اسعار المواد الغذائية في الجزائر 2022 بالجدول .. قفزت أسعار الكثير من المأكولات والمشروبات المنتجة بالخارج واسعة الاستهلاك في الجزائر، بمعدل تزيد على 150 في المائة، جراء الرسوم الجمركية المرتفعة أسفل علة تأمين المنتج الأهلي، في حين لم يستطيع المنتجون من توفير مطلب السوق.
اسعار المواد الغذائية في الجزائر 2022 بالجدول
وجاء هذا تزامنا مع تقهقر عظيم في معدلات الشراء واكتفاء شريحة هائلة من الجزائريين بمشاهدة المنتجات في واجهات المحال خلال عيد موسم الحج، في حضور تضاؤل القدرة الشرائية.
وفي جولة لـ”العربي الجديد” على الأسواق، وضح صعود أسعار الكثير من المواد المنتجة بالخارج، مضاهاةً بالعام الماضي، فأسعار البندق بدأت بـ5 آلاف دينار، وصولاً إلى 6000 دينار للكيلوغرام الفرد (41 دولاراً)، واللوز دون القشرة بـ 2500 دينار(17 دولاراً)، والفستق بـ 4000 دينار (27 دولاراً)، والمشمشية 1200 دينار للكيلوغرام (8.5 دولارات)، فيما وثبت أسعار الأجبان المستوردة بأكثر من سبعمائة دينار (4.2 دولارات) للكيلوغرام الفرد.
ويؤكد ابراهيم معتوق، رئيس شعبة المواد الغذائية في القاعة التجارية في العاصمة الجزائرية، أن “ثمة وضع عام من الكساد التي تضرب متاجر هذا العام نتيجة لـ تزايد التكاليف”. ويضيف لـ”العربي الجديد” أن “معظم البائعين لم يستطيعوا تصريف زيادة عن 30 بالمائة من جملة مشترياتهم، بصرف النظر عن مرور رمضان وحلول عيد الأضحى الذي يصعد فيهما عادة الإقبال على المكسرات والفواكه المجففة والأجبان والشوكولاتة”.
ويعود معتوق عوامل ارتفاع الأسعار إلى عدة عوامل، منها “ارتفاع التعريفة الجمركية على تلك النوعية من السلع، باعتبارها سلعا كمالية”، لافتاً إلى أن “ثمة ايضاً سبباً ملتوي، فعند مبالغة الأثمان يضطر صاحب المتجر إلى تخفيض قدر مشترياته، ما يشير إلى ارتفاع الأثمان الثابتة، التي تنعكس بدورها على سعر المستهلك في التتمة، إضافة إلى ذلك مبالغة أسعار النقل التي أثرت على الفورً بأسعار السلع في جمهورية الجزائر”.
ويقول جمال الدين حمزة، بائع في شارع “المنظر الجميل” المشهور ببيع المأكولات والمشروبات لـ”العربي الجديد”، إن “كمية المبيعات في تراجع عن العام السالف بحجم خمسين إلى 60 %، بسبب زيادة الأثمان وضعف القدرة الشرائية. فأصحاب المداخيل المتوسطة والمنخفضة، كانوا حرصاء على عدم حرمان طاولاتهم المكسرات والأجبان وغيرهما من المواد، عن طريق شراء أوزان بسيطة من نوعيات محددة، كالفستق والبندق والكاكاو وجبن الروكفور الفرنسي والجبن السويسري المثقوب فسيح الاستهلاك”.
واعتاد عمر بوغليط، وهو مستوظف في إحدى الشركات العمومية، منذ أعوام على شراء المكسرات وغيرها من المأكولات والمشروبات الثانوية، ويؤكد لـ”القلعة ” أن “الأسعار زادت بحجم 300 بالمائة على بعض المواد”، موجها إلى أن أن “انخفاض القدرة الشرائية دفعه إلى تقليل الكميات التي كان يشتريها عادة”.
ويقول المدني الجزائري إن “الدخل لا يكفي هذه اللحظة لشراء مثل هذه الكماليات، حيث خرجت المكسرات والشوكولاتة وقليل من الأجبان من الفهرس في أعقاب مبالغة تكاليفها، بالإضافة إلى بعض أنواع العصائر الصناعية المنتجة بالخارج”.
وكانت الحكومة الجزائرية قد عزمت رفع تجميد الرسوم عن الكثير من المواد المستوردة مستهل السنة الحالية، فقط مثل البضائع الغذائية والزراعية، الفواكه، بالإضافة إلى العصائر والمشروبات وموادّ التجميل.
وفرضت الحكومة على استيراد هذه السلع وغيرها أتعابً جمركية تحت مسمى “الرسم الجمركي الوقائي المؤقت”، يراوح ما بين ثلاثين إلى 200 %، ما اضطر المستوردين وتجّار الجملة إلى إعلاء أسعار المنتجات لضمان هامش ربح جيد مع تطبيق الممارسات العصرية.
ويرى عبد الوهاب جعفر شريف، بائع تقسيم، أن “موجة من الكساد ضربت تجارته بـ 50 في المائة نتيجة زيادة الأسعار، مع عدم تمكن الناس من الشراء، بشكل خاص أن المكسرات والأجبان تعتبر من الكماليات”، على حاجز قوله. وأبدت الجمعية الجزائرية للتجّار والحرفيين تحفظاً على الرسوم المرتفعة والعالية التي مسّت الموادّ المستوردة، وترى أن هذه الرسوم فتحت الميدان للاحتكار وأسفرت عن تزايد الأسعار، ما أثر سلباً بالقدرة الشرائية، وخاصّة إذا لم تستطع الشركات الجزائرية والمنتجون المحليون إعلاء التحدي برفع الإصدار كمّاً ونوعاً. إلى هذا، يشاهد رئيس الجمعية طاهر بولنوار أن “الحكومة مطالبة بمراجعة تلك الضرائب، التي أتت مرتفعة على عدد محدود من الموادّ.
فمثلاً، الرسم الجمركي على سلعة اللوز واسعة الاستهلاك بلغ إلى 40 بالمائة، يضاف إليه الرسم الجمركي الأصلي بخمسة وعشرين في المائة، أي قيمة تلك المادّة زاد زيادة عن 70 % إذا احتسبنا هامش كسب المنتج بالخارج، دون احتساب هوامش ربح أصحاب التجارة”.
ويضيف بولنوار لـ”العربي الجديد” أن “الكود البرمجي نفسه طبق على الكاكاو والشوكولاتة، التي تجاوز رسمها الجمركي الإضافي خمسين %، أي إننا أمام عملية إعزاز للأثمان بطريقة مقنعة”