بتلك الكلمات التى غناها المطرب الشعبى “مجدى الشربينى” فى التسعينيات، لم يكن يعلم أنها سوف تكون خير معبر ومجسد عن تاريخه الفنى، ففى مفاجأة عارمة أعلنت شركة الجابى للإنتاج الفنى على صفحتها على موقع الإتصال الاجتماعى “فايسبوك”؛ عن رجوع “الشربينى” إلى الطرب مرة ثانية ولذا في أعقاب تقاعده، وقد عرضت شركة الإنتاج، بالأمس، برومو لأول كليب سيقدمه المطرب مجدى الشربينى عقب عودته للساحة الفنية.
واتضح المطرب فى برومو الكليب الذى سيُإبداء على شاشة قناة “المولد”، وهو يتجول فى الشوارع ويمسك كاميرا ويقوم بالتقاط العديد من الصور الفوتوغرافية، فيلتقط صورة لشاب يتكلم مع رجلاً كبيراً، وصورة أخرى لميكانيكى يقوم بإصلاح عربة حمراء، ثم المشهد إلى يتبعه بتجول “الشربينى” ويغنى مقطعاً من أغنيته العصرية “يادنيا ليه”، ويقول فيها “يادنيا ليه الظلم ده.. ليه بتقسى عالناس كدة.. دايماً تحبى جرحنا.. محرّم عليكى مش كدة.. يوم فرحنا ضاع مننا وهنعمل إيه.. الحزن ساكن قلبنا”.
“كان أبى مُقرئا، وورثت الصوت الحسن منه، إلا أنه توفى قبل أن يرشدنى إلى الطريق، واتجهت بصوتى صوب الظلام”.
هكذا أفاد مجدى الشربينى في أعقاب اعتزاله، والذى كانت بدايته الأولى فى الغناء وهو فى التاسعة من حياته، حيث بدأ الإسهام فى الحفلات المدرسية، ثم اتجه للغناء فى الأفراح الشعبية والحفلات، ثم كابل طريقه إلى الاحتراف وأصدر أول ألبوم غنائى له بعنوان “حبيناهم” عام 1989، وثانى ألبوم غنائى بعنوان “أهل الغرام” فى عام 1990، يصبح من أشهر المطربين الشعبيين فى مرحلة التسعينيات.
ولم يكتف “الشربينى” بالغناء فقط هذه الفترة، إنما خاض تجربة المسرح، وذلك عام 1994، إذ شارك فى مسرحية “دقى يا مزيكا” تأليف وحيد غازى، وإخراج حسام الدين صلاح، وتم عرضها بالإسكندرية على خشبة مسرح إسماعيل ياسين.
كتاب فقه المرأة المسلمة وجديد “من نبت بدنه على الحرام فالنار أولى به”.. أسباب توبة الشربينى
على الرغم أن المطربين الذين ينجحون على الساحة الفنية يتجهون إلى القاهرة، لكن “الشربينى” تصرف الضد، وكان ذهابه إلى الإسكندرية سبباً فى مطلع توبته، وعن تجربته فى التقاعد قال الفنان فى مقابلة تليفزيونى وقتها، أنه كان باستمرارً يملك قناعة داخلية بإنه يسلك طريقاً غير صحيح، فبدأ يفكر بأسلوب متفاوت عندما اختلط مع بعض الصالحين بخصوص شقته بالإسكندرية، وقد كان يلفت نظره باستمرارً شكلهم وهم ذاهبون ليصلون الغداة وهو آت من إحتفالية يغنى بها، وحينها بدأ يلتزم بالتضرع وحضور الدروس الدينية والبحث بشأن أحكام التطريب فى الإسلام وقراءة الكتب الدينية مثل كتاب “فقه المرأة المسلمة”، وقراءة الأحاديث النبوية والذى كان لحديث “من نبت جسمه على الحرام فالنار أولى به” أضخم التأثير على قراراته التى اختتمت باعتزاله.
المُنشد مجدى الشربينى
كانت تلك المرحلة فى حياة المطرب الشعبى بدايةً من عام 2006، إذ اختفى فجأة عن الساحة الشعبية وصرح إنه تاب إلى الله واعتزل الغناء، وأصدر ألبوما للإنشاد الإسلامى تحت عنوان “أنا راجع” إصدار شركة “هاى كواليتى” للإنتاج الفنى، وفى عام 2012 عرَض ألبوما إنشاديا آخر تحت عنوان “بين السطور”.
وبعد أن احتفى التيار الدينى والسلفى بقرار النجم، يفاجئونا هذه الأيام ليرجع مرة ثانية للساحة الفنية بألبوم شعبى جديد، ليحيى ذكرى شهرته ومجده السابقة.