الفرق بين الاستعانة والاستغاثة أن الاستعانة تكون في الشدة والكربة، والاستغاثة تكون في الرخاء … هو عنوان ذاك المقال، وفيهِ سيجد القارئ خطبةَ صحةِ هذه العبارةِ المنوه عنهاِ من خطئها، مثلما سيتمُّ كلامُ حكمِ الاستعانةِ بغيرِ الله -عزَّ وجلَّ- كما سوف يتمُّ بيان حكمِ الاستغاثةِ بغير الله -عزَّ وجلَّ- بشيءٍ من التفصيل.

الفرق بين الاستعانة والاستغاثة أن الاستعانة تكون في الشدة والكربة، والاستغاثة تكون في الرخاء

إنَّ هذه الفقرة المشار إليها غير صحيحة؛ حيث أنَّ الاستعانةَ تشتمل علىُ ما كان في كربةٍ أو في غيرِ كربةٍ، في حين الاستغاثةَ لا تكونُ إلَّا من كان في كربةٍ وتماسكٍ، وبذلك تكون الاستعانةُ أعمُّ من الاستغاثةِ؛ إذ أنَّ الاستعانةَ تكون في الكربةِ وفي الرخاءِ، في حين الاستغاثةَ ات تكونُ إلى في الكربةِ

حكم الاستعانة بغير الله

إذا استعانَ المرءُ بغيرِ الله فيما لا يقدر عليه إلَّا الله -عزَّ وجلَّ- فإنَّ ذاك يعدُّ شركًا بالله، أمَّا إن استعانَ المرءُ بأيِّ مخلوقٍ حيٍ قادرٍ على مساعدته فإنَّ ذلك مما لا وجعَ بهِ، وذلك مستنبطٌ من قول الله سبحانه وتعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ مثل أن يقولَ المرءُ لأخيهِ ساعدني في تصليحِ سيارتي.

اقراء ايضا :الفرق بين الفل والياسمين

حكم الاستغاثة بغير الله

إذا استغاث المرءُ بغيرِ الله بينما لا يقدر عليه إلا الله -عزَّ وجلَّ- فإنَّ ذلك يعتبرُّ شركًا، ايضا من استغاث بميتٍ أو غائبٍ، أو بمن استغاثَ بأسماء الملائكة وأسماءَ الجنِّ، وفي تلك الحالةِ لا تكونُ الاستغاثةُ إلَّا بالله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ.

أمَّا الاستغاثةُ بالمخلوقِ بما يقدر فوقه المخلوقُ فهذا مما لا شقاءَ به، وما يدلُّ على هذا أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قصَّ في القرآنِ الكريمِ قصةَ الرجلِ الذي من شيعته الذي اقتتلَ مع رجلٍ من عدَّوه، فاستغاثَ الرجلُ الذي من شيعةِ موسى بموسى، وقد أتى ذاك قول الله تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}

الفرق بين الدعاء والاستغاثة

الإستغاثة تجيء من الغوث أو الغيث حين تكون هناك حاجة الى النصر في الشدائد، وتقال أيضًا بمعني المطر اي الغيث، او حين يطلب الانسان المساعدة ويجد من يساعده ويعني الغيث هذا، اذا تكون الاستغاثة هي طلب الغوث وازالة القساوة كالاستنصار مناشدة النصر والاستعانة طلب.

والدعاء يكون بان يطلب العبد من رب العالمين الإعتناء واستمداد الدعم منه، ويكون هنا افتقار الى الله عز وجل وتبرؤ من الحول والقوة، وهنا يكون ملمح العبودية واستشعار الذلة الآدمية، ويكون في التضرع الخضوع والتذلل لرب العالمين في الشكر والشكر وطلب الاحتياج وتفريج الكربات والعون والمساعدة في الامور الحياتية.