شعار عاشوراء البحرين 1442 هجري 2021 ميلادي … وبشر الصابرين .. هو الرمز الذي رماه العلماء في البحرين إحياء لذكرى استشهاد سبط الرسول الأكرم الإمام الحسين بن علي “ع” في مناسبة كربلاء الأليمة.

وتحدث علماء البحرين في خطاب الافتتاح اليوم يوم السبت (25 تموز/يوليو 2020) “ننشر للمؤمنين والمؤمنات وكلِّ الأحرار وعشَّاق الإمام الحسين فوق منه السَّلام، الشِّعار السَّنوي لعاشوراء 1442 هـ 2020 م في البحرين، وهو قول الله العزيز الحكيم: وبشر الصابرين سورة البقرة:١٥٥.

شعار عاشوراء البحرين 1442 هجري 2021 ميلادي

وواصل الخطاب “مِن بشارَة الفَتح الحُسينيّ والصَّبْر الزَّينبيّ، ينطلقُ رمز ذلك العام وفاءًا لذلك العَهْد، وولاءً لذا الطَّريق، وصولًا لوعدِ الله في مُحكم كتابه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”.

وأكمل الخطاب “بشارَة تجيء حتى الآنَ الصَّبر الجَجاهزية الذي عَلَّمته سيدة النَّصر الكربلائي لجميعِّ السَّائرين على سبيل الطَّف، الذينَ صبروا الصَّبر العمليّ المقرونِ بالجدّ والعمل رُغم مشاق الطّريق الذي لايُرى فيه إلَّا كلَّ جَقابلية.”

وتابع “مِن تحمل الإمام الحسين فوقه السَّلام نفهم حقيقة الصَّبر ومقام الصَّابِرين لدى الله تبارك وتعالى، ذاك المقام الكبير الذي يتصدَّره الأنبياء والرُّسل والأولياء والمصلحين أثناء التَّاريخ”.

الصَّبر الذي هو القدرة والقوة التي ينتجها العلم واليقين والعقيدة والإيمان بالله واليومِ الآخر، وبأنَّ كلَّ الخلق لله وراجع إلى الله، هذه الرُّؤية الكونية التَّوحيدية التي تغرف النَّفس منها الطَّمأنينة والثِّقة في أحلك الظُّروف وأشد النكبات والصِّعاب.

تحمل هذا الفتى الذي يشاهد الوفاة في طريق الحق أحلى من عسل النحل، وتحمل زينب التي ما رأت إلَّا جميلًا، والأكبر الذي لا يبالي مادام على الحق، والأنصار الذين يريدون لو يقتلون 70 مرة دون إمام الحق، والإمام الحسين العطشان بعدما ذاق مرارة كلِّ هذه الحوادث التي تهدُّ المناطق الجبلية هدًا، وإذا به في الرّمق الأخير يقول: “خبطةًا بقضائك وتسليمًا لأمرك لا معبود سواك”.

ونوه علماء البحرين حتّى اختيار رمز العاشر من شهر محرم البحرين للعام الهجري 1442 “وبشر الصابرين” يجيء:

للتأصيل الفكري والمنهجي، وبيان حقيقة الصَّبر الموجبّ الصَّناع، وكيف يكون جلَدًا تلحقه البشارة الإلهيَّة. وضخ الدراية والرؤية بمآلات الصَّبر الإيماني القرآني الحسيني على واقع الواحد والمجتمع والأمة.

لمقاربَة سبيل ذات الشَّوكة والتَّضحيات والصَّبر فوق منه للوصول إلى البُشرى، ولذا عن طريق التَّذكير بمجد الأمَّة ورجالها وبشارات ميادينهم التي جاءت مِن ذلك الصَّبر الذي كانَ الدماغ في حين حقَّقوه مِن عزَّةٍ للإسلام، والتَّأسي بمسيرِ والدي عبدالله الإمام الحُسين وصحبه المخلصين في سبيل الله عزَّ وَجلَّ مهما ضاقَ الحصار واشتدَّ الاستكبار، واستحضار تجليات الفتح الحسيني، والإنتصارات المعاصرة والمرحليَّة، وصولًا لسطوع نور إنتظر واستمرَّة الله الأعظم.

للصبر الأكيد الشَّديد وراء الريادة الشَّرعية تتمثل في زعامة المعصوم النَّبيِّ الخاتم (صلَّى الله أعلاه وآله) والأئمة الطَّاهرين مِنْ بعده (عليهم السَّلام)، والامتداد الشَّرعي يقاد من قبل الفقيه العادل.

لترسيخ النَّموذج الزَّينبي الصَّابر على التَّمسك بالدِّين والعفاف والحجاب في أحلك الظُّروف.

لتدعيم التَّواصي بالحقِّ والتواصي بالصَّبر بين الأهل، والأحبَّة، والمجتمع في وجه الطَّاغوتيَّة في الأرض.

لوقفةُ ثناءٍ وإكبارٍ واعتزازٍ بجميعِّ المضحّين للدِّين وعزَّة الإنسان وكرامتِه في تلك الأرض الطَّيبة من شهداء أبرار، وأسرى أحرار، وجرحى، ومهجَّرين في طريق الله، ولكلِّ عوائلهم الصَّابرة المحتسبة.

ودعا علماء البحرين أهل العلم والخطابة الحسينيَّة والشُّعراء والرواديد والرَّسامين والمُصوِّرين والمصممين والفنيِّين وعموم المبدعين والمؤسَّسات والشَّخصيات والمشاهدين الحسيني الكريم إلى الإسهام والتَّعاون والتَّآزر على تحريك مراسلات الشِّعار وأهدافه في أرض الواقع، والإسهام الجَّاد في تدعيم تشييد مجتمع الصابرين.