حكم تقبيل الحجر الأسود … هو عنوان هذا المقال، ومعروفٌ أنَّ القرميدَ الأسودَ هو قرميدٌ من الجنةِ، وهو أقوىُّ بياضًا من الحليبِ، لكنَّ خطايا بني آدم هي ما سودته، لكمن ما حكم تقبيلِ الحجرِ الأسودِ؟ وما الحكمة من تقبيلِه؟ وهل هناكَ ردًا على الشبهةِ التي لا تفرِّق بين شرعية قبِلِيه وبين عبادةِ الأوثانِ؟ كلُّ تلك الأسئلة سوف يتمُّ الإجابة فوق منها في ذاك المقال.

اقراء ايضا :تفاصيل مبادرة الحجر الاسود الافتراضي

حكم تقبيل الحجر الأسود

يشرع للمسلمِ تقبيل الحجر الأسود بعض الطواف، وما يدلُّ على ذلك الأثر الوارد عن الصحابيِّ الجليل عمر بن الكلام -رضي الله سبحانه وتعالى عنه- حيث أفاد: “وَاللَّهِ، إنِّي لأُقَبِّلُكَ، وإنِّي أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، وَأنَّكَ لا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ”، وكذلك ذهب عدد محدود من أهل العلمِ حتّىَّ يُباح للمسلمِ تقبيله بغير الطواف

الحكمة من تقبيل الحجر الأسود

إنَّ الحكمة من مشروعيةِ تقبيلِ الحجرِ الأسودِ هي العبادةُ المحضةُ لله -عزَّ وجلَّ- وأنَّ في ذاك تعظيمًا لشعائر الله تعالى، وقد صرح الله تعالى في كتابه المجيد: ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ مثلما أنَّ في تقبيلِ الحجر الأسودِ اتباعًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقتداءً به

 

شبهة حول تقبيل الحجر الأسود

هناكَ من يتصور أنَّ مشروعيةِ تقبيلِ الصخرِ الأسودِ، إنَّما هو دليلٌ على جوازِ تقبيلِ المقابر، مثلما أنَّ هنالك من يتصور أنَّ الإسلامَ ليس دينًا سماويًا؛ إذ أنَّ في تقبيلِ الحجرِ الأسودِ تقبيلًا لوثنٍ لا يكون ضاراُّ ولا يجدي، ولذا بالتأكيدِ بيانًا باطلًا، وبينما يأتي بيان الرد عليه

أنَّ تقبيلَ الحجر الأسودِ مشروعٌ وقد فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمرنا باتباع هديه حيث قال : “خذوا عنِّي مناسِكَكم”
أنَّ تقبيل الأضرحةِ فيهِ غلوٌ للأموات، وقد نهى النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- عن الغلوِّ، حيث قال: “وإيَّاكم والغلوَّ في الدِّين، فإنَّما أَهلَكَ من كان قبلَكمُ الغلوُّ في الدِّينِ”.
أنَّ عبَّاد الأوثان يعتقدون أنَّ أصنامهم تضرُّ وتفلح، فيما المسلمونَ يعلمون معرفةَ اليقينَ أنَّ الصخرَ الأسودَ لا يضرُّ ولا يفلح، ودليل ذلك قول عمر بن الكلام: “وإنِّي أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، وَأنَّكَ لا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ”.
أنَّ عبَّاد الأوثانَ يعبدونَ هذه الأوثانَ، في حين المسلمونَ لا يعبدون إلَّا الله، ويقبِّلونَ الحجرَ الأسودَ عبادةً لله وحده.