حكم نفخ الشفايف … تشعبت وتوسّعت فى الفترات الأخيرة جراحات البلاستيك التجميلية للسيدات، وأكثر هذه العمليات هى تجميل “الشفاه”، وما بين التكبير والتصغير والنفخ، فالمتحكم الضروري فى العمليات التجميلية للشفاه هو “الموضة”. فما حكم الشرع فى مثل تلك الجراحات وما حكم إستيراد “الشفاه” بالليزر بدون حقن بالإبرة وبدون رحيل دم؟
حكم نفخ الشفايف
أفتى العلماء بعدم جواز إجراء المرأة لنشاطات تكبير وتصغير ونفخ “الشفاه” من أجل ازدياد الحسن والجمال؛ لأن هذا يعد تغييرا لخلق الله، مثلما أنه يعبر عن عدم الرضا بالقضاء وما قسمه الله لعباده من حظوظ الطراز والجمال، فالأصل أن العمليات التجميلية التي تهدف إلى محو تشوه يطلع العضو عن حالته المشوهة إلى الوضع الطبيعي فهو أمر مشروع.
اقراء ايضا : حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته
أما إذا كانت العملية تهدف إلى تحويل في خاصية عضو من الأعضاء لتحويل مظهره باعتبار الشكل الجديد أكثر تكيف “موضة” ودون أن يكون الشكل الذي خلق فوقه مشوها فإن ذاك الفئة من الإجراءات غير محتمل شرعًا.
كذا إذا كان المقصد من عمليات نفخ الشفاه إلغاء ورفع الضرر، أو معالجة إشعال مثلا فحينئذ يجوز تصرف تلك العمليات للضرورة، إلا إذا ترتب على فعل تلك النشاطات ضرر أكبر من النفع المرجوة منها فهنا لا يمكن تصرف هذه العمليات.
أما بالنسبة لوضع كريمات على “الشفاه” لنفخها وتكبيرها، فهنا الأمر يتباين عن الألوان التي توضع على “الشفاه” والتي تأخذ حكم وحط الكحل وهو الإباحة، إذ إن تلك الكريمات كان سببا في تغيير طراز “الشفاه” وبالتالي تأخذ حكم جراحات البلاستيك التجميلية التي تتضمن معنى تحويل خلق الله وهو التحريم، وأما لو كان وحط تلك الكريمات على “الشفاه” يتسبب في تكبيرها بصورة مؤقتة، ويذهب أثرها مع الوقت أثناء ساعة او اكثر بشكل بسيط فحكمها في هذه الظرف الجواز والإباحة، ولا مانع منها إن لم يترتب أعلاها ضرر.
غير أن لا يجوز حقن “الشفاه” بالإبر من أجل تحويل لونها طلبا لارتفاع الحسن، وإذا كان التحويل مؤقتا غير مستديم، لأنه في حكم الوشم المنهي عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الواشمات والموتشمات” أخرجه البخاري ومسلم.
اما إذا أصاب الشفاه مرض غير لونها أو غير جزءا منها، فلا حرج في استخدام الليزر لرد الموضوع إلى طبيعته، وأما لو أنه لون الشفاه معتادا، فلا يستعمل الليزر فقط لأجل ترقية اللون أو تغييره طلبا لازدياد الحُسن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله”. متفق أعلاه