شرح حديث اللهم اني اعوذ بك من البرص … من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعدى عددها مئات الأحاديث منها ما يتعلق بالعبادات كشرح طريقة الصلاة التي لم يكمل تفصيل كيفيتها في كتاب الله الخاتم ومنها ما يكون على ارتباط بتخصيص عدد محدود من القرارات المجملة في القرآن الكريم ومنها أدعية كان يدعوا بها النبي صلى الله عليه وسلم والكثير غير ذاك، فالسنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع.

اللهم اني اعوذ بك من البرص

ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صرح: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “اللهم إني أعوذ بك من البَرَصِ، والجُنُونِ، والجُذَامِ، وَسَيِّئِ الأسْقَامِ” في هذا المحادثة الشريف يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم من ثلاثة أمراض معينين مع ذكر مجموعة من الأمراض إجمالًا وهذا إن دل فلا يدل إلا على خطورة تلك الأمراض وما ترجع به من أثر سيء على الصحة والعافية.

 

مثلما أن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الحوار خصص ثلاثة أمراض وبيَّن عدد أخر منها إجمالًا دون تخصيص إحداها والمرض الأول هو البرص والبرص في وقتنا القائم يسمى بالبهاق وهو عبارة عن بياض يتضح في أجزاء محددة من جلد الإنسان تسبب نفور الناس عن الواحد السقيم خوفًا من العدوى فيما أن ذلك البرص ليس معديًا بالمرة منا يكون سببا في عزلة المريض التي تسفر عن تسخطه والعياذ بالله.

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم دعائه بالعوذ بالله من الجنون وهو خسارة العقل وذهابه الذي هو مناط الإلزام فبذهاب الذهن يبعد العبد عن ربه وعن عبادته ويصبح غير قادر على العبادة التي محلها القلب والذهن، ولا يتمكن من التفكير والتدبر في الكون وفي خلائق الله عز وجل التي تزيد من إيمان العبد ويقينه بالله إيتي ولن يتمكن أيضًا من تخطط كتاب الله سبحانه وتعالى ففقدان العقل يقصد فقدان الإنسان ذاته.

بينما الجذام هو المرض المخصص بتآكل وتعفن المستخدمين حتى يشطب بترها أو تتساقط فهو أشبه بالغرغرينا ثم مؤيد رسول الله صلى الله عليه وسلم دعائه بسيء الأسقام وهنا تم العوذ بالله من مجموعة أمراض إجماليًا دون تخصيص أحد منها، والمراد بسيء الأسقام هو قبيح وسيء الأمراض بمختلف أشكالها كالعاهات التي تنفر الخلائق عن الإنسان أو تصيبه بما يجعله معزولًا عن الإنس كالعمى والسرطان وضياع التمكن من الحركة.

تلك الأمراض تحتاج لبذل الكمية الوفيرة من الشغل للتعافي منها بجوار العديد من الملكية والتحمل وقوة الصبر كما أن كل ذاك لا يقدر الإنسان من السيطرة فوقه دون عون الله سبحانه وتعالى ورباطه له على قلبه، لذا يلزم الاقتداء بتصرف النبي صلى الله عليه وسلم وقول ذلك الدعاء كما سنحت الفرصة.

اقراء ايضا :معنى المتشدقون في الحديث

رقية شرعية بنية التخلص من البرص “البهاق أو الأكزيما”

من الأساسي خضوع السقيم لطبيب أخصائي لعلاجه من مثل تلك الأمراض بل من اللازم أيضًا التحلي بالصبر والإيمان بالله هلم واتباع أساليب رسول الله صلى الله أعلاه في تضرع الله تعالى للتخلص من الأمراض والآلام وكمواظبة رسول الله على الرقية الشرعية فمن المستحب اللجوء للرقية الشرعية بنية التخلص من هذا الداء على يد التطهر للصلاة وبذلك وضع اليد مكان البهاق وقول تلك الآيات الكريمة، كالآتي:

يستحب الطليعة بالبسملة وقول ذلك التضرع: “بسم الله أرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك، بسم الله أرقيك”.
قراءة آية الكرسي وبعض الصور الصغيرة مثل المعوذتين وسورة الإخلاص.
يمكن قراءة قول الله تعالى: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” وقول الله عز وجل: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون” وقول الله تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً”.

أشهر دعاء ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للشفاء من المرض

ورد عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذَا أتَى مَرِيضًا أوْ أُتِيَ به قَالَ: “اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ أذْهِبِ البأس، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا” كما قال العلماء أنه من المتفق عليه أن ذلك الدعاء هو الدعاء الخاص بالشفاء من المرض، ومستحب الدعاء عند المرض.