سوق الغنم عيد الاضحى في ليبيا 2021 .. ذات واحدة من متاجر بنغازي في شرق ليبيا، يشكو أحمد عامر من شجع واحد من أصحاب متاجر الأغنام جراء اشتراطه البيع بالصكوك والبطاقات البنكية بأثمان تجتاز الدفع نقدا.
وينتظر ذوو الكسب المقيد في بنغازي -حتى ساعات متأخرة من ليلة العيد- هبوط أسعار الأضاحي، إذ يضطر عدد محدود من أصحاب المتاجر للتخفيض في التكاليف لما توجد من مواشيهم.
سوق الغنم عيد الاضحى في ليبيا 2021
يقول عامر للجزيرة نت “اشترينا اليوم من واحد من أصحاب المتاجر ثلاثة خرفان بقيمة 1200 دينار ليبي للخروف الشخص (باتجاه 266 دولارا بتكلفة السوق السوداء) واضطررنا للدفع بالصكوك لعدم تقدم السيولة المالية في بنوك بنغازي”.
ونعت وصور عامر أسعار الخروف الأهلي بالمرتفعة مضاهاة بالسنين السابقة، إذ بلغ قيمة الخروف الأهلي إلى ألفين دينار (باتجاه 444 دولارا) في حين وصل ثمن الخروف المنتج بالخارج صوب ثمانمائة دينار (باتجاه 170 دولارا).
وطالب عامر السلطات بتحديد قيمة مشترَك لأضاحي العيد لمقاتلة جشع أصحاب التجارة الذين يحددون الأثمان استنادا لرغباتهم.
وقد كانت معالم عيد موسم الحج في بنغازي تبدأ بانتشار الباعة المتجولين الذين يركنون أجهزة الشواء والذبح على الطريق إعلانا وتنبيها باقتراب أيام العيد.
وباتت تلك الأعراف نادرة جراء الطوارئ المتواصلة في بنغازي وانشغال الناس بالحرب، بالفضلا على ذلك اقتران تلك العادات بما كان أعلاه الشأن قبل المعركة من انتعاش في أماكن البيع والشراء التجارية وتتيح السيولة المالية والاستقرار الأمني.
ندرة السيولة
ويرى عضو المجلس الأعلى للجمهورية كمال الجطلاوي أن التداول بالصكوك والبطاقات البنكية يستأنف انعدام السيولة في البنوك التجارية في شرق ليبيا وانعدام الثقة بين أصحاب المتاجر والحكومة.
واعتبر الجطلاوي في تصريحاته للجزيرة نت أن الرسم المفروض على الدولار في البنوك التجارية أسهَم بشكل ملحوظ في تقليل الفارق الهائل بين البيع نقدا والبيع بالصكوك.
وشدد الجطلاوي أن من أجدر منجزات المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق تكليف ضرائب على بيع الورقة النقدية الأجنبية لتلبية وإنجاز توازن نسبي وهبوط في التكاليف.
وواصل أن إدارة الدولة فتحت اعتمادات لاستيراد الأضاحي دون إعفاء من الضرائب حتى تستفيد الخزانة العامة للجمهورية وتحقيق مسابقة وهبوط في الأثمان في مكان البيع والشراء والتقليص من تهريب الأضاحي إلى الخارج.
واعتبر أن الرصد من قبل حكومة الوفاق كانت ذاك العام بضمان صحة الأضاحي المنتجة بالخارج وفتح الاعتمادات لكل أصحاب المتاجر دون استثناء بثمن رسم التحصيل نفسه المفروض من قبل حكومة الوفاق ومصرف ليبيا المركزي.
إمتناع عن الشراء
وعزف مواطنون عن شراء ملابس العيد لعائلاتهم إذ اقترنت مع شراء الأضحية في وجود قلة تواجد السيولة النقدية والحالة الاستثمارية والطموح المتدهورة جراء الموقعة على تخوم طرابلس.
ويقول عيسى علي الذي التقته الجزيرة نت في مكان البيع والشراء “مرتبي الضماني الذي يصل بحوالي أربعمائة دينار (صوب تسعين دولارا) لم يهبط منذ 3 شهور وهو لا يكفي لشراء خروف اليوم الوطني نتيجةً لزيادة قيمته ذلك العام”.
وأفاد عيسى -وهو معاق ينتقل مشيا على عكازين- بأن أطفاله السبعة حرموا ذلك العام من شراء ملابس العيد جراء المصاريف الجسيمة التي صرت تثقل كاهل العائلات الليبية في جميع عيد.
وأردف والحزن يملأ عينيه “لن نصبح سعداء في تلك العيد جراء الاشتباكات في طرابلس التي فقدت فيها عدد محدود من أقاربي وهم خيرة شبان مصراتة جراء المعركة على العاصمة”.
واختتم بقوله “نحن سوف ننتصر في تلك المعركة وفي أيام العيد سوف نفرح مع أطفالنا وأقاربنا على الرغم من الوجع”.
تكليفات مرتفعة
من جانبه، أرجع مروان محمد واحد من أصحاب متاجر المواشي الليبيين مبالغة أسعار الأضاحي ذاك العام إلى ازدياد أسعار الأعلاف وتزايد أجور الرعاة الأفارقة وصعوبة نقل أصحاب المتاجر حمولات المواشي من مكان لأخرى لبيعها في أنحاء أكثر زيادة عددية للسكان وإقبالا على الشراء، ضد المدن الضئيلة التي يربي مواطنوها الأغنام.
وواصل صاحب التجارة للجزيرة نت أن عملية النقل مثلا من بنغازي إلى طرابلس صارت عسيرة ومكلفة في وجود أحوال الموقعة ونفوذ اشتباكات طرابلس على أساليب النقل بين في شرق وغرب ليبيا.
وعلل أن تربية الأغنام بكميات محددة ضخمة يفتقر إدخار أحجام أضخم من الأعلاف كل يوم لبرهة تزيد عن 6 شهور، مشيراً إلى أن الخروف الأهلي يربى وهو ضئيل وتزيد مصاريفه في مختلف عام بسبب انعدام انتباه السلطات بالثروة الحيوانية.
توازن في مكان البيع والشراء
بدوره، شدد المدير العام لمركز الوطني للصحة الحيوانية بطرابلس زكريا الختالي أن موانئ ليبيا استقبلت منذ بداية الشهر السالف إلى حاليا نحو 350 1000 رأس من الأغنام المنتجة بالخارج.
واستكمل أن “تلك الأغنام المنتجة بالخارج تحقق نوعا من التوازن في مكان البيع والشراء المحلية في ليبيا، خاصة للمواطنين محدودي الربح في أعقاب الصعود الملحوظ في تكلفة الخروف الوطني الإقليمي”.
ويؤْثر الليبيون الخروف الإقليمي لما يستمتع به من ميزات بينها تميز المراعي التي يتناول منها الأمر الذي يجعل طعمه ألذ وأشهى من الخروف المنتج بالخارج الذي يتناول الأعلاف الصناعية.
من إسبانيا
وتحدث الختالي للجزيرة نت بأن تسعين% من الأغنام استوردتها ليبيا من إسبانيا التي صرت هذه اللحظة المنشأ الأضخم للأغنام في ليبيا، بالفضلا على ذلك استقبال حمولات من الأغنام من رومانيا.