زوال اسرائيل 2022 بسام جرار pdf … “هذا الأمر يفتقر إلى سجن”، هكذا بدأت حكاية الشيخ الفلسطيني المهتمّ بشرح القرآن وعلومه مع ما يدعوه “الإعجاز العددي في القرآن الكريم”، وهي النظرية الرياضية التي استنبط منها النبوءة المشهورة عن زوال “إسرائيل” في العام 2022 ميلادية.

زوال اسرائيل 2022 بسام جرار pdf

بدأت الحكاية منذ اطلاع الشيخ بسام جرار على كتاب لرجل مصري مغترب إلى الولايات المتحدة الامريكية ومتخصص في الكيمياء الحيوية، يُدعى رشاد خليفة، وَسَمَ خليفة كتابه تحت عنوان “معجزة القرآن الكريم”[1]. بدا عمل خليفة متناقضا، فمن ناحية يتضمّن مقدمات من حالها أن تقود إلى معطيات أكثر وأضخم، ومن جهة أخرى تحوي معهاّن الشغل تلفيقات وكأنّها متعمدة، وفي الأثناء كان هنالك من في مرة سابقة الشيخ بسام جرّار في البحث بشأن الملاحظات العددية في كتاب الله الخاتم والتي ضمّن بعضها خليفة كتابه، وهو السوري صدقي البيك الذي ألّف كتابا بعنوان “معجزة القرآن العددية” بيد أنّه بالإضافة إلى التلفيقات التي تورّط بها خليفة، فقد اتُّهم بالبهائية، ثمّ ما لبث أن ادّعى الرسالة، ثم اغتيل في العام 1990.

هذه الأسباب كلّها كافية لصرف النظر عن متابعة البحث، لكنّ الشيخ بسام جرار رأى في حينه أن عدّ حروف المصحف، في ذاك الوقت الذي كان يخلو من التطبيقات الإلكترونية المعاونة، يفتقر إلى فرقة رياضية لا من الممكن أن يجده سوى في السجن، فألقى كتاب خليفة وصرح على مسمع من زوجه: “هذا الشأن يفتقر إلى سجن”، وقد سُجن بالفعل حتى الآن ذلك في سجن النبش الصحراوي “أنصار 3” عند الاحتلال الإسرائيلي، وأَرسلت له زوجه الكتاب مع المحامي، لتبدأ الرحلة الجدّية مع عشرة شبان في السجن في إحصاء أحرف فواتح السياج، وهي الرحلة التي أفضت أوّل الأمر عن كتابه “إعجاز الرقم 19 في كتاب الله الخاتم: مقدّتوفي تترقب النتائج”[3]، لتتوالى في أعقاب ذاك عشرات الأبحاث والدراسات والكتب.

أمّا حكاية زوال “إسرائيل” عام 2022، والمبنيّة في منبعها على نظرية إعجاز الرقم 19، فلم تكن لتخلو بدورها من المفارقة كذلك، إذ كان الباعث أعلاها نبوءة كهل يهودية، سَرَدَها المنظّر الإخواني المشهور محمد أحمد الراشد في محاضرة له، مفادها أنّ عجوزا يهوديّة عراقية دخلت باكية على والدة الراشد حين قيام جمهورية “إسرائيل”، وقد أثار بكاؤها استغراب والدة الراشد، وهو ما بددته العجوز بقولها إن تلك الجمهورية لن تدوم زيادة عن 76 سنة، وبالرغم من أنّ تلك النبوءة لم تَرُق للشيخ أول الشأن، فإنّه تابعها لاحقا، لتحليل صدقيتها، وباعتبار أنّه لديه من المقدّوافته المنية العددية ما قد يساند في صرح ذلك، وهو الشأن الذي تمّ جنوب لبنان، كلما وقفت على قدميها “إسرائيل” بإبعاد مجموعة من قيادات وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في السنة 1992، وليصدر كتابه “زوال إسرائيل 2022م نبوءة أم صُدف رقمية”[4] في السنة 1995.

وفيما تقلّ الإضاءة على النمازج العلمية والدينية في فلسطين لصالح السياسي، يوضح المحادثة مع الشيخ بسام شدّار مثيرا لاقتراب زمن النبوءة دون ظهور مقدّلقي حتفه جوهريّة تعزّزها مثلما يقول كثيرون، وفي وقت تبدو فيه اعتراضات متعددة، سواء على النبوءة أم على موضوع الإعجاز العددي، وذلك بوقت تتكثّف فيه الاعتداءات على المسجد الأقصى وتتبدّى فيه هيمنة الاحتلال الإسرائيلي عالميا وإقليميا، وفوقه خسر تطرّق حديث “مجال” مع الشيخ بسام جرار لهذه الأشياء، وغيرها مما ينشغل به جذبّار من قضايا سياسية وفكرية.

مجال: بالنظر إلى أجدد أبحاثكم المنشورة بخصوص نبوءة زوال إسرائيل، فإنكم تبدون كمن يزداد اقتناعا بتلك النبوءة، بيد أنّ ثمة اعتراضات من وجوه متنوعة على النبوءة، أولها أن المعطيات الواقعية لا تشير إلى إمكانية زوال إسرائيل أثناء ثلاثة سنين أو أقل، فما الذي يمكنكم قوله بهذا الخصوص؟!

* جرار: لا نقول إن الأمر سيحصل 100%، غير أن البحوث منذ العام 1992م إلى اليوم تزيدنا قناعة بصدقيّة التوقعات إلى درجة تتعدى الـ 95%. دخل الاتحاد السوفييتي أفغانستان العام 1979م، وتوهم الناس أنّ أفغانستان قد دخلت بطن الدب التابع لدولة روسيا الشيوعي، وأنه لاشك سيهضمها؛ فموازين القوى والواقع يؤكدان هذا دون شك. فكانت المفاجأة أنّه حتى الآن 11 سنة ينهار الاتحاد السوفييتي، وتأفل شمس الشيوعيّة، ويُخرج الدب التابع للاتحاد الروسي من بطنه مجموعة من الجمهوريات المستعمرة.

وكأن الأحداث كرة بدأت صغيرة تتدحرج، فتكبر وتكبر. وفي يومياً نُفاجأ بواقع مودرن. وها هو حلف الأطلسي، وها هي الولايات المتحدة، تُذلّ في أفغانستان، فلم يعتبر الحلف هو الحلف، ولم تعد الولايات المتحدة هي الولايات المتحدة. وبات عصري الناس اليوم بخصوص تقهقر أميركا عالميا، وأمسى المحادثة عن دولار واقتصاد يوشك أن ينهار. مَن يرصد التغيّرات ضِمن إسرائيل على صعيد الشعب والقيادة يدرك أنه مجتمع هزيلّ، فَقَدَ العدد الكبير من مقومات الاستمرار والمكوث. يُضاف إلى ذاك انكماش أهميّة إسرائيل بالنسبة للغرب الذي أوجدها لأهداف لم تعد ذات جدوى؛ فإسرائيل وجدت في أوضاع عالمية وإقليميّة لم تعد متواجدة.

ميدان: تدفعنا إجابتكم هذه للسؤال سادّا تقولونه باستمرار عن أنّ الأمّة في تزايد. لا ريب أنّه لا يخفى عليكم أنّ ذاك التشخيص لواقع الأمّة قد يخالفكم فيه أكثر الناس. فما الذي تقصدونه بالصعود، وما معالمه؟!