الاسراء والمعراج والبراق
الاسراء والمعراج والبراق … معجزة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات التي أنعم الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تتضمن العديد من القصص والمواقف التي حدثت، ومنها قصص تتعلق بالبراق والحالة. تسبب في الكثير من القصص عنه، فما هو براك؟ في “قصص إسرائيل والمعراج في الصحراء” لعصام موسى هادي، تشير بعض مصادر الإسلام إلى قصة البراق التي يعتقد أنها أهدتها إليك، وما زال الرسول يفعل ذلك. في ليلة الرحلة الليلية، سيتم نقل النبي محمد من مكة المكرمة في الشجاز إلى المسجد الأقصى والمعراج في القدس.
قال النووي رحمه الله :
” قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْبُرَاقُ: اسْمُ الدَّابَّةِ الَّتِي رَكِبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ، قَالَ ابن دُرَيْدٍ: اشْتِقَاقُ الْبُرَاقِ مِنَ الْبَرْقِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، يَعْنِي لِسُرْعَتِهِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِشِدَّةِ صَفَائِهِ وَتَلَأْلُئِهِ وَبَرِيقِهِ، وَقِيلَ: لِكَوْنِهِ أَبْيَضَ، وَقَالَ الْقَاضِي: يَحْتَمِلُ أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ ذَا لَوْنَيْنِ، يُقَالُ شَاةٌ بَرْقَاءُ، إِذَا كَانَ فِي خِلَالِ صُوفِهَا الْأَبْيَضِ طَاقَاتٌ سُودٌ، قَالَ: وَوُصِفَ فِي الْحَدِيثِ بِأَنَّهُ أَبْيَضُ، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ نَوْعِ الشَّاةِ الْبَرْقَاءِ، وَهِيَ مَعْدُودَةٌ فِي الْبِيضِ ” .
انتهى من “شرح النووي على مسلم” (2/ 210) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
” وَيَحْتَمِلُ أَنْ لَا يكون مشتقا، قَالَ ابن أَبِي جَمْرَةَ: خُصَّ الْبُرَاقُ بِذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى الِاخْتِصَاصِ بِهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ أَنَّ أَحَدًا مَلَكَهُ، بِخِلَافِ غَيْرِ جِنْسِهِ مِنَ الدَّوَابِّ، قَالَ: وَالْقُدْرَةُ كَانَتْ صَالِحَةً لِأَنْ يَصْعَدَ بِنَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ بُرَاقٍ، وَلَكِنْ رُكُوبَ الْبُرَاقِ كَانَ زِيَادَةً لَهُ فِي تَشْرِيفِهِ، لِأَنَّهُ لَوْ صَعِدَ بِنَفْسِهِ لَكَانَ فِي صُورَةِ مَاشٍ، وَالرَّاكِبُ أَعَزُّ مِنَ الْمَاشِي ” انتهى من “فتح الباري” (7/ 206)
ثانيا:
ورد وصف البراق الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، فروى البخاري (3207)، ومسلم (162)، واللفظ لمسلم، عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، طَوِيلٌ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ ) .
قَالَ: ( فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ )، قَالَ: ( فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ).
وعند ابن خزيمة (301): ( يَقَعُ خُطَاهُ أَقْصَى طَرْفِهِ ) .
والمعنى: يَضَعُ رِجْلَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى ما يرى بَصَره.
“فتح الباري” (7/ 206) .
وعَنْ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِالبُرَاقِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، مُلْجَمًا، مُسْرَجًا، فَاسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: ( أَبِمُحَمَّدٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ فَمَا رَكِبَكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْهُ ) قَالَ: ” فَارْفَضَّ عَرَقًا “.
وصححه الألباني في “صحيح الترمذي”.
وهذا مع قوله : ( فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ) يدل على أنه كان يركبه الأنبياء قبل نبينا، صلى الله عليهم وسلم
آية الإسراء والمعراج
أخْرج البخاريُّ ومسلم – واللفظ لمسلم – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنَّ رسولَ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((أُتيت بالبُراق، وهو دابَّة أبيضُ طويل، فوق الحمار ودون البغل، يضَع حافره عندَ منتهى طرفه.. قال: فركبتُه حتى أتيتُ بيت المقدس، قال: فربطتُه بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال: ثم دخلتُ المسجِد، فصليتُ فيه رَكعتين، ثم خرجتُ فجاءني جبريلُ – عليه السلام – بإناء مِن خمر، وإناء مِن لبن، فاخترتُ اللبن، فقال جبريل – صلَّى الله عليه وسلَّم -: اخترتَ الفِطرة، ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتَح جبريل، فقيل: مَن أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقدْ بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه، ففُتِح لنا، فإذا أنا بآدم، فرحَّب بي ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السَّماء الثانية، فاستفتح جبريلُ – عليه السلام – فقيل: مَن أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابنَيِ الخالة: عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكرياء – صلوات الله عليهما – فرحَّبَا ودَعوَا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء الثالِثة، فاستفتح جبريل، فقيل: مَن أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف – صلَّى الله عليه وسلَّم – إذا هو قد أُعطي شطرَ الحسن، فرحَّب ودعَا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل – عليه السلام – قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قال: وقد بُعِث إليه؟ قال: قدْ بُعِث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإدريس، فرحَّب ودعَا لي بخير؛ قال الله – عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ﴾ [مريم: 57]، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل، قيل: مَن هذا؟ فقال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمَّد، قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بهارون – صلَّى الله عليه وسلَّم – فرحَّب ودعَا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل – عليه السلام – قيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومَن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بُعِث إليه؟ قال: قد بُعِث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى – صلَّى الله عليه وسلَّم – فرحَّب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء السابِعة، فاستفتح جبريل، فقيل: مَن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – قيل: وقدْ بُعِث إليه؟ قال: قدْ بُعِث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم – صلَّى الله عليه وسلَّم – مسندًا ظهرَه إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخلُه كل يوم سبعون ألف مَلَك لا يعودون إليه، ثم ذهب بي إلى السِّدرة المنتهى، وإذا ورقُها كآذانِ الفِيلَة، وإذا ثمرُها كالقلال؛ قال: ((فلَمَّا غشِيَها من أمْر الله ما غشِي تغيَّرتْ، فما أحد مِن خلق الله يستطيع أن ينعتها مِن حسنها، فأوحى الله إليَّ ما أوحى، ففَرَض عليَّ خمسين صلاةً في كلِّ يوم وليلة، فنزلتُ إلى موسى – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: ما فَرَض ربُّك على أمَّتك؟ قلت: خمسين صلاة، قال: ارجعْ إلى ربك فاسأله التخفيف، فإنَّ أمَّتَك لا يُطيقون ذلك، فإني قد بلوتُ بني إسرائيل وخبرتهم، قال: فرجعتُ إلى ربي، فقلت: يا ربِّ، خفِّف على أمتي، فحطَّ عني خمسًا، فرجعتُ إلى موسى، فقلت: حطَّ عني خمسًا، قال: إنَّ أُمَّتك لا يُطيقون ذلك، فارجعْ إلى ربك فاسأله التخفيف، قال: فلم أزلْ أرجع بين ربي – تبارك وتعالى – وبين موسى – عليه السلام – حتى قال: يا محمد، إنهنَّ خمسُ صلوات كلَّ يوم وليلة، لكلِّ صلاة عشر، فذلك خمسون صلاة، ومَن هَمَّ بحسنة فلم يعمَلْها كتبت له حَسَنة، فإنْ عملها كُتبت له عشرًا، ومَن همَّ بسيئة فلم يعملْها لم تُكتب شيئًا، فإنْ عَمِلها كُتبت سيِّئة واحدة، قال: فنزلت حتى انتهيتُ إلى موسى – صلَّى الله عليه وسلَّم – فأخبرتُه، فقال: ارجعْ إلى ربِّك فاسأله التخفيف، فقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: فقلت: قدْ رجعتُ إلى ربي حتى استحييتُ منه.