موعد القمة العربية في الجزائر 2022 هل تم تأجيلها .. تؤكد الجزائر أنها تظل التحضير لعقد الأوج العربية، المقررة في الأكبر من تشرين الثاني/تشرين الثاني الآتي بعد إرجاء حياته ثلاث سنين.
وتقول السلطات الجزائرية إنها استكملت مختلَف الإستعدادات اللوجستية، تزامناً مع استعداد الرئاسة الجزائرية لإرسال مبعوثين خاصين إلى زعماء وملوك دول المنطقة العربية، مطلع تشرين الأول/تشرين الأول الآتي، لتسليمهم صلوات رسمية لحضور الذروة.
موعد القمة العربية في الجزائر 2022 هل تم تأجيلها
وفيما تحدث دبلوماسيون عرب، في القاهرة عاصمة مصر، في أحاديث معزولة لـ”العربي الجديد”، عن أن هناك اتجاهاً لتأخير عصري للقمة إعتباراً للأوضاع السياسية الراهنة بين قليل من الحكومات العربية”، يؤكد دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية الجزائرية بأن الجزائر “لا تلقي اهتماماً بالأقاويل”.
وقد كان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أفصح، في لقاء صحافي حتى الآن محفل مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ157 بالقاهرة، في 9 مارس/ آذار الفائت، أن وزراء الخارجية العرب وافقوا بالإجماع على تم عقده القمة العربية، على نطاق المديرين، في جمهورية الجزائر في الأكبر من نوفمبر/ نوفمبر المقبل.
لدى الجزائر عدة تأكيدات من قادة وملوك عرب بالمشاركة شخصياً في القمة
وأكد المنبع بوزارة الخارجية الجزائرية، لـ”العربي الجديد”، أن “تحضيرات القمة تجري على نحو طبيعي ونمط جيد”. وواصل: “هناك تنسيق رفيع مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والأمين العام أحمد أبو الغيط كان قد زار جمهورية الجزائر قبل مدة قصيرة، واطلع على كل التحضيرات اللوجستية المتعلقة بالقمة، وعبر عن سعادته بما تتاح أعلاه جمهورية الجزائر من منشآت رفيعة تليق بمستوى الذروة والمديرين والملوك العرب”.
تأكيدات للجزائر بمساهمة رؤساء وملوك بالقمة
وأشار المصدر حتّى “جمهورية الجزائر تملك وافرة تأكيدات من زعماء وملوك عرب بالحضور شخصياً إلى جمهورية الجزائر، بالنظر الى لزوم الذروة وتوقيتها في صلة بالراهن العربي، والحاجة الى هذا المؤتمر لنقاش القضايا العربية”.
وفيما يتعلق الأمر السورية، حديثين الأصل التأكيد على تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون الأخيرة، والتي قال فيها إن مكوث سوريا خارج المجموعة العربية لم يعد مقبولاً ولا مبرراً، خصوصاً في حضور وجود تبدل لافت في مواقف عديد دول المنطقة العربية تجاه الروابط مع جمهورية سوريا.
وشدد إلى أن هنالك تفهماً للموضوع، حتى من قبل السوريين أنفسهم، ما يقصد أن الجزائر سوف تكون متجاوبة إزاء التوافق العربي حول الملف السوري، مثلما أن هناك آليات معروفة في الشغل العربي المشترك تنظم ذاك الشأن.
وتعقيباً على ما يثار بخصوص القضايا الخلافية التي قد تطرح في سياق انعقاد الذروة، قال المنشأ في الخارجية الجزائرية: “في الغالب لا نلقي اهتماماً بتلك الأقاويل”.
وأضاف أن “الشكوك التي تسعى قليل من الأطراف إثارتها بشأن قمة جمهورية الجزائر، واضح منشأها فيما يتعلق للجميع، وهي ليست جديدة، ولا ترتبط القمة العربية، لكن كل وقع تستضيفه الجزائر. مثلما أنه معروف غاياتها السياسية في الإبقاء على مزيد التشرذم العربي، ومقصدها التشويش السياسي ليس سوى، مثلما أن مقصدها ليس الذروة، غير أن لأنها ستعقد في جمهورية الجزائر”.
تنسيق لضمان نجاح القمة
وأكد الأصل حتّى التنسيق حاضر بين دولة الجزائر والأمانة العامة للجامعة العربية لضمان أعلى مستويات توفيق القمة القادمة. في المقابل، قال دبلوماسي مسؤول بموضع الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة، لـ”العربي الجديد”، إنه “حتى هذه اللحظة كل الدلائل تتزعم صوب تأجيل مودرن للقمة، بسبب معدّل التمثيل المقرر له أن يكون على نطاق القادة”. وكان من المعتزم أن تعقد الذروة العربية على نطاق القادة أثناء شهر آذار/آذار السابق بالجزائر، سوى أنها أُرجئت بسبب وباء كوفيد 19، مثل الكثير نسختي 2020 و2021.
وبحسب الدبلوماسي العربي فإن “العلامات التي وردت إلى دولة الجزائر بصدد تمثيل كميات وفيرة من الدول المشاركة، جعل الريادة الجزائرية تفكر في المراجعة فيما يتعلق انعقاد القمة، بعدما أظهرت الشواهد الأولية غياب عدد من الزعماء العرب عن الأوج، واكتفاءهم بإرسال مندوبين من رؤساء الوزارات ووزراء الخارجية”.
وتحدث دبلوماسي عربي أجدد، تتم لـ”العربي الجديد”، إن “الاتجاه لتأخير عصري للقمة العربية آخذ في التصاعد ضِمن دوائر تصنيع الأمر التنظيمي الجزائري أخيراً”. ولفت على أن ذاك الاتجاه “لا يتوقف على ضعف التمثيل من ناحية الدول العربية الأعضاء فقط، ولكن هنالك عوامل أخرى، يأتي في صدارتها فشل تبون في إقناع مراكز الثقل داخل الجامعة بإيقاف تعليق مشاركة سورية”، على حد وصفه.
وكان الأمين العام المعاون لجامعة الدول العربية الملحق الدبلوماسي حسام زكي أكد، في إفادات صحافية أخيراً، أنه “لا يبقى وقت محدد يمكن إعلانه عن رجوع سورية لجامعة الدول العربية، حيث إنه ليس أمراً بعيداً، ولكنه ليس بعد وقت قريبً أيضاًً. فالأمر لم يحسم عقب، وغير ممكن تحديد إطار زمني له”.
وواصل الدبلوماسي العربي أن “مبادرات تبون لم تجدي في زحزحة وضعية بعض القوى الأساسية في الجامعة بما يختص رجوع دمشق، في الزمان الذي تتمسك فيه الجزائر، بكونها البلد المضيفة، باستدعاء سوريا للقمة، وهو الأمر الذي كان سببا في نقل عدد من الزعماء العرب المعارضين لتلك الخطوة، إشارات بعدم حضورهم”.
وأعلن الدبلوماسي العربي عن “رسالة جزائرية أخيراً للأمين العام للجامعة، مفادها أن قدوم سوريا طوال الدورة 31 شرط رئيس للجزائر لاستضافتها”.
وتحدث إن “جمهورية الجزائر ترى أن استمرار تعليق عضوية سورية بالجامعة أمر لم يعتبر مقبولاً ولا مفهوماً، خاصة بعد ما انفتحت حكومات خليجية على نظام الحكم في سوريا في النهايةً، على الرغم من تبنيها موقفاً عدائياً منه”.
وضعت مصادر جزائرية التشكيك بانعقاد الذروة العربية بموعدها في ظل التشويش السياسي
وكانت الجامعة العربية قد علقت عضوية جمهورية سوريا اعتباراً من تشرين الثاني/تشرين الثاني 2011، راهنة عودتها بالتزام الإطار بتأدية تعهداته لحل الأزمة، استناداً لخطة الشغل العربية.
تباينات عربية بشأن مجموعة من القضايا
من ناحية أخرى، أكد دبلوماسي عربي آخر أن “الوضعية العربية برمتها ما تزال غير مؤهلة لعقد الذروة، نتيجة لـ التباينات الواسعة بين الحكومات والقادة العرب بخصوص مجموعة من القضايا، ورغبة زيادة عن طرف عربي وخليجي في فريضة أنفسهم كقادة للمنظومة العربية، متجاهلين القوى العربية التاريخية”. وبيّن أن ذاك المسألة “يزعج جمهورية الجزائر كثيراً، وهو الذي يجعلها متمسكة بطلب حضور سورية طوال الذروة القادمة”.
ويمثل عدم تواجد التوافق العربي عن طاولة الجامعة العربية، عقبة أساسية أمام القمة المؤجلة منذ 3 سنين. ووفقاً للمنشأ ذاته فإن “إلمام الجزائر، التي تتبنى موقفاً معارضاً للتطبيع مع إسرائيل، أن مغادرة خطبة نهائي يدين إسرائيل بأسلوب جلي يفتح الباب في مواجهة حالة عربي حقيقي داعم للقضية الفلسطينية، يعزز ظرف أصحاب الوجهة لإرجاء اجتماع الجامعة داخل أروقة صناعة المرسوم الجزائري”.
وتحدث دبلوماسي مصري سالف إن ثمة “زيادة عن نقطة عكس بين مجموعة من دول الوطن العربي، منها محنة الصحراء، والقضية الفلسطينية، وعودة الجمهورية السورية إلى مقعدها بالجامعة”.
وعلل أن “إرتباك الأواصر بين الجزائر والرباط، في ما يتعلق بأزمة الصحراء، وإبرام الأخيرة اتفاقيات مع جمهورية الانتزاع الإسرائيلي، قد يشكلان عوائق أمام التئام الذروة في موعدها”. وأشار على أن “توقيع الرباط وتل أبيب على اتفاقية أمنية، في حضور إرتباك العلاقات بين الجزائر والمغرب، يجعل دولة الجزائر تشعر بالقلق والتهديد لأمنها القومي”.