اعمال شهر رمضان … اعلم انّ أجدر الاعمال في ليالي شهر رمضان وأيّامه هو تلاوة كتاب الله الخاتم، وينبغي الاكثار من تلاوته في ذلك الشّهر، ففيه كان إنخفاض القرآن، وفي الحوار: “انّ لجميعّ شيء ربيعاً، وربيع القرآن هو شهر رمضان”

 

ويستحبّ في مختلَف الايّام ختم القرآن ختمة واحدة في مختلفّ شهر، وأصغرّ ما ري في هذا هو ختمة في جميعّ ستّة أيّام، وامّا شهر رمضان فالمسنون فيه ختمه في جميعّ ثلاثة أيّام، ويحسن إن تيسّر له أن يختمه ختمة في جميعّ يوم، وروى العلامة المجلسي (رحمه الله) انّ قليل من الائمة الاطهار (عليهم الطمأنينة)

 

كانوا يختمون القرآن في ذلك الشّهر 40 ختمة واكثر من هذا، ويضاعف مكافأة الختمات ان أهديت الى أرواح المعصومين الاربعة عشر يختصّ كلّ من بينهم بختمة، ويوضح من عدد محدود من الرّوايات انّ أجر مهديها أن يكون بصحبتهم في الآخرة.

وليكثر المرء في ذلك الشّهر من الدّعاء والصّلاة والاستغفار، ومن قول “لا اِلـه سوىّ اللهُ”، وقد ري انّ زين العابدين (عليه أفضل السلام) كان اذا دخل شهر رمضان لا يتكلّم سوىّ بالدّعاء والتّسبيح والاستغفار والتّضخم، وليهتم اهتماماً بالغاً بالمأثور من العبادات ونوافل اللّيالي والايّام.

الثالث:

روى الكليني في الكافي عن أبي بصير قال: كان الصّادق (عليه السلام) يدعو بهذا الدّعاء في شهر رمضان:
“اَللّـهُمَّ اِنّي بِكَ وَمِنْكَ اَطْلُبُ حاجَتي، وَمَنْ طَلَبَ حاجَةً اِليَ النّاسِ فَاِنّي لا اَطْلُبُ حاجَتي إلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَاَساَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوانِكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وأهْلِ بَيْتِهِ، وَاَنْ تَجْعَلَ لي في عامي هذ اِلى بَيْتِكَ الْحَرامِ سَبيلاً، حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقبَّلَةً زاكِيَةً خالِصَةً لَكَ، تَقَرُّ بِها عَيْني، وَتَرْفَعُ بِها دَرَجَتي، وَتَرْزُقَني اَنْ اَغُضَّ بَصَري، وَاَنْ اَحْفَظَ فرْجي، وَاَنْ اَكُفَّ بِها عَنْ جَميعِ

مَحارِمَكَ، حَتّى لايَكُونَ شَيءٌ آثَرَ عِنْدي مِنْ طاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ، وَالْعَمَلِ بِما اَحْبَبْتَ، وَالتَّرْكِ لِما كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ، وَاجْعَلْ ذلِكَ في يُسْر ويسار عافِيَة وَما اَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَاَساَلُكَ اَنْ تَجْعَلَ وَفاتي قَتْلاً في سَبيلِكَ، تَحْتَ رايَةِ نَبِيِّكَ مَعَ اَوْلِيائِكَ، وَاَسْاَلُكَ اَنْ تَقْتُلَ بي اَعْداءَكَ وَاَعْداءَ رَسُولِكَ، وَاَسْاَلُكَ اَنْ تُكْرِمَني بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَلا تُهِنّي بِكَرامَةِ اَحَد مِنْ اَوْلِياءِكَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْ لي مَعَ الرَّسُولِ سَبيلاً، حَسْبِيَ اللهُ ما شاءَ اللهُ”.

وهذا الدّعاء يسمّى دعاء الحجّ، وقد رواه السّيد في الاقبال عن الصّادق (عليه السلام) لليالي شهر رمضان بعد المغرب، وقال الكفعمي في البلد الامين: يُستحبّ الدّعاء به في كلّ يوم من رمضان وفي أوّل ليلة منه، وأورده المفيد في المقنعة في خصوص اللّيلة الاُولى بعد صلاة المغرب.
لرابع:روي أنَّكَ تقول بَعد كُل ركعتين مِن نوافل شَهر رَمَضان: “اللّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ، وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ، أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ، المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي طاعَتِكَ، وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي، ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ”.

الخامس:

ينبغي الاكثار مِن تلاوة القرآن الكَريم اذا دَخَلَ شَهر رمضان، وَروي أنَّ الصادق (عليه السلام) كانَ يَقول قبلما يتلو القرآن: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هذا كِتابُكَ المُنْزَلُ مِنْ عِنْدِكَ عَلى رَسُولِكَ مُحمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ)، وَكَلامُكَ النَّاطِقُ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ، جَعَلْتَهُ هادِياً مِنْكَ إِلى خَلْقِكَ، وَحَبْلاً مُتَّصِلاً فِيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبادِكَ.


اللَّهُمَّ إِنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَكِتابَكَ، اللَّهُمَّ فاجْعَل نَظَرِي فِيْهِ عِبادَةً، وَقِراءَتِي فِيْهِ فِكْراً، وَفِكْرِي فِيْهِ اعْتِباراً، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ اتَّعَظَ بِبَيانِ مَواعِظِكَ فِيْهِ، وَاجْتَنَبَ مَعاصِيَكَ، وَلا تَطْبَعْ عِنْدَ قِراءَتِي عَلى سَمْعِي، وَلا تَجْعَلْ عَلى بَصَرِي غِشاوَة
وَلا تَجْعَلْ قِراءتِي قِراءةً لا تَدَبُّرَ فِيها، بَلْ اجْعَلْنِي أَتَدَبَّرُ آياتِهِ وَأَحْكامَهُ، آخِذاً بِشَرايِعِ دِينِكَ، وَلا تَجْعَلَ نَظَرِي فِيْهِ غَفْلَةً، وَلا قِراءتِي هَذَراً، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ”. ويَقول بَعد ما تفرغ من تلاوته: “اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ ما قَضَيْتَ مِنْ كِتابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ الصَّادِقِ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَلَكَ الحَمْدُ رَبَّنا. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِلُّ حَلالَهُ وَيُحَرِّمُ حَرامَهُ، وَيُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشابِهِهِ
وَاجْعَلْهُ لِي أُنْساً فِي قَبْرِي وَأُنْساً فِي حَشْرِي، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تُرَقِّيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَءَها دَرَجَةً فِي أَعْلى عِلِّيِّينَ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ”.