التفاصيل عن شفاء اول مريض سكر …. هو الخبر الذي بثّ الأمل في أنفس جميع المرضى الذين أصيبوا بذلك الداء، والذي ظل الأطباء بتكرار مقولة أن لا علاج له، ولكن مع نجاح العلاج بالخلايا الجذعية، والذي حقق شفاءً كاملًا عند أحد السقماء بمرض السكري من النسق الأضخم، بدأ الناس يتساءلون عن تفاصيل عملية شفاء اول عليل سكر، وهذا ما سيقدمه الموضوع في سطوره القادمة.
ما هو مرض السكري من النوع 1؟
يعتبر مرض السكري، في أبسط حالاته، موقفً مرضيةً لا يستطيع فيها الجسم تنظيم السكر (الغلوكوز) أو استخدامه بشكلٍ صحيحٍ في الدّم، حيث يلعب البنكرياس دورًا جوهريًا في السيطرة على تلك المستويات، حيث يتواجد ضِمن البنكرياس مئات الآلاف من الاحتشادات الخلوية، والمعروفة باسم جزر لانجرهانز، والتي تحتوي على أشكال متعددة من الخلايا المنتجة للهرمونات التي تنظّم نسبة السكر في الدم، والأهم من هذا، أن تلك الخلايا تشتمل على خلايا بيتا، التي تنتج هرمونًا يعرف باسم الأنسولين، ينهي إطلاقه في مجرى الدم عندما تصل مستويات السكر في الدم إلى حاجزٍّ محددٍ، طالبًا من الخلايا في الجسد امتصاص السكر، وهو منبعٌ رئيسيٌّ للطاّقة لخلايا الجسد.
يوازن بدن الإنسان دائما معدل السكر في الدم، حيث أن المستويات المرتفعة جدًا أو الهابطة جدًا يمكن أن تشكل ضارة، في مرض السكري، ترتفع نسبة السكر في الدم إما لأن البنكرياس لا ينتج مقدار كافية من الأنسولين وهو داء السكري من الصنف 1، أو لأن خلايا الجسم تفشل في الاستجابة للأنسولين الذي يتم إطلاقه، وهذا يعلم بداء السكري من النوع 2
في مرض السكري من النوع 1، يهاجم جهاز المناعة في البدن خلايا بيتا في البنكرياس، وعند خسارة خلايا بيتا، لن يكون هنالك معدلاتٍ كافيةً من الأنسولين للتحكم الصحيح في مستويات الغلوكوز، ومن الممكن أن يؤدي زيادة مستويات السكر في الدم إلى تلف الكلى والعين والجهاز العصبي والأعضاء الأخرى، ومن الممكن سحجة الأفراد من جميع الأعمار بمرض السكري من الصنف الأول
اقراء ايضا : اعراض مرض السكري للكبار والصغار
كيف يتم التعامل مع العلاج الجديد؟
يعتمد الدواء الجديد لمرض السكري على استخدام الخلايا الجذعية وهذا من خلال توليد خلايا بيتا من الخلايا الجذعية الجنينية (ESCs) والخلايا الجذعية المستحثة متنوعة القدرات (iPS)، حيث ساعدت الأبحاث المعملية على وعى تقدم الداء بأسلوبٍ أجود، والأسباب الجينية المحتملة للمرض، وأوجه التشابه والاختلاف بين المرضى، ومن المحتمل استعمال خلايا بيتا المشتقة من الخلايا الجذعية المستحثة لمداواة قلة تواجد خلايا بيتا، الأمر الذي يمنح دواءًا إذا ما تم زرعها بنجاح في أجسام المرضى، ونظرًا لأنه يمكن تصنيع الخلايا الجذعية المستحثة في نطاق جسم العليل، فإن خلايا بيتا الناتجة ستتجنب رفض الزرع، بل المتلقين المصابين بداء السكري من النمط 1 سيظلون يواجهون هجماتٍ من جهاز المناعة على خلايا بيتا المخصصة بهم.
شفاء اول مريض سكر
كانت حياة بريان شيلتون Brian Shelton محكومةً بمرض السّكري من النوع الأول، فما إن يهبط درجة ومعيار السكر في دمه حتى يفقد وعيه دون سالف تحذير، الأمر الذي كان سببا له بالعديد من المشكلات، إلا أن بوقتٍ مبكر من ذاك العام، رصدت زوجته الماضية إلتماسً للأشخاص الذين أصيبوا بداء السكري من الصنف الأضخم للمساهمة في تجربة إكلينيكية أجرتها شركة Vertex Pharmaceuticals، خسر كانت الشركة تختبر علاجًا طُور على نطاق عقود من قبل عالمٍ تعهّد بإيجاد دواءٍ عقب خبطة ابنه الرضيع وابنته المراهقة بالمرض
بات بريان شيلتون في 29 يونيو أول سقيم، حصل على حقنةٍ من الخلايا، نمت من الخلايا الجذعية وهي مشابهة لخلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين التي يحتاج إليها جسده، واليوم يتحكّم جسده أتوماتيكًا في معدلات الأنسولين والسكر في الدم، وهكذا يكون شيلتون، البالغ من العمر حاليا 64 عامًا، أول واحدٍ يتعافى من مرض السكري، وقد قال شيلتون: “إنها حياة عصرية تمامًا”، “إنها مثل معجزة”، لقد مُنِي خبراء السكري بالدهشة لكنهم تشجيعّوا على توخي الحذر، فالدراسة متواصلةٌ وستستغرق خمس سنوات، وتشتمل على 17 واحدًا يعانون من حالات شديدة من مرض السكري من الصنف الأكبر