ما هو تعريف الحديث الصحيح لغة واصطلاحًا … يُعرف المحادثة الصحيح المُتّفق على صحّته لدى جميع المُحاجزّثين بأنّه المحادثة مُتّصل السند، بنقل العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى آخره من غير شُذوذٍ ولا علّة،[١][٢] ففي حال توفّرت هذه الشُّروط في المحادثة يُسمّى عندها بالصحيح أو الصحيح لذاته، وإن تخلّف شيءٌ من الشروط الحاضرة بالتّعريف؛ فإنّ الحديث لا يكونُ تملك حديثاً صحيحاً alqalea.com

ما هو تعريف الحديث الصحيح لغة واصطلاحًا

 

يُقسم الحديث الصحيح إلى قسمين، وبيانُهما فيما يجيء

القسم الأكبر: الصحيح لذاته: وهو الحوار الذي توفّرت فيه جميع شُروط المحادثة السليم الواردة في التّعريف، وسيأتي كلامُ الشُّروط في المبحث اللّاحق.
القسم الثاني: الصحيح لغيره: وهو الحديث الذي يوجد فيه قُصورٌ في بعض الشُروط الواجبة في المحادثة الصحيح؛ كالضبط مثلاً، غير أنّ ذلك القُصور يُجبر بتعدّد طُرقه، وقيل: هو الحوار الحسن عند تعدُّدِ طُرقه، فمثلاً إذا جاء عصريٌ له أكثر من إسناد، وكل إسنادٍ منه فيه راوٍ خفيف الضّبط، فيُسمّى تملك حديثاً صحيحاً لغيره إذُ إنّ عوامل الشدة والصحة فيه أتت من خارجه.

شروط الحديث الصحيح alqalea.com

تبقى العديد من الشُروط الضروري توفرها في الحوار حتى يكون صحيحاً، وإن تخلّف إشتراطٌ منها فلا يوصف بالصحة لديها، وهذه الشروط هي: alqalea.com

الاتّصال: وهو أن يكون كُلّ راوٍ قد تلقّاه سادّن هو فوق منه من الرّواة حتّى يبلُغ الحديث قائله، وذلك بصيغةٍ من صيغ التحمُّل الصّريحة بالسماع، كقوله: سمعتُ فلاناً، أو الألفاظ الصّريحة بالاتصال دون الإستماع، أو المُكاتبة، أو الألفاظ المُحتملة للسماع احتمالاً راجحاً؛ كالعنعنة، فيخرُج بهذا الحديث المُرسل، والمُنقطع بأيّ نمطٍ من أنواع الانقطاع؛ كالمُعضل، والمُدلّس، والمُعلّق.
العدالة في جميع الرواة: وهي ملكةٌ تحفزُّ صاحبها على التقوى والطّاعة، وتُبعدهُ عن الذنوب وكُلّ ما يخلُّ بالمروءة، فتخرُج بذلك رواية الفاسق المعهود عنه الكذب بالحديث، أو الفسق بالمعاصي التي لا يدخُلها تأويل؛ كشُرب الخمر، وكذلك مَن يدّعي سماع ما لم يسمعه، ورواية غير المسلم. وممّا لا يقدح في شرط العدالة؛ فعل المُباحات المُجذبّدة عن المُخالفات، وما جرى العرف على النقص والخلل فيها، وفعل الصغائر من الذُنوب؛ لانتفاء العصمة، وفعل المعاصي بالتّأويل منه؛ لاعتقاده إباحتها، وايضا البدعة غير المُكفّرة لصاحبها؛ لاعتقاده الحقّ في هذا.
التجهيز الكامل في كل الرّواة: وذلك عن طريق رعاية الراوي للحديث إمّا في صدره أو كتابه، وأن يكون قادراً على استحضاره عند التأدية، ويخرُج بهذا من يكون غافلاً، وقد ذهب ابنُ حِبّان إلى اشتراط الفقه في الراوي، وأمّا باقي المُحدثين فلا يعتبرون الفقه شرطاً فيه, تابع مع موقع القلعة
عدم الشُذوذ: والشذوذ هو مُخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق وأحفظ منه؛ لأنّه إذا خالفه من هو أولى منه بقوة حفظه كان مقدّماً فوق منه، فيكون الراوي مجروحاً، ويُحكم على الحوار بِالشُذوذ.
عدم العلّة: وقد ذهب عدد محدود منُ المُحدثين إلى جعل هذا الشرط وشرط عدم الشُذوذ شرطاً واحداً، ومعنى هذا الشرط: أن يكون المحادثة سالماً من العِلل القادحة فيه، وهي وصفٌ خفيّ يقدح في الحديث رغم أنّ الظاهر السلامة منها، ويخرُج بذاك الحوار المُعلّل، وتوضح العلّة في الحوار من خلال تتبّع رواياته وطُرقه.

اقرأ ايضاً : أول تدوين رسمي للحديث الشريف كان في عهد

حجيّة الحديث الصحيح

اتفق الفُقهاء والمُحدثين والأُصوليين على حُجيّة الحديث الصحيح وضرورة العمل به، سواءً كان مُتواتراً أو رواه راوٍ واحد، وهذا من الأُمور البديهيّة الفطريّة، إذُ يُعوِّل الإنسان في شؤونه على ما يصله من أنباء من إنسانٍ شخصٍ مرخص بصدقه، واتفق العُلماء على وُجوب الشغل بالحديث السليم إن كان آحاداً في الحلال والحرام، وتعدّدت آراؤهم في المجهود به في العقائد، والمصدر العمل به؛ لأنّه حوارٌ صحيحٌ يُفيد العلم القطعيّ فيوجب الاعتقاد، وهو قول أهل السُّنة. alqalea.com

ومما يدُلّ على وُجوب الشغل به قوله -هلم-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وأيضا قول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدِينَ الهادِينَ عَضُّوا فوقها بالنواجِذِ) مثلما استدلّ العلماء بالآيات والأحاديث التي توجب طاعة النبيّ محمد -فوقه الصلاةُ والسلام-، ووجوب اتّباع سُنته، والعمل بها، والأخذ بها. alqalea.com