثار من التوبة والاستغفار والندم على السيّئات، ولا يجوز للمرأة الحائض أن تتكلّف بأن تصوم أو تصلّي؛ فذلك منهيٌّ عنه ويعد من الإحداث في الدين؛ لأنّه مخالفٌ لسنّة النبيّ صلّى الله أعلاه وسلّم، فلتعزم المرأة ولتجتهد.
هل تأخذ الحائض ثواب الصائمين يوم عرفات ؟
قال الشيخ محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من أرادت أن تصوم يوم عرفة، غير أنها كانت حائضا فتأخذ ثواب ذاك اليوم بنيتها ولا حرج في ذلك.
وألحق عبدالسميع، فى إجابته على سؤال «حكم من نوت صيام يوم عرفة غير أن فاجأها الحيض؟»، أنه ما دمتِ حريصة على صوم الأيام المنوه عنها بما فيها يوم يوم عرفة وطرأ عليك عذر مانع من الصيام كالحيض مثلا مركبِ الأجر والمثوبة على هذه النية الطيبة، وأنتِ بكون من صام الصوم المنوه عنه.
وتابع: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من كان يعيش الليل وطرأ فوق منه الداء فمنعه من قيام الليل فإن الله يكتب له ثواب قيام الليل ونومه أعلاه صدقة”.
صوم يوم عرفات لدى الفقهاء
ذهب الحنفية والمالكية إلى كراهة الصوم للحاج في يوم ما عرفات، وقيد الحنفية الكراهة بشرط أن يُضعِف الصيامُ الحاجَّ، أما الشافعية فذهبوا إلى جواز صيام عرفات لمن يؤدي الحج مشترطين أن يكون الحاج من المقيمين في مكة، وذهب إلى عرفة في الليل، أما لو كان ذهابه إلى عرفات من مكة في النهار فصيامه مخالف للأولى، في حين يُسن الفِطْر للمسافر مُطلقًا عند الشافعية.
أما الحنابلة فيرون أنه يُستحَب يملكون أن يصوم الحاج يوم عرفات، سوى أنهم اشترطوا أن يكون وقوفه في عرفة بالليل، وليس في النهار، فإن إنهاء فيه في النهار فصومه مكروه